أحمد موسى «إخوانى»

من أمام الهيئة الوطنية للانتخابات قدَّم برنامج «على مسئوليتى» لصاحبه «أحمد موسى» تقريراً تحت عنوان «مرشحون للشو الإعلامى فى الانتخابات الرئاسية». عرض فيه نماذج لعدد من المواطنين الذين أعربوا عن رغبتهم فى الترشح للانتخابات الرئاسية، جلّهم من العمال والفنيين والموظفين البسطاء. الهدف الظاهر من التقرير هو السخرية والتريقة على مواطنين بسطاء، صدقوا الحكومة المصرية الرشيدة، حين قالت إن من حق كل مواطن الترشح لانتخابات الرئاسة إذا توافرت فيه الشروط الدستورية المطلوبة. «موسى» أراد «التريقة» على مجموعة من النماذج المنتقاة بصورة متعمدة لإظهار المواطن المصرى فى شكل غير لائق، والدليل على ذلك أن صانع التقرير لم يلتقِ بمرشحين محتملين معروفين يخوض «موسى» فى سيرتهم ليل نهار. ومن العجيب أن النماذج التى قدمها التقرير اشتملت على مواطن شرح أن برنامجه الانتخابى يقوم على إسقاط دولة قطر وضمّها إلى السعودية، وهو طرح ينطوى على غزل واضح لموسى الذى يتبنى طرحاً شبيهاً، ما يعنى أن الرجل «تربيته» ومن المواظبين على ثرثرته اليومية فى برنامجه.

الرسالة التى يحملها التقرير ملخّصها أن كل مَن يفكر فى الترشح للرئاسة، أو ينوى انتخاب أى مرشح آخر غير الرئيس عبدالفتاح السيسى، إما مجنون أو فى طريقه إلى الجنون. الإعلامى العجيب يفعل ذلك رغم أنه من حفظة كلمات الرئيس ومن المكررين الكبار لها، ولكن يبدو أنه «حافظ مش فاهم». الرئيس نفسه دعا كل مَن يريد الترشح فى الانتخابات إلى النزول، وكرر أكثر من مرة دعوته المواطنين للمشاركة فى الانتخابات، وأكد حقهم فى اختيار من يريدون. أتساءل: هل التريقة على الشعب والسخرية من بسطائه هى الطريقة التى سيعتمد عليها أحمد موسى وأمثاله فى الترويج للرئيس السيسى فى الانتخابات المقبلة؟.

أحمد موسى «إخوانى» حتى النخاع. ولا أى اندهاشة!. فلو أنك تأملت خطاب جماعة الإخوان وسخريتهم من الشعب على قنواتهم فستجد أنه خطاب «موسوى» بامتياز. اتهموا الشعب بالغباء المركب والسذاجة التى تصل إلى حد العبط. الإخوان يريدون التغريد وحدهم، ويرون المخالف لهم مارقاً أو «مستحمراً». «موسى» يتبنى نفس الطرح، بل لقد جوّد على الإخوان وجاء للمشاهدين بنماذج لمواطنين اعتبرهم «عُبطاً». هذا الإعلامى غاوى تشهير بالمصريين. ولعلك تذكر السقطة الإعلامية الشهيرة التى وقع فيها عقب الحادثة الإرهابية بالواحات. ولو كان المجلس الأعلى للإعلام اتخذ إجراء ضده وقتها، لما لجأ إلى هذا الأسلوب الرخيص فى السخرية من هذا الشعب الصابر.

الخطاب الإعلامى الساخر والقائم على ابتزاز المواطن البسيط سيؤدى إلى تعميق حالة اللامبالاة التى تنتابه إزاء المشهد الانتخابى، وسيدعم اتجاهاً قائماً فى الشارع المصرى بالعزوف عن المشاركة فيها، وهو أمر لن يكون بحال فى صالح النظام السياسى القائم. هذا الشعب يعرف كيف يرد. وهو يجد فى المشاهد الانتخابية فرصة جيدة يبعث من خلالها برسائل إلى مَن يهمه الأمر بأنه غير مستريح. محدش يعرف يضحك على هذا الشعب، على العكس المصريون دائماً قادرون على الضحك على الجميع. وربما كان ذلك واحداً من أسرار صبرهم الطويل، ثقة منهم فى أنهم قادرون على حسم الأمر لصالحهم فى أى وقت.. المصرى البسيط «فاهم مش حافظ»!.