القصة الكاملة للبحث العلمي عن اكتشاف الديناصور المصري "منصوراصورس"

كتب: مصطفى الصبري

القصة الكاملة للبحث العلمي عن اكتشاف الديناصور المصري "منصوراصورس"

القصة الكاملة للبحث العلمي عن اكتشاف الديناصور المصري "منصوراصورس"

اكتشف فريق بحثي مصري أول ديناصور في مصر وأفريقيا يعود للعصر الطباشيري، ليكشف عن لغز فترة تقترب من 30 مليون عام شكلت نهاية العصر الطباشيري.

وأطلق على الديناصور المكتشف في منطقة الواحات الداخلة بالصحراء الغربية المصرية، اسم "منصوراصورس"، ويحمل الاكتشاف الرقم العلمي MUVP-200، وهي الأحرف التي تعد اختصارا لاسم مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية باللغة الإنجليزية، والتي ينتمي لها فريق البحث.

وهذا عرض لبعض أجزاء البحث العلمي الذي نشره موقع "nature". 

سعت الفرضيات البارزة التي تطورت على مدى العقدين الماضيين إلى وصف الفقاريات القشرية الطباشيرية التي عاشت في أواخر العصر الطباشيري على الأرض في قارة "جوندوانا" (إحدى قارتي الكرة الأرضية قديما)، إلا أنها أثبتت صعوبة الأمر لأن أثار الفقاريات الأرضية التي عاشت في الـ30 مليون سنة الماضية نادرة للغاية في القارة الأفريقية، بما في ذلك شبه الجزيرة العربية ولكن باستثناء جزيرة مدغشقر.

ونحن هنا نصف ديناصور جديد يسمى "منصوراصورس" عاش خلال أواخر العصر الطباشيري القديم في منطقة القصير الموجودة في واحة الداخلة الواقعة في الصحراء الغربية المصرية، وتظهر التحاليل المتعلقة بتطور السلالات أن "منصوراصورس" عاش في مجموعات في جنوب أوروبا وشرق آسيا خلال بدايات العصر الطباشيري، وبالتالي توفير أول دليل لا لبس فيه على أن ما بعد العصر الطباشيري عاشت الفقاريات في كل من أفريقيا وأوروبا.

ويشير البحث إلى أنه انتشرت الفقاريات الأرضية بين "أوراسيا" وشمال أفريقيا بعد الفصل التكتوني لهذه الأخيرة من أمريكا الجنوبية قبل 100 مليون سنة، هذه النتائج تتعارض مع الفرضيات القائلة بأن الديناصورات الأفريقية كانت معزولة تماما خلال العصر الطباشيري.

واقترحت العديد من الدراسات "اليوبيوجرافيكية" فرضيات لشرح طبيعة الفقاريات الأرضية التي سكنت القارة الأفريقية خلال العصر الطباشيري، وجادل بعض هذه الأعمال حول أن اليابسة الافريقية كانت موطنا لتجمع فقاري أرضى عزل عن مناطق أخرى، بينما افترض البعض الآخر وجود طرق انتشرت بها خلال العصر الطباشيري بين أفريقيا والمناطق البرية المجاورة التي كان من شأنها أن تؤدي إلى تطوير القواسم المشتركة بين هذه المناطق، وخاصة وأن العديد من الدراسات افترضت وجود وصلات حيوية بين شمال أفريقيا وجنوب أوروبا.

هنا نقدم ديناصور "منصوراصورس" الجديد، وهو ديناصور من نهايات العصر الطباشيري في مصر والتي يمثلها الهيكل الفقري الأكثر اكتمالا، ويوفر التحليل تجمع فقاري كامل نسبيا وغني بالمعلومات وفرصة لاختبار فرضيات الاتصالات الحيوية بين شمال أفريقيا وجنوب أوروبا.

المزرعة النمطية تتكون من هيكل عظمي جزئي يتكون من شظايا الجمجمة، وأقسام من الأسنان وفقرات بالرقبة والظهر والأضلاع المرتبطة بها، والكتف والمنطقة الأمامية من القص والعضد والكعبرة ومشط القدم الأول والثالث والثاني أو الرابع، والعديد من الفتات مجهول الهوية.

الهيكل العظمي لـ "منصوراصورس" هو الأكثر اكتمالا في عينات الفقاريات الأرضية المعروفة بالقارة الأفريقية، وعلى الرغم من أن عدد قليل من الحفريات الصدفية الأخرى في أفريقيا وصفت بعض الأمور، فإن الغالبية تتكون من عظام معزولة ضعيفة المعلومات، والاستثناءين في هذا الصدد هما الكتلة النمطية لعظام الكتف والقوائم الأمامية لـ "الأنجوليتان"، وأحد الأطراف الخلفية الجزئية التي تثبت اختلاف هوية "تيتانوسوريفورم" عن "ماستريكتان" الموجود بالمغرب، وتتألف عينة "منصوراصورس" من أجزاء من الهيكل العظمي كالجمجمة وما بعد الجمجمة، وهو يمثل عضو في فئة "تيتانوصوري"، ويقدر بطول من 8 إلى 10 م ، ونقدر أنه لم يكن ناضج هيكليا عند الموت.

وعن الوسائل المستخدمة، يقول البحث إن العلماء استخدموا مجموعة البيانات والبروتوكولات التحليلية التي قدمت في دراسة سابقة للتحقيق في الانتماءات والطبيعة الخاصة والتطور بـ "اليوبيوغرافيك" لـ"منصوراصورس"، وتتكون مجموعة البيانات من 52 ترتيب لمجموعات كائنات حية و 503  رمزا مورفولوجيا، مما يجعلها واحدة من مجموعات بيانات التطور الأكثر شمولا بعد تجميعها، ، حصلوا على النطاقات الطبقية لكل مادة وأخذنا عينات منها في إطار توزيع موحد سابق، افترضوا أن الرموز غير مرتبة ومعدلات تطور الأحرف متغيرة مع معدلات مستمدة من توزيع جاما، واستخدموا نموذج مواليد تسلسلي لأخذ العينات الذي يفترض أن معدلات الولادة والوفاة قد تختلف خلال الوقت، ونموذج ساعة "لوغارتمية"، هذا النموذج يمتد لمدة 20 مليون جيل مع أخذ العينات التي تحدث كل 1000 جيل.


مواضيع متعلقة