أستاذ إنتاج حيوانى: السدة مجرد سبب سنوى يكشف مقدار التلوث فى مجرى النهر وسمكة «المبروك الفضى» أحد الحلول

كتب: الوطن

أستاذ إنتاج حيوانى: السدة مجرد سبب سنوى يكشف مقدار التلوث فى مجرى النهر وسمكة «المبروك الفضى» أحد الحلول

أستاذ إنتاج حيوانى: السدة مجرد سبب سنوى يكشف مقدار التلوث فى مجرى النهر وسمكة «المبروك الفضى» أحد الحلول

أكد الدكتور عبدالعزيز نور، أستاذ الإنتاج الحيوانى والاستزراع السمكى بجامعة الإسكندرية، أن السدة الشتوية مجرد كاشف لكم الفساد فى النيل، وأن الأمر أشبه بكوب به ملوثات، كلما قلت المياه فى الكوب، كلما زاد تركيز الملوثات فى المياه المتبقية حتى لا يبقى سوى الملوثات.

وقال فى حوار لـ«الوطن» إننا أمام كارثة بيئية تهدد حياة المصريين، وإن الأمراض التى انتشرت مؤخراً لم تأت من فراغ، ففى كل عائلة شخص أو اثنان مصابان بالسرطان وأمراض كبد كنتيجة لهذه الملوثات، وأكد أن النيل تحول إلى مرحاض كبير ذلك لأن جميع مخلفات الصرف الصحى الخاص بالمصريين يتم إلقاؤها فى النيل. وأشار إلى أن سمكة «المبروك الفضى» التى أحضرتها هيئة الثروة السمكية عام 1983 هى الحل فى تفريغ النيل من الملوثات، وطالب بتعديل المادة رقم 48 من قرار إنشاء الثروة السمكية 124 لسنة 1983، التى تقضى بقصر تربية الأسماك فى المزارع، على مياه الصرف الصحى والبحيرات، لأن ذلك يحرمنا من تصدير، ولو سمكة واحدة، لأنه لا أحد يستورد أسماكاً من مياه صرف.

{long_qoute_1}

متى بدأت أزمة نفوق الأسماك؟

- عقب إنشاء السد العالى لم يعد هناك فيضان، ولا مياه تذهب للبحر المتوسط فاختفى أكثر من 35 ألف طن سردين، كانوا يتغذون على «خصوبة الطمى»، إضافة إلى التوسع فى الزراعة، وخاصة بعد بدء عمل السد وتوافر المياه طول العام.

هل تختلف جودة الماء من موقع لآخر فى النيل؟

- بالطبع، فعلى سبيل المثال المياه فى فرع دمياط أفضل من مياه رشيد، لأن البواغيز مغلقة فى رشيد، والمياه الداخلة إليه بقدر الكمية المستخدمة، فلا يحدث له عملية غسيل، ومن ثم كان هو الأكثر تأثراً خلال عامى 2015 و2016 حيث نفقت أطنان من الأسماك وطفت على سطح المياه.

هل ضعف عملية «الغسيل» السبب فى زيادة الملوثات؟

- بالطبع لا، لأن النيل هو «مرحاض مصر الكبير»، فجميع مخلفات الصرف الصحى الخاص بالمصريين يتم إلقاؤها فى المياه التى يعودون، ليشربوها ويأكلوا الأسماك منها، وأستعين هنا بالرقم الذى أعلنه وزير البيئة فى شهر يناير عام 2016، حيث أكد الدكتور خالد فهمى وقتها أن 75% من المصريين يلقون صرفهم بالمصارف والترع، إذاً نحن أمام كارثة وعلى سبيل المثال، فإن مصرف «الرهاوى» يعد هو الصرف الصحى لمحافظة الجيزة بالكامل، ناهيك عن مصانع كفر الزيات والقرى المطلة على النيل.

إذاً، ما تأثير السدة الشتوية؟

- هى مجرد كاشف لكم الفساد فى النيل، ففى مثل هذا التوقيت من كل عام تقل نسبة المياه فى النهر والترع من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، هنا يصبح الأمر أشبه بكوب به ملوثات، كلما قلت المياه فى الكوب زاد تركيز الملوثات فى المياه المتبقية حتى لا يبقى سوى الملوثات.

كيف تبدو الصورة عقب السدات الشتوية؟

- نحن أمام كارثة بيئية تهدد حياة المصريين، ومن المؤكد أن الأمراض التى انتشرت مؤخراً لم تأت من فراغ، ففى كل عائلة شخص أو اثنان مصابان بالسرطان وأمراض كبد كنتيجة لهذه الملوثات، ويكفى أن نعرف أنه عقب بناء السد العالى كان لدينا فى النيل 47 نوع سمك اختفت تماماً ولم يتبق سوى سبعة أنواع، وهذا دليل آخر من دلائل عدم الاتزان البيئى.

هل ثمة بداية خيط لحل أزمة الأسماك فى المياه الملوثة؟

- بالطبع، الأمل فى سمكة «المبروك الفضى» وهى موجودة فى النيل، أحضرتها هيئة الثروة السمكية عام 1983، وجلبوا أربع مفرخات لتفريخها هى وأخواتها، مبروك عادى ومبروك أسود ومبروك الحشائش، الأخير يتغذى على الحشائش وقد أنشأت وزارة الرى مفرخاً فى القناطر الخيرية لتربيته وإلقائه فى مياه النيل، وهذا جزء من عدم التوازن البيئى، فالقضاء على الحشائش لا يعنى القضاء على بقية الملوثات، لذا كان الأمر يحتاج أنواعاً أخرى من الأسماك لخلق توازن بين الأنواع، مع ذلك يلعب هذا النوع من السمك دوراً فى التنقية البيولوجية، حيث يرفض هذا النوع الملوثات، فلا يأكل الجيف، لأن ليس له أسنان، فضلاً عن سرعة نموه وغذائه على الطحالب والهوام التى تنمو على الملوثات فى النيل، والسمكة الواحدة من هذا النوع تتغذى على 80 كيلو فى العام من هذه الطحالب والهوام، كما أنها تنمو سريعاً فتصل السمكة الواحدة إلى كيلو وربع الكيلو فى العام، مقابل 150 لـ200 جرام يصل إليها السمك البلطى فى المدة نفسها، كذلك مطلوب تعديل المادة رقم 48 من قرار إنشاء الثروة السمكية 124 لسنة 1983، التى تقضى بقصر تربية الأسماك فى المزارع، على مياه الصرف الصحى، والبحيرات، فهذا القانون المعيب، يحرمنا من تصدير ولو سمكة واحدة، لأنه لا أحد يستورد أسماكاً من مياه صرف.


مواضيع متعلقة