"الموت علينا حق".. مستشفى طوارئ المنصورة: "لا مكان لأحد"

كتب: صالح رمضان

"الموت علينا حق".. مستشفى طوارئ المنصورة: "لا مكان لأحد"

"الموت علينا حق".. مستشفى طوارئ المنصورة: "لا مكان لأحد"

"طرد المريض من المستشفى" عبارة تكررت كثيرًا في الفترة الأخيرة في مستشفى الطوارئ بجامعة المنصورة، إما لامتلاء الأماكن بها، أو أن المستشفى لا تعمل إلا في الحالات الطارئة فقط، وحالة المريض لا تستدعي بقاءه في المستشفى، ومحدودية أماكن الرعاية المركزة بالمستشفى.

تعددت الحالات في خلال أسبوع واحد التي لم تتمكن المستشفى من استيعابهم، الأولى توفي المريض حسن عبدالفتاح إبراهيم ناصف، 73 سنة، وهو ينتظر في طرقة المستشفى لتوفير مكان له برعاية الصدر والقلب وظل مرافقة يعمل بجهاز تنفسي يدوي، ولم يدري بوفاة المريض إلا بعد انتفاخه.

وتحتوي مستشفى الطوارئ بجامعة المنصورة على 160 سريرًا بالأقسام الداخلية و40 سريرًا بالعناية المركزة، منهم 33 سريرًا على تنفس صناعي.

وقالت زينب الجزار، إحدى قريبات المتوفي، لـ "الوطن": "دخلنا بالمريض المستشفى بعد شعورة بوعكة صحية بسيطة ناتجة عن كحة صاحبها بصق دماء من فمه، وفضلوا نقله إلى المستشفى للاطمئنان على حالتهن، بعدها بدأ يشعر باختناق لنفاجئ بموظف بالمستشفى يعطي لنا جهاز "نفخ"، ويطلب منا تركيبه للمريض والنفخ له كتنفس اصطناعي".

وأضافت أن عددًا من الأطباء بقسم الاستقبال أجروا الكشف على الحالة، وأكدوا أنه بحاجة ماسة إلى وضعه بالعناية المركزة بقسم الصدر، وتوجهنا بالحالة فلم نجد أحد من الأطباء، وطلب منا أحد العاملين الانتظار حتى يتم إيقاظ الطبيب من الاستراحة، وعندما اطلع على تقرير الحالة أكد أنه لا يوجد مكان بالعناية، وظل بطرقة المستشفى حتى مات.

وحولت مستشفى بلقاس المركزي، حالتين لشابين أصيبا في حادث تصادم لحاجتهما لعمل عرض جراحة المخ والأعصاب لعدم وجود التخصص بالمستشفى بلقاس وهما "رضا كمال عبدالهادي"، 20 سنة، مصابًا باشتباك ما بعد الارتجاج بكسر بقاع الجمجمة، واشتباه نزيف بالمخ درجة الوعي 7، و"محمد السيد عزب"، 15 سنة، مصاب باشتباه ما بعد الارتجاج وكسر بقاع الجمجمة درجة الوعي 3، وتم تركيب أنبوبة حنجرية لهما.

وقال مصدر طبي، إنه بعد وصول الحالتين للمستشفى بصحبة الطبيب عبدالله حلمي، فوجئنا بطلب إدارة مستشفى الطوارئ، بعودة الحالات إلى مستشفى بلقاس المركزي فورًا لأنه تم عرض جراحه المخ والأعصاب والحالات ليست بحاجة إلى تدخل جراحي، وأصرت إدارة المستشفى على عودة الحالات إلى مستشفى بلقاس المركزي فورًا، رغم بعد المسافة وحالتهما الخطرة لأن الحالات بحاجة إلى سرير رعاية مركزة ومزود بجهاز تنفس صناعي.

وأضاف المصدر أنه تم التواصل مع مسؤولي الرعاية الجرحة بمديرية الصحة، وتم نقل الحالتين إلى مستشفى ميت غمر ومستشفى شربين، وذلك رغم بعد المسافة وخطورة النقل على حياتهما.

وتدخل النائب وحيد قرقر، عضو مجلس النواب عن الدائرة، إلا أنه فشل في إقناع المسؤولين بمستشفى الطوارئ لتوفير مكان لهما بالمستشفى بحجة أن الحالتين محولتين من الصحة.

وقال قرقر، لـ "الوطن" أنه تواصل من الدكتور محمد القناوي، رئيس جامعة المنصورة، ووعد بمناقشة ما حدث مع الدكتور سمير عطية مدير المستشفى، والتفاهم معه في كيفية التصرف في مثل هذه الحالات.

وعلمت "الوطن" أن شكوى وصلت إلى الدكتور أحمد الشعراوي، محافظ الدقهلية، من وكيل وزارة الصحة بشأن التعامل مع الحالتين، وأنه طلب الانتظار للتفاهم مع رئيس جامعة المنصورة حول الحالات المحولة من المستشفيات.

ومن جانبه قال الدكتور السعيد عبدالهادي، عميد كلية الطب بجامعة المنصورة ورئيس المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية بالمنصورة، إننا نعاني من نقص عدد الأسرة المتاحة للرعاية المركزة في جميع مستشفيات وزارة الصحة والجامعات، والعدد الموجود حاليًا وهو حوالي 8000 سرير في مصر في حين نحتاج حوالي 24 ألف سرير، أي نحتاج 3 أضعاف العدد المتاح حاليًا، وتجهيز كل سرير يحتاج 1.5 مليون جنيه ومثلهم سنويًا لخدمة السرير.

وأضاف أننا لدينا في جامعة المنصورة 250 سريرًا عناية مركزة ونحتاج 6000 سرير، وستظل هذا المشكلة قائمة لعدم وجود إمكانيات، ونحتاج 150 جهاز تنفس صناعي، وعدم التنسيق بين المستشفيات الجامعية ومستشفيات وزارة الصحة مما يقلل من الاستفادة من العدد القليل المتاح من أسرة العناية المركزة، بالإضافة إلى نقص عدد الأطباء وهيئة التدريب المدربين لتقديم الرعاية المركزة وسفر معظمهم إلى العمل خارج مصر.

وأشار إلى أن المريض يظل على سريره في العناية المركزة والتنفس الصناعي لفترات طويلة قد تصل إلي أسابيع وأحيانًا عدة أشهر مما يمنع من استقبال مرضى جدد، فضلاً عن عدم وجود منظومة إدارة حديثة تربط الإسعاف المصري بالمستشفيات الجامعية ووزارة الصحة مما يضيع الوقت والجهد في البحث عن سرير عناية مركزة.

وأكد أنه متعاطف جدًا مع أسرة المريض، ولكن للأسف الشديد هذه الحالات تتكرر معنا بصورة يومية.

 

واقرأ أيضا :

 

مستشفيات الدقهلية: عجز فى كل شىء .. ومرضى يدفعون الثمن وغياب شبه كامل للأطقم الطبية

 

 

«المطرية»: مبنى ضخم تكلف 50 مليون جنيه ولا يوجد به أطباء ولا تمريض

 

«الصحة»: نتعامل مع 47 ألف مريض.. وتكلفة الدخول ما بين 300 و1500 جنيه

 

«منية النصر»: لولا المجتمع المدنى لتم إغلاقه.. وتطوير أقسام العناية والحضانات والغسيل الكلوى بتبرعات رجال الأعمال

 

«المنزلة»: نقص فى الأدوية والأطباء والتمريض.. والمرضى يعانون طول الانتظار

 

«شربين»: الأطباء فى «الكافتيريا بيفطروا».. والمرضى فى انتظارهم

 

«بنى عبيد المركزى»: أطباء غائبون.. ومياه الشرب مقطوعة.. والمبنى آيل للسقوط


مواضيع متعلقة