«فيس بوك» يجب أن يتغير
- الاتحاد الأوروبى
- الانتخابات الرئاسية الأمريكية
- التحريض على العنف
- الترويج للعنف
- التطرف والعنف
- التواصل الاجتماعى
- الجماعات الإرهابية
- الشيوخ الأمريكى
- العالم الغربى
- آثار
- الاتحاد الأوروبى
- الانتخابات الرئاسية الأمريكية
- التحريض على العنف
- الترويج للعنف
- التطرف والعنف
- التواصل الاجتماعى
- الجماعات الإرهابية
- الشيوخ الأمريكى
- العالم الغربى
- آثار
بعدما بات «أكبر جمهورية» فى العالم، بعدد مستخدمين فاق مليارى مستخدم، يواجه موقع التواصل الاجتماعى الأشهر «فيس بوك» تحديات خطيرة، تلقى بظلال من الشك على سمعته، وربما تحد من مكانته، وتعوق تقدمه.
أمس الأول السبت، فاجأ «فيس بوك» مستخدميه بقرار جديد، يعمد بمقتضاه إلى انتخاب المواد الإخبارية التى يبثها، والتى جعلت منه أكبر مزود أخبار للبالغين فى مناطق كثيرة من العالم، بحيث يعطى أولوية للأخبار التى تنشرها وسائل إعلام «ذات مصداقية».
تأتى هذه الخطوة ضمن جملة من التغيرات التى يسعى «فيس بوك» لإحداثها تفادياً لانتقادات حادة طالته، خصوصاً على صعيد مصداقيته وحياديته كمعرض أخبار رئيسى.
لا ينتج «فيس بوك» أخباراً، ومع ذلك فقد بات من 50% إلى 70% من البالغين فى العالم الغربى يعتمدون عليه فى الحصول على الأخبار.
يسعى الشاب مارك زوكربيرج إلى أن يظل دوماً فى موضع الإلهام، إلى جانب اهتمامه الرئيسى المُنصَب على تعزيز مداخيل موقع «فيس بوك»، باعتباره مؤسسه، ورئيسه التنفيذى.
ورغم أنه يبدو، حتى وقتنا هذا، ناجحاً بامتياز فى كلتا المهمتين، فإن الأيام المقبلة ستكون صعبة عليه وعلى موقعه الذى يملأ الدنيا ويشغل الناس.
وعلى صعيد الإلهام، فقد دأب هذا الشاب المميز على أن يعلن تحدياً سنوياً فى مطلع كل عام، حيث يختار شيئاً يكرس سمة إيجابية، يريد من خلالها إثبات رقى مناقبه من جانب، وتشجيع الآخرين على انتهاج سلوكيات مماثلة من جانب آخر، ومن ذلك مثلاً أنه تعهد فى أحد الأعوام بقراءة 25 كتاباً، وفى عام آخر بالركض ميلاً كل يوم، وفى عام ثالث بتعلم لغة جديدة.
لكنه مع بدء العام الحالى 2018، لم يجد أفضل من «تطوير فيس بوك» ليكون تحدياً جديداً؛ وهو أمر يعكس مدى حدة الضغوط التى تُمارَس ضد شركته، بعدما زادت المشكلات الناجمة عن أدائها ونزعتها الربحية.
وبالفعل، لم يكد العام يبدأ، حتى أعلن الموقع، الذى لا يكف عن إثارة الاهتمام، أنه سيجرى تعديلات على طريقة عرض الأخبار والمنشورات، من جهة الأفضلية، بشكل يقلل من إمكانية عرض المنشورات ذات الطبيعة التجارية، لصالح الإفادات التى ترد من العائلة والأصدقاء المقربين وتسهم فى تكريس الروابط الاجتماعية. يريد الموقع أن يقول إنه يضحى بالربح الذى يعود عليه جراء إفساح المجال أمام العروض التجارية فى المحتوى الذى يعرضه على جمهوره، فى مقابل تعظيم العائد الاجتماعى، فى محاولة لتقليل الضغوط المتصاعدة ضده.
فما الضغوط التى يواجهها موقع التواصل الاجتماعى الأشهر؟
أولاً: منصة للكراهية
تتوالى الاتهامات لـ«فيس بوك» لكونه تحول أحياناً، مع غيره من منصات التواصل الاجتماعى الشهيرة، إلى منصات لبث محتوى يثير الكراهية ويحرض على العنف، إلى درجة دعت وزير الأمن البريطانى بن والاس، قبل أسبوع، إلى انتقاد الشركة بسبب «تباطؤها فى حذف المحتوى المشجع على التطرف».
تعانى بريطانيا من دور متصاعد لشبكات التواصل الاجتماعى فى بث المحتوى المحرض على التطرف والعنف، حتى إنها احتلت المرتبة الأولى ضمن دول أوروبا لجهة التعرض للمحتوى المتطرف عبر تلك الوسائط، والمرتبة الخامسة بين دول العالم.
ألمانيا أيضاً تشن حملة على «فيس بوك» وبقية شركات التواصل الاجتماعى، إذ تسعى إلى تطبيق قانون يهدف إلى إجبار «فيس بوك» و«تويتر» على الخضوع لشرطة «مراقبة المحتوى»، فضلاً عن الاتجاه لتوقيع غرامة تصل إلى 50 مليون يورو على الشركة التى تخفق فى رصد وحذف المحتوى المرتبط بالتحريض على العنف والدعوة إلى النازية.
ثانياً: الانحياز السياسى
الاتهامات لـ«فيس بوك» بلعب أدوار سياسية تتخطى الترويج للعنف، والعمل أحياناً كمنصة للحشد والتأييد أو استقطاب العناصر المتطرفة وتجنيدها لصالح الجماعات الإرهابية، إذ ثمة الكثير مما يقال عن انحيازات سياسية لمصلحة تيارات بعينها على حساب تيارات أخرى.
وفى الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، رصدت مراكز بحوث معتبرة ما اعتبرته انحيازاً من جانب «فيس بوك» لمصلحة المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون على حساب المرشح الجمهورى (الرئيس لاحقاً) ترامب، وهو الانحياز الذى تجسد فى «اختيارات مواد تصب فى مصلحة الديمقراطيين وتعزيز وجودها على المنصة»، وقد وجد القائمون على «فيس بوك» أن هذا الادعاء جدير بالمناقشة، كما وعدوا باتخاذ خطوات للحد من آثاره.
لم تتوقف تلك الاتهامات أبداً، وصولاً إلى إعلان لجنة التجارة فى مجلس الشيوخ الأمريكى فتح تحقيق فى 9 يناير الحالى بخصوص طريقة تعاطى «فيس بوك» مع الأخبار، مطالبة بالرد على سؤال بشأن «التلاعب بالقصص الأكثر رواجاً بشكل لا يخدم صورة المحافظين». ولعل هذا هو بالضبط ما حمل الشركة على اعتماد آلية بث الأخبار التى تأتى من مؤسسات «جديرة بالثقة».
ثالثاً: «سرقة» المحتوى
فى شهر ديسمبر الماضى تقدمت تسع وكالات أنباء أوروبية كبرى بطلب إلى الاتحاد الأوروبى لبحث إمكانية فرض بدل مالى على شركات التواصل الاجتماعى النافذة، وعلى رأسها «فيس بوك»، يتم دفعه لتلك الوكالات لتعويضها عن استخدام المحتوى الذى تنتجه وتنفق مبالغ كبيرة على جمعه، ليقوم «فيس بوك»، وغيره من المنصات، بعرضه والتربح منه من دون بذل مجهود أو دفع نفقات.
من المنتظر أن يتخذ الاتحاد الأوروبى خطوة إيجابية على هذا الصعيد، خصوصاً أن تلك المشكلة تهدد وسائط الإعلام التقليدية، وجامعى الأخبار الكبار، بالفناء؛ إذ يتم تقويض قدراتهم المالية عبر حرمانهم من عائدات الإعلان عن عملهم، ودفعها عوضاً عن ذلك إلى شركات مثل «فيس بوك»، الذى جنى أرباحاً بلغت عشرة مليارات دولار أمريكى فى 2016، ومن المنتظر أن تبلغ 12 ملياراً فى 2017، باعتبار أنها تزيد سنوياً بنسبة 20%، من دون أن يوظف صحفيين، أو يمتلك ماكينات جمع أخبار.
رابعاً: الأخبار الزائفة
أما الاتهام الرابع الذى يديم الضغوط على «فيس بوك»، وغيره من وسائل التواصل الاجتماعى الشهيرة، فيتعلق بتحولها، كما يقول نقاد، إلى منصات لبث الأكاذيب والأخبار المضللة.
وكما كان مصطلح «ما بعد الحقيقة» هو المصطلح الأكثر تمتعاً بالاهتمام فى القواميس الإعلامية للعام 2016، فإن مصطلح «الأخبار الزائفة» Fake News كان مصطلح العام 2017.
ستكون الحاجة ماسة لمواجهة هذا التحدى، وليس أفضل من اعتماد مؤسسات ذات مصداقية لنقل الأخبار عنها لمواجهته.
لكن لا يبدو أن هذا الإجراء وحده سيمكن «فيس بوك» من الحد من الأخبار الزائفة التى تبث عبره، وهو لينجح فى ذلك فى حاجة ماسة إلى تخصيص جزء من أرباحه لتوظيف مشرفين ومراجعين، وإلى أن يوازن بين رغبته فى النشر (إعلاءً لقيمة حرية الرأى والتعبير كما يقول)، وبين مقتضيات الأمن والسلام.
بتلك الضغوط يصبح التحدى أمام «فيس بوك» كبيراً، بشكل يحتاج قدراً من التعقل والمرونة والرشد فى إدارة تلك الآلة الجامحة والمبهرة والخطيرة فى آن.
«فيس بوك» يجب أن يتغير حتى يتمكن من الاستدامة والاستمرار فى تحقيق الأرباح.
- الاتحاد الأوروبى
- الانتخابات الرئاسية الأمريكية
- التحريض على العنف
- الترويج للعنف
- التطرف والعنف
- التواصل الاجتماعى
- الجماعات الإرهابية
- الشيوخ الأمريكى
- العالم الغربى
- آثار
- الاتحاد الأوروبى
- الانتخابات الرئاسية الأمريكية
- التحريض على العنف
- الترويج للعنف
- التطرف والعنف
- التواصل الاجتماعى
- الجماعات الإرهابية
- الشيوخ الأمريكى
- العالم الغربى
- آثار