مستشفى بنها الجامعي.. انهارت الخدمة قبل الأسانسير

03:25 م | الجمعة 02 فبراير 2018

فتحت كارثة إنهيار أسانسير مستشفى الجامعة ببنها والذي أسفر عن مصرع 7 أشخاص وإصابة آخر في حالة خطيرة، ملف تدهور الخدمة الصحية بالمستشفى التي طالت البشر قبل الحجر بعد أن تحولت مؤخرا إلى حالة مزرية من تقديم الخدمة، وشهدت مؤخرًا تعطل أجهزة الأشعة والتحاليل وهو أمر حولها لتكون مركز لتوريد المرضي لمراكز الأشعة ومعامل التحاليل الخاصة، وبات مشهد سماسرة المراكز وهم يقفون أمام باب المستشفى لاصطياد الزبائن أمر عادي وبديهي، بعد أن عشعش الإهمال في كل الأركان حيث أنهارت الخدمة الصحية قبل إنهيار الأسانسير بالرغم ان المستشفى يعد من أعرق المستشفيات على مستوى الإقليم وكان الملاذ الآمن وسيظل لآلاف المرضى منذ سنوات طويلة، لكنها تعرضت للإهمال الإداري والطبي وماتت إكلينيكا بسبب نقص الإمكانيات المالية فتراجع دورها وأصبحت مجرد اسم فقط.

المواطنون المترددون على المستشفى كشفوا عن حجم معاناتهم مع تردي الأوضاع بها، فيما كشف عددًا من الأطباء من العاملين بالمستشفى أن هناك حالة من الضغط الشديد على تقديم الخدمة بالمستشفى الذي يخدم 3 محافظات هي القليوبية والمنوفية وأجزاء من الشرقية وهو أمر لايطاق ويتطلب تخفيف العبء عنها لتقديم الخدمة الجيدة.

أكد الأهالي ان الحال لا يسر عدو ولا حبيب متهمين بعض أطباء المستشفى من الاساتذة بالتفرغ لعياداتهم الخاصه بإستثناء قلة محدودة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة لتتحول المستشفى إلى مولد وصاحبه غايب.

- الكشف في العيادة الخارجية بـ"الواسطة"

يقول حمدان السعيد من كفر شكر، المستشفى شهدت حالة من التدهور مؤخرًا وسط انعدام خدمات كثيرة كالأشعة والتحاليل حتى عندما يذهب المريض للكشف في العيادة الخارجية يصل الأمر لاستخدام الواسطة في الكشف ورشوة الممرضيين.

- حتى السرنجه تطلب الممرضة شرائها من الخارج

وقالت حسنية علي، إنها حضرت بوالدتها التي أصيبت فجأة بجلطة في المخ، وقال لها الطبيب المعالج لابد من حجزها بغرفة عناية مركزة وعندما حضرت إلى المستشفى الجامعي لم تجد مكان في العناية، وقال لها الطبيب الموجود هناك إن عدد الأسِّرة المتاحة أقل من الموجود لعدم توافر الأجهزة.

وقال السيد عبد الغفار مرافق أحد المرضى، أن المستشفي أصبح غير مؤهل لاستقبال الحوادث رغم انه يخدم 3 محافظات، مشيرًا إلى أنه في وقت الحادث الأخير للأسانسير كان هناك جهاز أشعة مقطعية معطل ناهيك عن تعطل بعض الأجهزة منذ فترة طويلة تصل لـ 6 أشهر كما أن جهاز أشعة الطوارئ معطل هو الآخر.

من جانبه قال الدكتور السيد القاضي رئيس جامعة بنها، إن المستشفى يحظى برعاية واهتمام شديدين، والجامعة توفر طاقاتها لتقديم خدمة متميزة ولكن يقع عليه عبء كبير، مشيرًا أن المستشفى يستقبل متوسط 31 ألف مريض شهريًا وفق التقرير الأخير المعروض على مجلس إدارة الجامعة.

وأضاف القاضي، سبق وأن طلب تفعيل التعاون بين الجامعة ومستشفيات وزارة الصحة بالمحافظه حتى يتم تخفيف العبء على المستشفى، والذي يؤكد الإقبال عليها ثقة المواطنين فيما تقدمه لهم من خدمات.

وأوضح القاضي، أنه قدم عرضًا عن الحادث، وما تم اتخاذه من إجراءات في مقدمتها تشكيل لجنه موسعه للوقوف على الأسباب الحقيقيه للحادث، وإصدار الجامعه بيانًا إعلاميًا فور وقوع الحادث، أكدت خلاله محاسبه المقصرين أيًا كانت مواقعهم واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه المتوفين وعلاج المصابين، مشيرًا أن الامكانيات البشرية تعمل بالمستشفى ذات كفاءة عالية، ولكن زيادة المترددين على المستشفى يؤثر على مرافقها والتي تحتاج إلى التطوير والمراجعة المستمرة مما يلقي أعباء مالية كبيرة على ميزانية الجامعة.

وكشف الدكتور إبراهيم راجح، مدير المستشفى الجديد، عن استقبال المستشفى لعدد 30984 مريضًا خلال الشهر المنصرم، منهم 14787 استقبلتهم أقسام الاستقبال المختلفة و15642 مريضًا ترددوا على العيادات الخارجية للمستشفيات وتم حجز 4213 مريضًا وإجراء 2375 أشعة مقطعية بخلاف 2818 أشعة فوق صوتية و162 رنين مغناطيسي و3861 أشعة عادية و25445 تحاليل طبية، مشيرًا أنه دليل على ثقة المواطنين في المستشفى.

وأوضح السعيد أنه فور وقوع الحادث الأخير تم غلق الاستقبال لتخفيف الضغط على المستشفى، وتشكيل لجنة لبحث تداعيات الحادث وأوجه القصور التي تسببت فيه، مشيرًا أنه يتم العمل على إعادة الخدمة الطبية للمستشفى في أسرع وقت ممكن.