النور مكانه «البيوت».. محطة كهرباء البرلس.. «حلم» أكبر مشروع للطاقة تحول إلى «حقيقة»

كتب: سمر عبدالرحمن

النور مكانه «البيوت».. محطة كهرباء البرلس.. «حلم» أكبر مشروع للطاقة تحول إلى «حقيقة»

النور مكانه «البيوت».. محطة كهرباء البرلس.. «حلم» أكبر مشروع للطاقة تحول إلى «حقيقة»

8500 عامل ومهندس يواصلون العمل ليل نهار، للانتهاء من حلم إنجاز أكبر مشروعات الطاقة الكهربائية فى مصر، يقفون على أرض المحطة التى كانت مرتعاً للمعتدين رغم موقعها الاستراتيجي فى كفر الشيخ، متسلحين بالأمل بعد تقلد الرئيس عبدالفتاح السيسي مهام منصبه رئيساً للجمهورية، وإعلانه عن إنشاء محطة كهرباء البرلس على مساحة 250 فداناً، فى مارس عام 2015 خلال مؤتمر شرم الشيخ بالتعاون مع شركة «سيمنز» العالمية المتخصصة فى مجال إنشاء محطات توليد الكهرباء بتكلفة مليارى يورو.

«الوطن»، التقت العاملين فى المحطة المقرر تشغيلها بشكل كامل قبل 30 يونيو المقبل، لتنتج 15% من إجمالى كهرباء مصر، بقدرة 4800 ميجاوات، حيث تم إنجاز ما يقارب 90% من عمليات الإنشاء.

«لم أتخيل أننى سألتحق بهذا المشروع الضخم، ولم أعلم كيف سيتم تنفيذه فى أرض تغمرها المياه».. هكذا بدأ المهندس هشام الجندى، المدير التنفيذى لمحطة كهرباء البرلس، الحديث عن بدايات التحاقه بالمشروع، مشيراً إلى أن الشركة القابضة للكهرباء أعلنت فى 2015 عن طلب مهندسين وفنيين وعمال، فتقدم للعمل بالمشروع وكانت الشروط صعبة، إلا أنه اجتاز كل الاختبارات سواء فى مصر أو ألمانيا.

وأوضح المدير التنفيذى للمحطة أن 8500 عامل من محافظات كفر الشيخ، والدقهلية، والإسكندرية، والبحيرة، ودمياط، يواصلون الليل بالنهار للانتهاء من أعمال التنفيذ، مع مراعاة معايير الأمن حيث لا يمكن لعامل الدخول إلى المحطة دون ارتداء طاقم الحماية، مؤكداً أنه في البدايات تم تدريب العمال على السلامة المهنية، وتخصيص طريق للمشاة والمهندسين، وممر آخر للسيارات، لافتاً إلى أن التسليم سيتم قبل يونيو 2018، وتابع: «إن المشروع يُعد دعماً كبيراً للمناطق الصناعية المحيطة به، فضلاً عن أنه من المتوقع إنشاء مجتمعات عمرانية حوله وبالطبع ستكون هناك تنمية اقتصادية واجتماعية».

وأضاف أن المحطة تتكون من 12 وحدة، منها 8 وحدات غازية و4 وحدات بخارية، وأربعة موديولات، وكل موديول يتكون من توربينتين غازيتين قدرة كل منها 400 ميجاوات، وتوربينة بخارية قدرة 400 ميجاوات بما يعادل 3200 ميجاوات وغلايتين لاستعادة الطاقة المفقودة، وتنتج 15% من إجمالى كهرباء مصر، ويتم تنفيذها بنظام «EPC +Finance» لاختصار مدة التنفيذ وتقليل التداخلات بين المقاولين وضمان سرعة الانتهاء من المشروع، وتبلغ التكلفة الاستثمارية للمشروع نحو ملياري يورو تشارك فيها شركة سيمنز والشريك المحلي شركة أوراسكوم للإنشاءات، وسيتم الانتهاء من وحدتين بخاريتين خلال شهري فبراير ومارس وأخريين خلال شهرى أبريل ومايو».

«خضعنا لاختبارات صعبة جداً، لأول مرة تحدث فى تاريخ وزارة الكهرباء، واجتزنا اختبارات فى الجامعة الأمريكية، وفى ألمانيا ومصر، لكن كله كان علشان مصر».. بهذه العبارة وصف المهندس محمد النادي، مدير التشغيل بالمحطة، تفاصيل التحاقه بالمشروع، مؤكداً أنه بدأ في اجتياز اختبارات منها الموارد البشرية، بالإضافة إلى المقابلات الشخصية وإجراء فحوصات طبية، وتم تدريب العناصر التى تم اختيارها فى الشركة القابضة للكهرباء لمدة 3 أشهر وإرسال 200 شخص للتدريب فى ألمانيا وإجراء زيارات لأكبر محطات التوليد في«سيمنز».

وأضاف: «تدربنا فى محطات شبيهة للتعرف على أحدث تقنية للتعامل مع الأزمات ثم تقييم مراحل تصنيع المحطات والتشغيل والإيقاف، ألمانيا لأول مرة تعمل على إعادة تصنيع مكونات هى الأحدث فى العالم وتم تطبيقها فى مصر، كان زمان بيجيلنا الحاجات القديمة لكن العصر ده تغير أصبحنا نمتلك أحدث إمكانيات فى العالم وتضاهى الشركات العالمية، نعمل 12 ساعة فى الشيفت الواحد، وهذا المشروع يُمثل تحدياً كبيراً، فعقب معاناتنا من انقطاع الكهرباء لـ3 سنوات وتعطل الاقتصاد، ستحدث المشروعات القومية الكهربائية نهضة اقتصادية».

وأشار إلى أنه تم الانتهاء من توصيل خطوط الغاز للمحطة منذ شهرين، حيث تم توصيل 10.4 مليون متر مكعب من الغاز يومياً لـ4 وحدات إنتاج بقدرة إجمالية تبلغ 1600 ميجاوات، ويصل طول الخطوط لـ900 متر وهى عبارة عن مواسير ضخمة تضم فلاتر لتنقية الغاز قبل دخوله إلى الوحدات الغازية، مشيراً إلى أن إنتاج الكهرباء من المياه يتم بوضع المياه المقطرة فى غلايات كبيرة جداً على درجات حرارة وضغط مرتفعين، واستخدام البخار الخارج من الغلايات لتدوير عمود التوربينة البخارية والمولد وبالتالى يتم إنتاج الكهرباء، كما تم تزويدها بـ12 مولداً و8 وحدات غازية سيتم تركيبها على عدة مراحل.

وأكد المهندس جمال عبدالناصر، مدير وردية بالمحطة، أن المشروع تم إنجازه فى فترة قليلة، عن طريق تقسيم العمل لورديات ليلاً ونهاراً، مشيراً إلى فخره بالعمل فى هذه المحطة، رغم تحمله مشقة السفر لأكثر من 70 كيلومتراً من منزله فى مدينة إدكو بمحافظة البحيرة وحتى المحطة يومياً، وقال المهندس شريف مطاوع، مهندس تشغيل بالمحطة، إنه يقطع مئات الكيلومترات من محل إقامته بمحافظة الإسكندرية، للوصول للبرلس، لكنه فخور وسعيد بالعمل فى المحطة، مضيفاً أن المحطة تضم أكثر من 60 مهندساً يعملون فى غرفة التحكم، مهمتهم التحكم فى الوحدات الغازية والبخارية عن طريق الشبكة القومية وإصلاح الأعطال الفنية المفاجئة حيث تلقوا تدريبات ونماذج محاكاة على تلك الأعطال فى ألمانيا، وأشار إلى أنهم يتلقون طلبات الشبكة القومية بشكل يومي بخفض أو زيادة أحمال الوحدات بما يحقق التوازن داخل الشبكة، بالإضافة إلى التدخل السريع حال حدوث خلل، ووضع الحلول العلمية.

وبرغم معاناته اليومية بقطع مسافة 70 كيلومتراً للوصول إلى المحطة من محل إقامته بدمنهور، فإن المهندس إسلام الصوان، مهندس تشغيل، لم يُخفِ سعادته بالمشاركة في أعظم مشروع قومي على أرض محافظة كفر الشيخ، مشيراً إلى أنه يشعر بالفخر بعمله فى أكبر مشروع لتوليد الكهرباء على مستوى الشرق الأوسط، ووصف دوره بالتحكم في الوحدات والاستهلاك ، لافتاً إلى أن المصريين يقومون بالتشغيل بنسبة 100% ، بينما يتولى الألمانيون تركيب الوحدات، من خلال الطاقم الذى يوجد بالمحطة.


مواضيع متعلقة