«التجارى الدولى»: لدينا مركز عالمى لتحليل البيانات.. ونستهدف 2 مليون عميل

كتب: إسماعيل حماد

«التجارى الدولى»: لدينا مركز عالمى لتحليل البيانات.. ونستهدف 2 مليون عميل

«التجارى الدولى»: لدينا مركز عالمى لتحليل البيانات.. ونستهدف 2 مليون عميل

يستهدف البنك التجارى الدولى (CIB) مضاعفة عدد عملائه إلى ٢ مليون عميل خلال ٣ سنوات، وذلك من خلال العمل على استراتيجية توسعية داخل السوق المحلية، بعد تطوير وتغيير رؤيته للعملاء المستهدَفين اعتماداً على الـ«Big Data» التى مكّنته من إعادة تصنيف شرائح المستهلكين، لتوفير الخدمات الملائمة لهم، وكذلك التوصل إلى أنسب المناطق لافتتاح الفروع الجديدة، وتوزيع ماكينات الصراف الآلى (ATMs)، إلى جانب تحديد قنوات الاتصال المثلى لشرائح العملاء المختلفة.

وقال إسلام ذكرى، الرئيس التنفيذى لتحليل وإدارة البيانات بالبنك التجارى الدولى- مصر(CIB): «على الرغم من تحديات التطبيق التى تتضمن تحديات إدارة أحجام ضخمة من البيانات والمعلومات، ومن ثم حوكمة الاستخدام بما يضمن الاحتفاظ بهذا الأصل المعرفى الجديد عند معدلات جودة مرتفعة، فضلاً عن ندرة وتنوع الكفاءات المطلوبة التى ستعمل على بناء نماذج التحليل الرياضى والإحصائى بهدف استنباط الاتجاهات والمتغيرات المختلفة حول المشكلة موضع الدراسة.. فإننا نؤمن، خاصة بعد تجربتنا خلال الأعوام الماضية، بأن الاستثمار فى هذا المجال سيخلق فرصاً، ويفرض قواعد جديدة لم يشهدها القطاع من قبل، وهذا ما أدركه البنك التجارى الدولى- مصر، فحرص على الاستثمار بكل إمكانياته فى مجال التكنولوجيا والتطوير التقنى القائم على أسس حديثة، ليصبح أول بنك فى مصر والشرق الأوسط يبدأ فى استخدام الـBig Data، التى تسهم بدورها فى تعميق فهم البنك وإدراكه لطبيعة العملاء، واحتياجاتهم، إلى جانب إسهامها فى تحديد المناطق والمنتجات المثلى التى يجب أن يبدأ فى التوسع والاستثمار بها، بهدف ضم شرائح جديدة من العملاء، وتقديم خدمات تتنوع بتنوع قاعدة العملاء، علاوة على تطوير منظومة التنبؤ بالمخاطر المحتملة».

{long_qoute_1}

وتُعد الـ«Big Data» إحدى الوسائل التى يتبعها البنك فى تحليل وفهم سلوك العملاء، سواء الحاليون أو المرتقبون، من خلال الحصول على معلومات مستفيضة عنهم تتضمن تفضيلاتهم، وتوجهاتهم، واهتماماتهم فى الحاضر والمستقبل.

وأكد على أهمية الاستثمار فى علوم البيانات بوصفها من علوم المستقبل، من حيث قدرتها على النهوض بالقطاع المصرفى المصرى، ومساهمتها فى تحقيق الشمول المالى، مشيراً إلى أنه من خلال هذه الآلية سيتمكّن القطاع المصرفى من تصميم منتجات وخدمات تلبّى احتياجات العملاء. أضاف «ذكرى» أن تطبيق الـ«Big Data» سيُمكّن البنوك من تصميم نماذج اقتصادية تعظم قوة الاقتصاد المصرى، ويرجع هذا إلى الطرق الإحصائية المتّبعة فى تحليل السلوك المصرفى للعملاء وتحديد متطلباتهم الضرورية.

ونوه بأن «قطاع الـChief Data Officer CDO يختلف لدينا عن جميع قطاعات CDO›s القائمة فى معظم البنوك العالمية، فهم ينتهجون الاستراتيجيات الدفاعية المتعلقة بمجال إدارة وتحليل البيانات ذات الحجم الضخم، حيث تستهدف تلك الاستراتيجيات ضمان جودة وحماية وخصوصية البيانات كهدف رئيسى، فى حين أن الاستراتيجية التى يتبعها البنك أكثر جرأة، وتُعد استراتيجية هجومية تستهدف تعظيم القيمة الاقتصادية للبيانات المخزّنة من أجل مساعدة صانعى القرار على اتخاذ القرارات السليمة التى تحقق العائد الأمثل، مع عدم الإخلال بإجراءات أمن وسرية المعلومات المكفولة قانوناً، حيث إن فريق العمل يستهدف القرارات ذات العائد الاقتصادى والتشغيلى».

وعن فريق العمل قال «ذكرى»: «كان لنا السبق والريادة فى تكوين أول فريق مصرى متخصص فى علوم البيانات الضخمة، ويتكون من أكثر من 70 متخصصاً، من بينهم علماء بيانات وخبراء بيانات، وخبراء تحليل إدارة الأعمال، وجميعهم مصريون يتمتعون بخبرات دولية، وهى وظائف لم تكن موجودة من قبل فى الصناعة المصرفية.. كما حرصنا أيضاً على اجتذاب جميع الكوادر المصرية العاملة بالخارج، بالإضافة إلى حرصنا على أن يكون هذا الفريق على وعى وإدراك كامل بثقافة المستهلك المصرى، حيث إن هناك بعض السلوكيات المصرفية الخاصة بالمصريين لن يستطع الباحثون الأوروبيون استيعابها، ومن ضمن تلك السلوكيات على سبيل المثال القروض المضمونة». وأضاف: «يمتلك البنك التجارى الدولى مركز تحليل بيانات مُدرَجاً عالمياً، وممثَّلاً فى معظم المحافل الدولية، ونمتلك الآن أوراقاً بحثية باسم البنك، كما قمنا مؤخراً بنشر ورقة بحثية تتناول دور تكنولوجيا الـBlock Chain فى توسيع نطاق تغطية الخدمات المصرفية، وذلك بالتعاون مع أحد مراكز الأبحاث العالمية الرائدة فى هذا المجال، ونعقد شراكات مع الجامعات العالمية من أجل نشر الأوراق البحثية الخاصة بنا هناك، حيث يعتمد هذا المجال إلى حد كبير على طرق البحث والتكنولوجيات مفتوحة المصدر».

{long_qoute_2}

وعن أسباب اتجاه البنك التجارى الدولى إلى استخدام الـ«Big Data» قال: «أحد الأسباب الرئيسية لهذا الاتجاه هو تغيُّر طبيعة وشكل المنافسة فى الصناعة المصرفية المصرية، الذى نتج عنه دخول عدد كبير من المؤسسات غير المصرفية التى أصبحت تقدم خدمات الدفع الإلكترونى بصورة سلسة تجذب إليها عدداً كبيراً من العملاء، وهو ما دعانا إلى الاستثمار فى الـBig Data، وليس لأنها أصبحت الاتجاه العام السائد داخل القطاعات المصرفية العالمية، هذا بالإضافة إلى إدراك أفضل لعدد لا نهائى من المتغيّرات التى تعج بها الصناعة المالية على المستوى الكلى والجزئى». وتابع: «البنك التجارى الدولى ينتهج استراتيجيات فى مجالى تحليل البيانات وعلوم البيانات مختلفة عن تلك الموجودة فى البنوك الأوروبية والأمريكية، فهناك تجد أن إدارة تحليل المخاطر وتتبُّع عمليات الاحتيال على رأس الاستراتيجيات المتعلقة بالبيانات، وهذا منطقى جداً، حيث إنهم ينظرون إلى العوامل التى تؤثر على الأرباح وتُعظّمها، ولكن الوضع مختلف تماماً فى الشرق الأوسط، حيث يجب التركيز على تعظيم الأداء أولاً، ولذلك قام البنك بإنشاء إدارة بحوث العمليات ووضعها على رأس أولوياته، والتى تهدف إلى تعظيم الطريقة التى نعمل بها».

وحول عدد العملاء المستهدف الوصول إليهم بعد استخدام الـ«Big Data» قال إسلام ذكرى: «يستهدف البنك مضاعفة عدد العملاء الحاليين، والبالغ عددهم مليون عميل، لنصل إلى 2 مليون عميل خلال الثلاث سنوات المقبلة، وذلك بعد تطوير وتغيير رؤيتنا للعملاء المستهدفين اعتماداً على الـBig Data، التى مكّنتنا من إعادة تصنيف شرائح المستهلكين، لكى نوفر لهم الخدمات الملائمة، وكذلك التوصل إلى أنسب المناطق لافتتاح الفروع الجديدة، وتوزيع ماكينات الصراف الآلى ATMs، إلى جانب تحديد قنوات الاتصال المثلى لشرائح العملاء المختلفة».

وعن انعكاس الـ«Big Data» على تطوير الحملات التسويقية الخاصة بالبنك ومنتجاته خلال الفترة الماضية قال: «مما لا شك فيه أن استخدام الـBig Data أسهم فى تعزيز وتعميق رؤيتنا وإدراكنا للعملاء، فأصبحنا أكثر وعياً بمتطلبات العميل واحتياجاته، خاصة فى الوقت الملائم، إلى جانب اهتمامنا بالطريقة التى سنتواصل معه من خلالها، حيث إن التركيز على القنوات التفاعلية المناسبة للعملاء يُعد من العوامل المهمة فى استجابة العميل لخدماتنا وعروضنا، فإذا تم عرض المنتجات على العملاء من خلال قناة تفاعلية غير مناسبة كالرسائل النصية فلن يهتم بها، ولكن إذا تم الاتصال به هاتفياً، وتوضيح مميزات المنتج وأهميته له، فبالطبع سيبادر بقبول ذلك العرض، وإلى جانب ذلك فنحن نهتم بمؤشر «personal seasonality» الذى يساعدنا فى تحديد الوقت الملائم لعرض المنتج على العميل».

وحول ابتكار خدمات ومنتجات جديدة للعملاء أشار إلى أن الـBig Data أسهمت فى كسر قاعدة «one size fits»، أى: نمط واحد يناسب الجميع، وذلك من خلال خلق منتجات تلائم طبيعة العملاء، على سبيل المثال: بعد ملاحظة أن هناك عدداً من العملاء المدخرين ومن هواة السفر، قمنا بتطوير برامج ومنتجات جديدة، وذلك بالاتفاق مع «مصر للطيران»، فنبدأ بعرض عدد من الخدمات الخاصة المتمثلة فى خصومات على تذاكر الطيران لوجهة سفر العميل المفضلة، كما أننا قمنا بتصميم قروض خاصة لتمويل العملاء، فنحن نبنى قصة متكاملة معتمدة على تجارب وتفضيلات العملاء.

وأكد: «يحرص البنك دائماً على التعاون مع كافة البنوك العاملة فى القطاع المصرفى التى تعتزم البدء فى إنشاء قطاعات لإدارة وتحليل البيانات الضخمة الخاصة بها، إيماناً منا بأن التغيير فى الصناعة المصرفية لن يحدث بشكل فردى، إلى جانب أن العمل داخل سوق قوية ومنافسة يساعد الجميع على تطوير نشاطه وأرباحه، بالإضافة إلى إيماننا بأن عالم البيانات منفتح بصورة كبيرة، فالتعاون فيه يعظّم القيمة الاقتصادية، ويعطى ثقلاً أكبر للصناعة المصرفية المصرية».


مواضيع متعلقة