من أرشيف الصحافة| "النمل يخرج من عينيها".. طفلة تعاني من مرض غريب

من أرشيف الصحافة| "النمل يخرج من عينيها".. طفلة تعاني من مرض غريب
في يوم ما، استيقظت "مي" من نومها تعاني صداعا شديدا، تبكي وتصرخ، وعندما تضع يدها على عينها، تشعر بمسامير تنغرس فيها لتكتشف سربا من النمل تحت الجفن السفلي.
هرولت الأم بابنتها مي حسين زكريا، ذات الثلاثة عشر عاما، للطبيب الذي أكد لهم أن النمل دخل "صدفة" إلى عيني الطفلة، وكتب لها أدوية تهدئ العين من الاحمرار الذي أصابها.
لكن تكرر الأمر ثانية في اليوم التالي، وخرج النمل من عين مي، وذهبت الأم ثانية بها للطبيب الذي تعجب من هذه الحالة، وبعد أن تأكد من سلامة قاع العين، نصحها الطبيب بزيارة "المشايخ" لعله يكون "سحرا".
ذهبت الأم بابنتها الصغيرة، كما كتبت عنهما صحيفة "روز اليوسف" في عددها الصادر يوم 2 ديسمبر عام 2007، إلى أحد الشيوخ بالمطرية، الذي أكد لها أنه "سحر" للأم فأصاب ابنتها، وسوف يقضي عليه بزيت حبة البركة، وطلب منهما دهن جسدهما بالزيت والاستحمام بأوراق مكتوب عليها بعض الآيات، محذرا من إلقاء الماء في الخلاء.
زيارة المشايخ أصابت الأم باليأس، فقررت اللجوء ثانية للطب من أجل ابنتها المتألمة، وذهبت لمستشفى بمدينة السلام، التي حولتها لمركز البحوث الطبية لأنهم لا يملكون علاجا لحالتها، لتذهب لشيخ آخر أخبرها أن ابنتها أصابها سحرا وتحتاج لجلسات مكثفة لعلاجها، ولكن دون فائدة أيضا.
تقول مي عن حالتها كما نشرت الصحيفة "كنت أعيش حياة طبيعية إلى أن جاء اليوم المشؤوم لتصبح حياتنا جحيما، كل أصحابي بالمدرسة يعرفوا حالتي وبيتعاطفوا معايا وبيتعجبوا من اللي بيشوفوه، والدكاترة في منهم سخر مننا وفي حاولوا يساعدوني، غير الدجالين والنصابين".
ذهبت الأم لطبيب أخبرته أن واحدا من بين الأطباء الذين تعجبوا من حالة مي، أخبرها أنه ربما أن تكون نملة دخلت عين الطفلة وكونت "كيس بيض"، لذا تفرز نملا صغيرا كل فترة، لكن الطبيب أخبرها أن هذا التشخيص مرفوض تماما، إذ يستحيل أن يسكن كائن غريب داخل العين، كما أن النمل الذي يخرج منها فصيلتان مختلفتان، إضافة إلى أن حجم النمل الذي ينزل من العين واحد، ووفقا لهذه الرؤية وعلميا يجب أن ينزل مرة صغيرا والتالية بعده بشهور أكبر، مؤكدا لها أنه لا يعقل أن يعيش أي كائن حي داخل الجسم دون أكسجين أو غذاء، كما أن الدموع نفسها بها مادة قاتلة للبكتيريا وتتسم بالملوحة.
حالة مي النادرة، والآلام التي تشعر بها في كل مرة يخرج منها النمل من عينيها، جعلها تتمنى أن تصبح طبيبة عيون لتخفف آلام المرضى، وانتهت القصة التي نشرتها "روز اليوسف" دون معرفة النتيجة التي آلت لها حالة مي، وهل تمكنت من التخلص من النمل أم لا.