"فرصة" أحمد بدير
- أسر شهداء
- أشرف عبد الباقى
- أعمال جديدة
- أعمال درامية
- إسماعيل يس
- إيمان أبو طالب
- الأعمال الدرامية
- الأعمال الفنية
- البيت الفنى
- أحمد بدير
- أسر شهداء
- أشرف عبد الباقى
- أعمال جديدة
- أعمال درامية
- إسماعيل يس
- إيمان أبو طالب
- الأعمال الدرامية
- الأعمال الفنية
- البيت الفنى
- أحمد بدير
"أبو الفنون".. لقب اكتسبه المسرح منذ عقود طويلة وأصبح ملاصقاً له مشيراً إليه مترجماً ومألوفاً لدى الجميع وأن تردد "المسرح أبو الفنون" تشعر بقيمة وأهمية وعراقة المسرح ورسالته أيضاً وتتساءل عن سبب هذا اللقب فتجده يقال أن المسرح أول الفنون لذا أصبح أباً لهم وأنه جزء أساسى من حضارات عريقة كالفرعونية واليونانية الإغريقية وكذلك اليابانية كما ستجده وصفاً حقيقياً فالمسرح يجمع الفنون كلها على خشبته من فكرة ونص وتمثيل وأداء وموسيقى وديكور و ملابس وإخراج .. وهو أصعبها لأن كل ذلك يواجه الجمهور مباشرة بلا حاجز فيأتى رد الجمهور مباشر أيضاً.
المسرح يعتمد دائماً على الـ "مورال" وهو رسالة العمل أساس بناء أية رواية مسرحية ومنه انطلقت وأبدعت مسارح كثيرة على مدار سنوات طويلة وأصبحت من علاماته بأسماء رنانة مثل مسرح "الريحانى – يوسف وهبى – إسماعيل يس - فؤاد المهندس – جلال الشرقاوى - محمد صبحى " ومنها من أخذ طابعاً خاصاً مثل مسرح "عادل إمام – سمير غانم – محمد نجم" وأخيراً "أشرف عبد الباقى" الذى حاول مجتهداً اختلاق شكلاً جديداً برؤيته بجانب العروض التى يقدمها النجوم بدون فرقة ثابتة.
بين ألوان المسارح المختلفة كان "أحمد بدير" الذى احتفظ لنفسه بـ "سِكة" تخصه ببصمته أبدع فيها لسنوات طويلة وحقق نجاحاً كبيراً فوضع نفسه بين الفئة الأولى للمسرح بجدارة بعدما صنع توليفته المميزة التى تنوعت بين كوميديا خالصة منتقلة لكوميديا سياسية لاذعة اجتذبت جمهوراً كبيراً وأثقلت من وزنه وثقله الفنى وملَكته خشبة مسرح مزينة باسم "أحمد بدير".
مع اختلاف الشكل المسرحى وغياب الجمهور عن صالاته الكبرى وعودتهم إلى صالات الاسكتشات والـ "تهريج" الفارغ من أى مضمون أو رسالة، يعود "أحمد بدير" بعمل قوى بالشكل المسرحى الحقيقى "زى الكتاب ما بيقول" يحمل هدفاً ومضموناً ورسالة قوية محافظاً على ما يميزه من الإسقاطات السياسية والمجتمعية أيضاً ليقابل جمهوره فى "فرصة سعيدة" هى اسم العمل الذى يقدمه على خشبة البيت الفنى للمسرح وهى حالته أيضاً.
عودة "بدير" هذه المرة عودة مختلفة وجديدة تماماً ومبهرة أيضاً فبجانب فكرة "محاسبة النفس" على أخطاء الماضى التى بنى عليها العرض المسرحى كـ "مورال" كان تعاونه مع مخرج وممثل مميز من جيل الوسط هو "محمد جمعة" القادم من التمثيل للإخراج بقوة والذى يعتبر مفاجأة العمل الرئيسية من التفاصيل التى قدمها بمنتهى العمق والبساطة فى وقت واحد وهو صاحب فكرة العمل أيضاً ليؤكد أن هناك من يزال يحمل أفكاراً هادفة ويسعى لتنفيذها بشكل محترم ومناسب للمشاهدة العائلية فكانت قوته الرئيسية فى السيطرة على نجوم لها وزنها التمثيلى على رأسها "بدير" الخارج عن السيطرة أساساً ومعه "فتوح أحمد ومحمد الصاوى" فتاريخهم الفنى ربما يكون مضاعفاً لتاريخ "جمعة" إلا أنه استطاع بجدارة أن يملأ مكانه كمخرج متميز تنتظر منه الكثير مستقبلاً تمثيلاً وإخراجاً وهو ما يرجع لاحترام النجوم الكبار لشخصه وإبداعه وثقتهم الواضحة فيه لنصل للهدف الأكبر وهو تقديم عملاً مسرحياً يحترم جمهوره.
أما المفاجأة الكبرى كانت فى بطلة العرض التى أعطاها "بدير" ثقته الكاملة باختيار من خارج الصندوق تماماً وهى الإعلامية "إيمان أبو طالب" والممثلة حديثاً فبالرغم من تجاربها التمثيلية فى أعمال درامية إلا أنها كتبت شهادة ميلادها الفنى الحقيقية على خشبة المسرح فكانت مفاجأته غير المتوقعة لنتوقف عن الرهان على الخبرة وتكون الموهبة والأداء هما الفيصل فى أرض الملعب فتواجه الجمهور بمنتهى السلاسة والثبات وتكون ثنائياً صعباً مع "أحمد بدير" الذى وقفت أمامه كبار وفطاحل الفنانات فى مباراة فنية مهارية بجانب نجمان آخران لهما ثقلهما وخبرتهما الطويلة .. "فتوح والصاوى".
مؤكد وقفة المسرح أكبر وأصعب بكثير من مواجهة الكاميرا فلا مجال للخطأ أو التصحيح فقدمت "إيمان" نفسها بمنتهى الثبات كممثلة تملك أدواتها وتستفيد منها فى ضربة البداية وتعدك باستغلالها والاستفادة منها جيداً فى خطواتها المقبلة لتجدها "فرصة سعيدة" تولد عندك ثقة فى "إيمان" وتنتظر لتفتش عن تواجدها فى أعمال جديدة الفترة القادمة واثقاً أنك سترى أداءً وتطوراً تحترم به موهبتها واسم صنعه تقديم البرامج ربما يفوق بالتمثيل نجاحه وثباته واستمراره.
ما يميز عودة "أحمد بدير" أيضاً هو إتاحة الفرصة لمجموعة من الوجوه الجديدة لتشاركه العمل معطياً لهم مساحات مميزة للتعبير عن موهبتهم وإبرازها بشكل واضح دون تعال أو استخفاف فكان "بدير" هو الـ "برواز" الشيك لهذه الوجوه الشابة والتى تلمع منه للمرة الأولى فالاختيارات موفقة جداً فى التنوع والاختلاف لتشعر أنك أمام "كوكتيل" من المواهب تنتظر اكتشافها فيقوم "بدير" بهذا الدور والذى يعتبر الأهم من دوره كبطل للعمل بمعاونة "محمد جمعة" المخرج الذى أثبت أنه صاحب عين ثاقبة "كشاف مواهب" ينتظرها مستقبل كبير فقدما بدون ترتيب .....
ــ "ذكرى الكومى" صاحبة الأداء الـ "شيك" الرقيق شكلاً ومضموناً بدون تكلف ولا استعراض فهى كمن يطلق عليهن "قطة الشاشة" وهى هنا "قطة المسرح" بنعومة الأداء والحركة ولكنها تشعرك طوال الوقت أنها تملك الكثير ولن تنحصر فى هذا الإطار وقد تعبر عن نفسها جيداً فى فرص متنوعة ومختلفة وقد تخطفها الدراما سريعاً لتشعر أنك أمام موهبة جديدة تتشكل بهدوء لكنها فى خطوات قصيرة ربما تجدها بين الصفوف الأولى إذا أرادت هى ذلك.
ــ "إيمى جلال" قنبلة الضحك الموقوتة الجاهزة للانفجار فى أية لحظة فهى اكتشاف كوميدى جديد تملك أداءً قوياً وسرعة بديهة وتلقائية كبيرة تؤهلها للتواجد بقوة فى أعمال أخرى إذا ما إنتبه المخرجون لهذه الموهبة الحقيقية وتم توجيهها بشكل سليم وإعطائها فرص مناسبة لإمكانياتها خاصة أننا نعانى من ندرة الـ "كوميديانات" فى الأعمال الفنية وربما تكون "إيمى" نقلة جديدة خاصة أنها بعيدة عن فكرة الـ "كراكتر" وتتمتع بجمال وأنوثة تفاجئك بوجهها الآخر الكوميدى إضافة لإمكانياتها التمثيلية، والمؤكد أنها ستزيد وتثقل باكتساب الخبرة.
ــ "بسمة شوقى" المشخصاتية .. وهو اللقب الذى تستحقه بجدارة فتجدها تقدم كل ألوان الأداء بسلاسة دون أى مجهود إضافة لخفة دمها التى تضفى عليها طابعاً كوميدياً أيضاً وهو "باكيدج" قليل التواجد فبالرغم من ظهورها فى أكثر من عمل درامى بجانب الإعلانات إلا أن هذا العرض تحديداً يعتبر بدايتها الحقيقية ونقطة انطلاقها ربما لأنها تخرجت من معهد فنون مسرحية فتملك حس المسرح وتفاصيله وهو ما يميزها فمشاركتها مع نجوم كبار فى هذا العمل ستضيف لرصيدها الكثير.
هناك أيضاً "لى لى قاسم" والتى شاركت فى العديد من الأعمال الدرامية والمسرحية فاكتسبت خبرة جيدة بالوقوف أمام نجوم كبار تؤهلها للاستمرار بشكل أكبر فى أعمال مهمة قادمة بحسن الاختيار والتركيز وتحديد رؤيتها لنفسها وموهبتها بشكل صحيح لتنتقل لمراحل جديدة تستحقها .... بالإضافة لـ "محمد سعيد" النسخة المصغرة من الفنان "محمد الصاوى" و"باسم" و "مجدى سعد" ومعهم المصور الموهوب "مدحت صبرى"وهم أصحاب مواهب لفتت الأنظار وقدمت أوراق اعتمادها رسمياً فى هذه المشاركة كإعلان أنهم قادمون كل منهم بشكله ومضمونه وبصمته الخاصة والحقيقة أن المجموعة التى احتضنها نجم بتاريخ "أحمد بدير" بأكملها واعدة تستحق هذه الفرصة وينتظرها مستقبلاً كبيراً شرط الاجتهاد والتطوير.
لا شك أن عودة المسرح بهذا الشكل هى المكسب الأكبر بعدما اختفى لسنوات طويلة ليعاد إحياءه من جديد وأن يكون من خلال "البيت الفنى للمسرح"بعرض جماهيرى يتميز بالجودة فهو أمر يستحق الاحتفاء والتقدير خاصة للمخرج "محمد جمعة" الذى استطاع بالإمكانيات المتاحة والتى لا تقارن بالقطاع الخاص أن يحقق أعلى قدر من الإبهار بمعاونة الفنان "أشرف طلبة" مدير المسرح الحديث صاحب العمل ليؤكد عملياً أننا نستطيع النجاح بأقل الإمكانيات شرط أن نملك المهارة والفكر والإرادة ... والحقيقة أنه يجب تصوير العمل وعرضه تليفزيونياً وكذلك الأعمال المميزة طالما نبحث عن أعمال جيدة ونشكو مر الشكوى من عرض الأعمال التافهة التى تفسد الأذواق فها هى "فرصة سعيدة" أن نأخذ هذه الخطوة بجدية وليكن هذا العمل هو البداية.
لم ينس "أحمد بدير" أن يغلف عودته بالطابع الإنسانى والوطنى بتكريمه لأسر شهداء الواجب من رجال الأمن ليقدم عملاً متكاملاً فنياً وإنسانياً وأخلاقياً.
فرصة "أحمد بدير" الآن والتى ستكون سعيدة فعلاً أن يعلن مجموعة عمله المسرحى كاملة فرقة ثابتة يقدم بها مجموعة جديدة من الروايات بنفس المستوى سواء على مسرح الدولة أو القطاع الخاص مع تطعيمها بعدد مناسب من الوجوه الواعدة وزملائه الفنانين وتصوير هذه الأعمال لإنعاش ذاكرة المسرح التى غابت أمام الأعمال الدرامية والسينمائية وبالتأكيد ستنافس "فرقة بدير" الذى يستحق تتويج مشواره بها وستتصدر المشهد بقوة.
"فرصة سعيدة" ... قد تكون من أبسط الأعمال المسرحية التى قدمها "أحمد بدير" ولكنها من أهمها ليقابل بها جمهوره ويحييه فيرد له التحية ........ "فرصة سعيدة".