قبل وضعه بالمتحف الكبير.. أثريون يوضحون كيفية نقل تمثال رمسيس الثاني

كتب: سمر صالح

قبل وضعه بالمتحف الكبير.. أثريون يوضحون كيفية نقل تمثال رمسيس الثاني

قبل وضعه بالمتحف الكبير.. أثريون يوضحون كيفية نقل تمثال رمسيس الثاني

"نقل تمثال رمسيس من مقره الحالي إلى الدرج العظيم فى بهو المتحف المصري الكبير"، حدث كبير تستعد له وزارة الأثار المصرية، تزامنا مع احتفالات عيد الشرطة الخميس القادم الموافق 25 يناير، وسط حضور إعلامي عالمي، في رسالة إلى العالم أجمع تدل على قوة مصر.

يعد تمثال رمسيس الثاني، أول قطعة في المتحف تأخذ مكانها النهائي، ومن المقرر أن يتحرك مسافة 400 متر، في غضون 60 دقيقة تقريبًا.

عملية نقل تمثال أثري كبير بهذا الحجم، وهذه المكانة تحتاج إلى اتباع خطوات معينة لضمان سلامة نقله وعدم تعرضه إلى أي ضرر أثناء عملية نقله لمقره الأخير، وهو ما لخصه الدكتور عماد مهدي، الباحث الأثري، وعضو اتحاد الأثريين المصريين، في خطوتين أساسيتين، وهما ضرورة تغليف جسم التمثال بمواد عازلة ضد الصدمات، وتمهيد الأرض التي تسير عليها العربة المخصصة لنقل التمثال.

حيث يجب تغليف جسم التمثال بمواد عازلة مثل الفايبر، لضمان عدم تعرضه لصدمة أثناء عملية رفعه على الأوناش المخصصة لنقله، وحسب تصريحات مهدي لـ"الوطن" يجب إسناد عملية النقل لمجموعة من الخبراء والمتخصصين لأن التمثال كان معرض قديما لعوامل التعرية أثناء وضعه في ميدان رمسيس.

تمهيد الأرض التي سوف يسير عليها التمثال خلال عملية نقله إلى البهو، عامل آخر من عوامل ضمان سلامة التمثال، أكد عليه عضو اتحاد الأثريين، لافتا إلى ضرورة جعل الأرض متساوية تمام حتى لا يتعرض جسم التمثال إلى الاهتزاز أو صدمة تؤثر عليه.

ويجب عزل التمثال بوضعه داخل حواجز زجاجية في مقره الجديد بالبهو العظيم داخل المتحف المصري الكبير، لعدم تعرضه للأتربة وعوامل الجو والهواء المحمل بجزيئات من الرمال تؤدي إلى تآكل جسم التمثال بمرور الزمن، حسب قول مهدي.

فيما أكد الدكتور بسام الشماع، المؤرخ المصري وعالم المصريات، على ضرورة دراسة مواد الترميم التي تم استخدامها في عملية نقل أجزاء التمثال في عام 1954، كعامل آخر من عوامل سلامة نقل تمثال رمسيس الثاني، لأنه تم نقل جسم التمثال، آنذاك، كأجزاء وليس قطعة واحدة وبالتالي يجب معرفة مدة صلاحية هذه المادة قبل بدء نقله إلى البهو العظيم.

وأضاف الشماع في تصريحات لـ"الوطن" إذا كانت المادة المستخدمة لترميم التمثال وقت نقله عام 1954 منتهية الصلاحية يجب إعادة ترميمه بمواد جديدة ذات مدة صلاحية ممتدة لفترات زمنية طويلة.

وأوضح عالم المصريات، أنه يشترط على مرممي التمثال ارتداء قناع "ماسك" على الوجه، وذلك لأن النفس الصادر من الشخص يتحول إلى بخار ماء يترسب على التمثال ويكّون أملاح تؤدي بمرور الوقت إلى تآكل جسم التمثال.

أما عملية النقل على طول المسافة التي تقدر بـ400 متر، يقول الشماع:"يجب سير المركبة التي تحمل التمثال على سريعة بطيئة جدا لعدم تعرضه للاهتزاز، مع التأكد من تمهيد الأرض قبل نقله".

وشدد الشماع على ضرورة وضع التمثال داخل حاجز زجاجي، حتى لا يكون عرضة للأمطار وعوامل الجو، والطيور التي تترك فضلات على التمثال.


مواضيع متعلقة