"صحة أسوان": مصابو فيروس "سي" 5 آلاف.. ويتلقون العلاج بالمستشفيات

كتب: عبد الله مشالي

"صحة أسوان": مصابو فيروس "سي" 5 آلاف.. ويتلقون العلاج بالمستشفيات

"صحة أسوان": مصابو فيروس "سي" 5 آلاف.. ويتلقون العلاج بالمستشفيات

أكد الدكتور مصطفى أبو المجد مدير الطب الوقائي بمديرية الصحة في أسوان، أنه من خلال الحملات التي قادتها المديرية منذ مارس 2017 "قمنا بالمسح الميداني لفيروس سي في مراكز محافظة أسوان الـ5:  أسوان ، دراو ، كوم أمبو، إدفو، نصر النوبة.

وأضاف: "وأعداد من قمنا بفحصهم 100 ألف و812 شخصا من السكان أكثر من 18 سنة داخل هذه الوحدات وكان إجمالي المصابين بفيروس سي هم حوالي 5 آلاف شخص يتم علاجهم حاليا داخل مستشفيات أسوان".

بملامح أسوانية سمراء اللون والابتسامة لا تغادر وجهها جلست كريمة أبو زيد عبد السيد ، 58 سنة ، على أريكة خشبية أمام منزلها بنجع الحجاب بقرية أبو الريش التابعة لمركز أسوان، مرتدية العباءة السوداء لتحكى لـ"الوطن" آلامها وآمالها مع فيروس الكبد الوبائي "سي" والذي بدء معها في عام 2007، قالت " كريمة" أنا أم لرجل أنجب 4 منهم ولدين وبنتين يعيشون معي في المنزل بعد وفاة زوجي الذى طاله الفيروس ومات بسبب لأننا لم نكن نعلم به. 

بدأت الحكاية معي في بداية عام 2007 حين كان يعمل زوجي "جمال عبد العزيز حسن" سائق وشعرت بآلام في الجسم ولم أستطع التنفس فذهبت إلى طبيب قلب والذى نصحني بالذهاب لطبيب باطنة متخصص عقب إجراء تحاليل طبية وأشعة تليفزيونية على البطن والكبد، ومستنيتش تركت أسوان وسافرت على القاهرة فى نفس اليوم واتضح إني مصابة بفيروس سي لأحد الاستشاريين الكبار فى منطقة العجوزة وأعطاني علاج ومتابعة شهرية وبدأت أتحسن تدريجياً وكانت المتابعة كل 3 شهور ثم كل 6 أشهر وبعدها كل سنة بسبب استجابتي للعلاج، الغريب ان في الوقت ده كان زوج هو اللى بيصرف على علاجي علشان أخف من الفيروس الكبدي وكان مصاريفي على حسابه فقط وكانت بتصل لحوالي 3 آلاف جنيه شهريا بسبب السفر والإقامة والعلاج، ومع مرور السنين وتحديداً فى فبراير 2011 احس زوجي بالمرض والألم واتضح انه فى مراحل متقدمة من الإصابة بفيروس سي ولكن لم يستجيب للعلاج وفارقنا خلال الشهر، وكانت فاجعة لنا كلنا إن إزاي منعرفش عنده الفيروس وهو بيننا ومكانش ظاهر عليه ولكن الفترة اللى فاتت الحمد لله شفيت تماماً لدرجة إنه من أسابيع كانت وزارة الصحة وتحديداً مديرية الصحة بأسوان تطوف فى حملات قومية مكبرة على الوحدات للمسح والكشف المبكر عن مرضى الكبد ومن بينهم فيروس سي وعملت كشف والحمد لله طلعت النتيجة سلبية ، وأعيش حاليا فى وضع صحي أفضل من الماضي.

وقالت " كريمة " انا بنصح كل المواطنين بالذهاب المبكر لأماكن المسح والفحوصات ضد الأمراض لأن الكشف المبكر بيحل مشاكل كبيرة ويساعد بسرعة على العلاج حتى لا يواجهوا مصير زوجي اللص راح مننا فى غفلة ومش هو بس عشرات زيه نعرفهم فى القرية اللي عايشين فيها ، وكمان العلاج دلوقتي رخيص وبالمجان لو الحالة تستدعي نفقة الدولة أو الموظفين وأصحاب المعاشات لهم تأمين صحي خلال 3 شهور واستخدام الأدوية بانتظام بيروح المرض ويرجعوا سالمين، وأطالب الدولة الاهتمام بجميع المرضى والأمراض وياريت كل مرض يتعمل له حملات قومية زي فيروس سي علشان الناس تخف آلامها وأوجاعها.

وفى نفس المنطقة وبملامح رجل مسن مرتديا الجلباب ويسير على الطريق الزراعي أسوان القاهرة أمام نجح الحجاب بقرية أبو الريش وقف معنا سيد محمد حسين، 63 سنة، بالمعاش، أنا كنت شغال موجه بالتربية والتعليم ومنذ عام 1991 أصبت بمرض الكبد الوبائي فيروس سي عقب إجراء التحاليل الطبية وبدأت رحلة العلاج وكنت أشعر بآلام وإرهاق واتضح ان هناك ارتفاع في أنزيمات الكبد وبدأت رحلة العلاج باستخدام الإنترفيرون وأدوية تنشيط الكبد واستمر العلاج وكان عبارة عن كورسات علاجية لمدة 3 شهور وكل فترة يتم عمل تحاليل وطلعت بعد فترة سلبية وكان على حساب التأمين الصحي وكان زمان العلاج صعب وغالي لأن الواحد كان بيشتري الدواء بـ370 جنيه لمدة 48 مرة بما يعادل حوالي 18 ألف جنيه وكان فيه ناس ربنا يكرمها بالشفاء وناس بتعيده تاني، لكنت الآن الدولة وفرت العلاج خلال 3 شهور فقط وربنا بيكرمهم بالشفاء زي محصل معي خلال الفترة الماضية وكل فترة أروح أعمل تحاليل تطلع سلبية، وأطالب الجميع بالكشف المبكر ليكون العلاج سهل ويسير والآن متوفر فى المستشفيات بالمجان.

 


مواضيع متعلقة