خبراء: تركيا لن تجتاح "عفرين" بالكامل.. وعواقب عمليتها ليست سهلة

خبراء: تركيا لن تجتاح "عفرين" بالكامل.. وعواقب عمليتها ليست سهلة
في خطوة تصعيدية جديدة، شنت تركيا غارات جديدة على عدد من المواقع في منطقة عفرين السورية، التي يسيطر عليها مقاتلون أكراد، في عملية جديدة تحت مسمى "غصن الزيتون".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هدد عدة مرات في وقت سابق بضرب المدينة، للقضاء على "الإرهابيين" على حد وصفه.
وتعليقا على هذا الشأن قال محمد عبد القادر، الخبير في الشأن التركي، إنه من الواضح أن تركيا أبلغت روسيا مسبقات بالضربة العسكرية على المدينة السورية، خلال وجود رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان في روسيا أمس.
وأشار عبد القادر إلى أن ذلك يأتي في إطار خطة تركيا، المتدرجة للتوسع في المنطقة العربية، بدأت بـ"أعزاز وإدلب" ، في إطار ترسيخ وجودها العسكري إما بشكل مباشر، أو من خلال حلفائها متمثلة في جبهة النصرة، مع وجود عدة قواعد عسكرية في البلاد.
وأوضح عبد القادر، أن هذا يأتي ضمن خطوات تركية للتوسع العسكري في المنطقة العربية، في ظل وجود قاعدة عسكرية في العراق، مع إعلان عن إنشاء قاعدة عسكرية في السودان.
وعن رد الفعل الدولي، أوضح الخبير في الشأن التركي، أن هناك تحفظا من جانب روسيا، مع تصريحات مسبقة لوزير خارجيتها سيرجي لافروف، برفض الخطوة من حيث المبدأ، واعتراض الولايات المتحدة الأمريكية، مع تلويح نظام بشار الأسد برد فعل، ما ينذر بعمليات عسكرية شديدة القوة خلال الفترة المقبلة، ولن تكون سهلة على أي من الطرفين، خاصة أن الأكراد لن يتخلوا عن المدينة بسهولة بعد تحريرها من داعش.
ومن جانبه، قال صلاح لبيب، خبير في الشأن التركي، إن هناك خلافا معلن بين أمريكا وتركيا في هذا الشأن، مدللا بإعلان الأخيرة عن التفكير في تكوين جيش مسلح قوامه، المسلحين في تلك المناطق أي الأكراد.
وتوقع لبيب ألا تجتاح تركيا عفرين بشكل كامل، وأن تكتفي بالتواجد على أطراف المدينة، في ظل سماح روسي وأمريكي بتقليم أظافر الأكراد.
وأرجع ذلك إلى أن أمريكا هي الداعم الأكبر للأكراد، وتتولى تزويدهم بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، كما أن روسيا لا تعتبر حزب العمال الكردستاني التركي حركة إرهابية.
وأكد الخبير في الشأن التركي أن تركيا لا تمتلك رفاهية الاختيار بشكل واسع، بعد خسارتها لحلب، متوقعا أن تأتي التقدم في عفرين على حساب تواجدها في إدلب -المعركة الحقيقية الآن بين روسيا وإيران وتركيا- مشيرا إلى انسحاب بعض قوات "درع الفرات" الموجودة في إدلب للمشاركة في عملية عفرين بالفعل.