أحمد فهمى وقضية التنوير
- الرأى العام
- الرئيس السادات
- الفيس بوك
- تيارات الإسلام السياسى
- تيمور وشفيقة
- رد فعل
- فى مصر
- أبناء
- أحمد فهمى
- أزمات
- الرأى العام
- الرئيس السادات
- الفيس بوك
- تيارات الإسلام السياسى
- تيمور وشفيقة
- رد فعل
- فى مصر
- أبناء
- أحمد فهمى
- أزمات
شهد المجتمع الفيس بوكى موجة غضب استمرت لأيام وما زالت، كرد فعل لظهور الفنان «أحمد فهمى» وزوجته فى أحد البرامج، وقد أدلت الزوجة بشهادة مصورة سردت قدراً كبيراً من التحكم فى حياتها ومستقبلها ومهنتها، وأكد أحمد قناعته بضرورة أن يضع الزوج سقفاً لطموح زوجته ولا يتركها «تلهو»، على حد تعبيره، وفى الحقيقة أرى هذه المعركة برمتها تعكس دائماً توقعات فكرية من الفنانين مغايرة للواقع، وتحملهم فوق ما يحتملون، فالكثير يرى الفنانين أيقونة التطوير والتنوير فى المجتمع، وهم من المفترض أن يكونوا كذلك، فعندما نستمع إلى حوارات نجوم هوليوود أياً كانت جنسياتهم، نجد أغلبها تنويرية تعكس الإطار المؤسسى الذى يعمل من خلاله، كما تعكس تعليماً وثقافة وإدراك عواقب أى رؤى رجعية على شعبيتهم.
أما الحالة المصرية فهى مختلفة تماماً، حيث لا يعمل الفنانون فى إطار مؤسسى يرسم لهم حواراتهم وآراءهم ويعلمهم اتجاهات ومزاج الرأى العام وأثر ذلك على شعبيتهم، ولذا يقدم كل فنان وجهة نظره دون إدراك للعواقب، سواء على المجتمع من حيث تأثر المجتمع به أو حتى إدراك ذلك عليه شخصياً من حيث نجوميته، كما أن توقع المجتمع من الفنانين أن يكونوا قادة رأى وتنوير فهو توقع ساذج، حيث إن الفنانين أبناء هذا المجتمع بكل تناقضاته ومرآة وانعكاس لما فيه، فالبعض منهم مثقف ومستنير بالفعل والأغلب له مواقف مغايرة، لذا فرغم اتساع المجتمع الفيس بوكى لأكثر من 25 مليون مستخدم وخطورته التى أرى أن أحمد حتماً سيتأثر سلباً بهذا اللقاء، فإننى أرى أن الفنان ابن جيل السبعينات والثمانينات، الجيل الذى دفع ثمن بحث «الرئيس السادات عن ذاته» والارتماء فى حضن تيارات الإسلام السياسى، لم يدرك أنه أطلق العفريت الذى قتله وقتل التنوير فى مصر على المستوى الفكرى والاجتماعى، فانتشرت أفكار تأثر بها أغلب هذا الجيل، ترى الرجولة فى السيطرة لا فى الدعم والمساندة، والحب فى التحكم لا فى الرحمة، والحماية فى ممارسات القهر وأحياناً العنف لا فى المودة والتشارك فى الرأى، ما جعله يعانى من أزمات عنيفة اليوم، فى مقدمتها نسب طلاق عالية نتيجة الوقوف عند مفهوم مشوه للعلاقات الاجتماعية مستمدة من تفسيرات سيئة للدين، ويكفى لفهم أن الأزمة الفكرية ذات صلة بالمجتمع ككل وليس فرداً أن نشير إلى أن فى ستينات القرن الماضى ينتج فيلم «مراتى مدير عام» الذى يتعدى فكرة قبول أو رفض الزوج لعمل زوجته، فهو ليس حقه من الأساس ليكون موضع مناقشة، وإنما يناقش فكرة أكثر تقدماً وهى قبول أن تكون زوجته مديرته، مقارنة بفيلم حديث نسبياً «تيمور وشفيقة» الذى أنتج فى 2010 ويقدم شابة عبقرية تستقيل من منصب وزيرة جرياً وراء زوج يقهرها منذ أن كانت مراهقة ويقدمه كنموذج ساذج للحب، هذا النموذج أصبحت كثير من الشابات ترفضه، وهو ما انعكس بقوة فى المجتمع الفيس بوكى الذى رفض حديث أحمد فهمى وزوجته، والذى يضع الكثير من الشباب أمام تحدى فهم ما يحدث وإعادة النظر فى أفكاره.