"دا سيلفا" ينتظر الحكم بشأن إمكانية ترشحه مجددا لرئاسة البرازيل

كتب: أ ف ب

"دا سيلفا" ينتظر الحكم بشأن إمكانية ترشحه مجددا لرئاسة البرازيل

"دا سيلفا" ينتظر الحكم بشأن إمكانية ترشحه مجددا لرئاسة البرازيل

ينتظر الرئيس البرازيلي السابق لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، اليوم، صدور قرار بشأن الاستئناف الذي تقدم به ضد الحكم بإدانته بالفساد، وهو القرار الذي سيحسم مسألة إمكانية ترشحه مجددا للانتخابات الرئاسية هذا العام.

وبدأت محكمة الاستئناف في بورتو اليجري جنوب البرازيل، النظر في القضية اليوم، وعشية صدور القرار، قال لولا أمام مؤيديه أمس، إنه سيواصل معركته السياسية بغض النظر عن النتيجة.

واحتشد الالاف دعما للرئيس السابق اليساري البالغ من العمر 72 عاما، في بوترو اليجري. وحكم على لولا الذي كان يحظى بشعبية كبرى خلال فترتين رئاسيتين امتدتا من 2001 إلى 2010، في يوليو الماضي بالسجن 9 سنوات ونصف، بعد إدانته بالفساد في أكبر فضيحة في البرازيل عرفت باسم "مغسل السيارات".

وتقرر المحكمة ما إذا كانت ستؤيد حكم الإدانة بالفساد وتبييض الأموال، وخلال هذه العملية ستتخذ القرار بشأن إمكانية ترشحه للانتخابات المرتقبة في أكتوبر والتي يبدو فيها الأوفر حظا.

وقال دا سيلفا، أمام جمهور من المتحمسين، العديد منهم يرتدون فانيلات قطنية حمراء ترمز إلى حزب العمال الذي ينتمي له: "شيء وحيد يبعدني عن شوارع هذه البلاد، وسيكون يوم وفاتي، حتى ذلك الوقت، سأحارب من أجل مجتمع أكثر عدلا مهما كانت نتيجة الحكم، سأواصل المعركة من أجل كرامة شعب هذا البلد".

وانضمت إليه على المنصة خليفته في الرئاسة التي اختارها بنفسه ديلما روسيف، والتي عُزلت في 2016 بعد إدانتها بانتهاك قوانين الموازنة. وقال لولا: "لن أتحدث اليوم عن محاكمتي أو عن القضاء لأن لدي محامين أكفاء أثبتوا براءتي، جئت لأتحدث عن البرازيل".

وقال "أشعر بسلام داخلي، سلام الذين لم يرتكبوا أي جرم. هل يخافون عودتي؟، أيخافون الأشياء الجيدة التي قمنا بها؟" في إشارة إلى معارضيه اليمينيين.

ويقول لولا وروسيف وقادة يساريون آخرون، إنهم ضحية مخطط من دوائر القضاء والسياسة والأعمال لتهميش حزب العمال.

- تشديد الأمن -

وفرضت سلطات بورتو اليجري، إجراءات أمنية خاصة لمنع اقتراب مؤيدي ومعارضي لولا من بعضهما البعض، خشية وقوع مواجهات، وتحلق مروحيات فوق مبنى المحكمة، بل سيتم الاستعانة بالسفن لحماية المبنى الملاصق لنهر. وسيتابع لولا إجراءات صدور الحكم من منزله في ساو باولو.

وكانت روسيف نددت في وقت سابق بما وصفته "المرحلة الثالثة للانقلاب" ضد لولا. وقالت إن المرحلة الأولى كانت إجراءات عزلها، والثانية تتمثل بالموازنة التقشفية التي أعلنها خلفها ميشال تامر، فيما الثالثة "تهدف للقضاء على حزب العمال وخصوصا قائدنا".

- الأسواق متأهبة -

يقول المحللون إن الأسواق تراهن على تأكيد المحكمة للحكم بحق لولا. وقال سيلفيو كاسيوني في مذكرة لمركز أوراسيا للاستشارات، إن الاسواق لا يمكن أن تخفي حماستها، إن حكما ضد لولا الذي وعد بالغاء جزء من إصلاحات الرئيس ميشال تامر المراعية للشركات، تعتبر على نطاق واسع ضربة قاضية لمسعاه الرئاسي.

غير أن بورصة ساو باولو أغلقت أمس على تراجع بنسبة 1.22%، سببه بحسب المحللين أجواء الترقب السائدة قبل صدور القرار. ومهما كان الحكم، سيكون قرار المحكمة بمثابة اختبار جديد للديمقراطية البرازيلية.

وقال خبير السياسية في جامعة ريو دي جانيرو لوكالة "فرانس برس": "إذا كان لولا لا يستطيع الترشح، تكون الانتخابات غير محسومة وسيكون لدينا 5 أو 6 مرشحين، مع إمكانية بلوغ جولة ثانية، ما يجعل انتخابات 2018 أكثر الانتخابات التي لا يمكن التنبؤ بنتيجتها منذ عودة الديمقراطية (في 1985)".

في أحدث استطلاعات مؤسسة داتافوليا مطلع ديسمبر الماضي، حصل لولا على 34% من نوايا التصويت متقدما على النائب اليميني جايير بولسونارو مع 17%.


مواضيع متعلقة