بالصور| حكاية الكونت إستيفان زيزينيا مؤسس أعرق حي بالإسكندرية

كتب: أحمد تيمور

بالصور| حكاية الكونت إستيفان زيزينيا مؤسس أعرق حي بالإسكندرية

بالصور| حكاية الكونت إستيفان زيزينيا مؤسس أعرق حي بالإسكندرية

"وعمار يا إسكندرية، يا جميلة ويا ماريا، وعد ومكتوب عليا، ومسطر ع الجبين، حكاياتك يا زيزينيا، حواديت وناس ودنيا، في حارات إسكندرية وليالي المنشدين".

ولا يزال تتر مسلسل "زيزنيا" بكلماته المؤثرة والتي كتب كلماته أحمد فؤاد نجم أيقونة الثورات المصرية ولحنها عمار الشريعي المهموم بقضايا الموسيقي والوطن وغناها محمد الحلو صاحب الحنجرة المصرية الوطنية والذي رصد به الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة فترة الأربعينات بالإسكندرية والتي اشتهر فيها المصريون بنضالهم وكفاحهم ضد الاحتلال الإنجليزي وسلط الضوء على حياة الإيطاليين واليونانيين الذين كانوا يعيشون في الإسكندرية في تلك الفترة التي تعتبر العصر الذهبي للإسكندرية الكوزموبوليتانية متعددة الأجناس والأعراق.

وأدى بطولة المسلسل الفنان يحيى الفخراني الذي يطل بصوته في تتر البداية قائلا: "أنا السؤال والجواب أنا مفتاح السر وحل اللغز أنا بشر عامر عبد الظاهر"، وبرع في تجسيد الشخصية التي كانت رمزاً للمدينة نفسها ولحي زيزينيا وهو من أرقي وأعرق أحياء الإسكندرية والذي يمتد شمالا إلى طريق الكورنيش ويقطع خط ترام النصر وكذلك طريق الحرية وينتهي جنوبا حتى اخر شارع إبراهيم العطار وشارع رياض ويتبع الآن حي زيزنيا حي شرق الإسكندرية.

وكان حي أرستقراطي يقطنه أمراء ونبلاء من الأسرة العلوية وكان أيضا زاخرا بجاليات أجنبية إيطالية ويونانية وفرنسية حتى منتصف القرن العشرين ويرجع تاريخ تسمية حى زيزينيا بهذا الاسم نسبة إلي الكونت "استيفان زيزينيا" أو الكونت "إيتيان" وهو يوناني الأصل ولكنه حصل علي الجنسية الفرنسية واستقر بالإسكندرية في عهد “محمد علي باشا” وكان يجمع بين العمل بالسلك الدبلوماسي وبين العمل بالتجارة حيث كان قنصل دولة بلجيكا العام في مصر وأحد أكبر تجار القطن بالإسكندرية علي غرار ما كان يحدث في تلك الفترة بمصر المحروسة ويرجح أن "زيزينيا" كان قد جاء إلى مصر هربا من مذابح الأتراك وكان أحد المقربين من الأسرة العلوية حيث منح أراضي كثيرة في القطر المصري.

كان استيفان زيزينيا قد عشق منطقة مرتفعة برمل الإسكندرية فكان أول أجنبي يسكن في تلك المنطقة ولإدراكه أهمية الإسكندرية العاصمة الثانية لمصر قام بشراء أرض في العام 1854 من عائلة تدعى "أبي شال: كانت تمتلك الكثير من الأراضي في منطقة الرمل ولتصبح تلك الأراضي حي زيزنيا.

ولتعلق قلبه بتلك البقعة الساحرة شيد قصرا مهيبا كقصور الأحلام ليصبح أحد القصور الرئيسية بمدينة الإسكندرية ثم تحول قصر زيزينيا إلى فندق "جلوريا أوتيل" ثم اشتراه الأمير محمد علي وأعاد بناءه في العام 1927 وأطلق عليه اسم "قصر الصفا" وهو الاسم الحالي له وبعد قيام ثورة يوليو في العام 1952 تم ضم القصر لرئاسة الجمهورية وهو معد لاستقبال ضيوف الرئاسة أو كبار الوزراء ورجال الدولة في أثناء وجودهم في الإسكندرية.

كما أنشأ الكونت زيزينيا مسرحين مسرح زيزنيا الصيفي وزيزينيا الشتوى وأصبح مسرح زيزينيا الصيفي بعد ذلك فندق سان ستيفانو الشهير، ويقع مكانه الآن فندق الفور سيزون أما مسرح زيزينيا الشتوى فقد تحول إلى تياترو محمد على سنة 1918 ثم إلى مسرح سيد درويش سنة 1962 ثم إلى دار الأوبرا بالإسكندرية سنة 2004.

وعلى هذا المسرح شاهد الخديو عباس حلمي الثاني الفنان جورج أبيض ناظر محطة سيدي جابر وقتها وهو يمثل مع فرقة أبناء مدارس الفرير المسرحية والتي كانت تقدم أعمالًا باللغة الفرنسية ووافق الخديو على سفره إلى فرنسا لدراسة المسرح عام 1904 وعلى هذا المسرح مثلت سارة برنار عندما زارت مصر عام 1908.

وبسبب بناء الكونت لقصره شجع ذلك الأميرة فاطمة الزهراء حفيدة محمد علي باشا على بناء قصر المجوهرات الملكية وشيده المعماري الإيطالي "أنطونيو لاشياك"مع المهندس المصري علي فهمي على مساحة ‏4185‏ مترًا مربعًا ‏ويضم القصر الآن مجموعة تحف أثرية تخص محمد علي باشا وبعض مجوهرات الأميرات، ويبلغ عددهم 11 ألفا و500 قطعة.

ويضم الحي أيضا قصر عزيزة فهمي وهو من أهم القصور التاريخية بالإسكندرية فهو يشبه قصور الأساطير مصمم على طراز إيطالي يسمى جرانتوا و بابه الرئيسي من الداخل وليس المواجه للبحر والذي يجري الآن تحويله لفندق عالمي بعد إعادة ترميمه .

ويضم الحي أيضا مقرالإقامة الدائم لمحافظة الإسكندرية (استراحة المحافظ) والعديد من من الفيلات الراقية التي تحمل عبق التاريخ ومسجد أحمد يحيى باشا ويضم الحي عدد من المدارس مثل المدرسة القومية للبنات و مدرسه زيزينيا الإعدادية للبنات.


مواضيع متعلقة