هآرتس: سفارة إسرائيل ترفض مساعي قطر للتواصل مع اللوبي اليهودي بأمريكا

هآرتس: سفارة إسرائيل ترفض مساعي قطر للتواصل مع اللوبي اليهودي بأمريكا
كشف "إتاي بار دوف" المتحدث بإسم السفارة الإسرائيلية في "واشنطن" في حوار مع صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، عن مساعي قطر للتواصل مع قادة اللوبي الصهيوني الداعم لإسرائيل في الولايات المتحدة، وعبر عن رفض إسرائيل التام لمحاولات الدوحة عقد لقاءات رسمية بين المسؤولين القطريين والقادة اليهود الأمريكيين الذين يمثلون اللوبي الصهويني بالولايات المتحدة.
وأكد "دوف" لـ"هآرتس" إنه لم يوافق على عقد لقاءات بين العديد من القادة اليهود الأمريكيين وكبار المسؤولين القطريين، والتي بدأت في منتصف عام 2017، وأشار إلى أن الدوحة تحاول من خلال مساعيها تحسين صورتها في المجتمع اليهودي الأمريكي المؤيد لإسرائيل، وقال "إننا نرفض جهود الدوحة هذه في المجتمع اليهودي الموالي لإسرائيل"، وذلك في أعقاب عدد من التقارير الأخيرة حول رحلات قادة المجتمع اليهودي الأمريكي إلى الدوحة.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أنه في منتصف عام 2017، بدأت قطر في التعاون مع نيك موزين، وهو استشاري للعلاقات العامة اليهودية الأمريكية، والذي عمل سابقاً للنائب الجمهوري بالكونجرس تيد كروز، وقد تمكن موزين من تنظيم عدة اجتماعات بين السلطة الحاكمة في قطر، بما في ذلك الأمير تميم بن حمد آل ثاني، وشخصيات بارزة في المجتمع اليهودي الأمريكي.
وأشارت الصحيفة إلى أن جهود التواصل القطري حققت نجاحاً خاصاً بين الأطراف اليمينية في اللوبي، وشملت أيضاً مؤيدين لإسرائيل من غير اليهود، مثل حاكم ولاية أركنساس السابق مايك هوكابي، وقال المتحدث باسم السفارة الإسرائيلية، "إن عدداً من الذين زاروا قطر أو التقوا بزعمائها في الولايات المتحدة زعموا أنهم نالوا مباركة المسؤولين الإسرائيليين لأعمالهم".
وجاء في رد السفارة على سؤال حول هذا الموضوع من صحيفة "هآرتس" أن السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة رون ديرمر لم يعبر عن دعمه لتلك الاجتماعات والزيارات، وقال المتحدث باسم السفارة، "أن أي شخص يدعي أن هذه اللقاءات نالت مباركة السفير لا يقول الحقيقة"، وقالت "هاآرتس"، "إنه على مدى السنوات العديدة الماضية، اتهمت إسرائيل قطر بدعم حماس، وعانت قطر من الحصار الجزئي الذي تفرضه السعودية ودول الخليج الأخرى التي تتهمها بدعم جماعة الإخوان، والتعاون مع إيران والتحريض على العنف وإثارة الإضطرابات في العالم العربي".
وأضافت "هاآرتس"، "نفى المسؤولون القطريون جميع هذه الادعاءات، واستفادوا من اللقاءات التي رتبها موزين لتقديم تبريراتهم المضادة، وكان من إحدى النقاط التي إستخدموها للخروج من تلك الانتقادات هي أن الدوحة تعمل حالياً مع إسرائيل على إعادة تعمير قطاع غزة، في أعقاب الأضرار التي لحقت به جراء حرب غزة عام 2014.
وخلال تلك الحرب، انخفضت علاقة إسرائيل مع قطر، حيث هاجم المسؤولون الإسرائيليون بشكل متكرر دعم الإمارة القطرية لحماس، غير أنه على مدى العامين الماضيين، كان هناك بالفعل بعض التنسيق بين البلدين بشأن إعادة بناء غزة والسعي إلى إيجاد سبل لتحسين الاقتصاد الفلسطيني.
ومنذ الصيف الماضي زار ما لا يقل عن خمسة من قادة المنظمات اليهودية الأمريكية قطر واجتمعوا مع قادتها. وكشفت صحيفة "هآرتس" أن مورت كلاين رئيس المنظمة الصهيونية الأمريكية زار قطر مطلع يناير الماضي، حيث قضى خمسة أيام في الدوحة واجتمع مع الأمير القطري و كبار المسؤولين الآخرين، على الرغم من أنه في العام الماضي فقط، ندد "كلاين" علناً بدعم قطر للإرهاب ودعا إدارة ترامب لحظر الخطوط الجوية القطرية في الولايات المتحدة.
وأوضح كلاين لـ"هآرتس" حينئذ، أنه استخدم هذه الزيارة للضغط على قيادة قطر بشأن علاقتها مع حماس والتحريض المعادي للسامية على شبكة الجزيرة الفضائية المملوكة للدولة. كما قام مالكولم هونلين نائب رئيس مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى بزيارة قطر مؤخراً، وذكر أن الغرض من زيارته هو المساعدة في استرداد جثتي جنديين إسرائيليين يعتقد أنهما محتجزان حالياً من قبل حماس في قطاع غزة.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية، "إنه من الجدير بالذكر أن إدارة ترامب حسنت أيضاً من علاقاتها مع قطر، وفى العام الماضى زار وزير الخزانة ستيف منوشين قطر وأشاد بإلتزامها في مكافحة الارهاب، وقبل أسبوعين، أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مكالمة هاتفية مع أمير قطر؛ وفي هذا الأسبوع يزور وفد قطري كبير واشنطن، وقال وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون أمس الأول إن قطر حققت تقدما كبيرا في تحسين الجهود الرامية الى مكافحة الارهاب، في حين وصف وزير الدفاع جيمس ماتيس ان الإمارة القطرية حليف قوي للولايات المتحدة".
وبحسب "هاآرتس" فقد واجهت زيارات القادة اليهود إلى قطر إنتقادات قوية من داخل المجتمع اليهودي، ونشر الحاخام شمولي بوتاش، وهو زعيم أرثوذكسي من نيوجيرسي، عدداً من المقالات التي تنتقد القادة اليهود الذين ذهبوا إلى قطر، وقال جوناثان شانزر من مؤسسة الدفاع عن الديموقراطية بواشنطن لصحيفة "هآرتس" قبل أسبوعين، "إنه ليس من الخطأ ان يقوم المحللون والمثقفون بالسفر الى قطر للتعرف على الوضع هناك، لكن المشكلة هي أنهم لا يسمعون الطرف الآخر، ويحتاجون أيضا إلى سماع منتقدي قطر، فهناك الكثير من الأمور التي يجب أن يكونوا على دراية بها مثل علاقات قطر بحركة حماس، وتنظيم القاعدة، وطالبان، وجماعة الإخوان وغيرهم من الجماعات المتطرفة".