قاموس من الألفاظ البذيئة والكلمات القبيحة فى مسلسلات رمضان

كتب: محمد عبدالجليل

قاموس من الألفاظ البذيئة والكلمات القبيحة فى مسلسلات رمضان

قاموس من الألفاظ البذيئة والكلمات القبيحة فى مسلسلات رمضان

لم تعد مسلسلات رمضان تعتمد على النص الجيد والنجم الكبير والمخرج الشهير فقط، بل أصبحت تعتمد أيضا على قاموس خاص من الألفاظ البذيئة والخارجة، والكلمات القبيحة والسوقية، التى تنتشر بشكل واضح بين أولاد الشوارع والعشوائيات، وأصبحت تنتشر الآن فى المسلسلات. ومن خلال متابعتنا للحلقات الأولى لعدد كبير من الأعمال الدرامية، لاحظنا بوضوح أنها مليئة بهذا القاموس البذىء والهابط، والذى تعف ألسنتنا عن تكراره. والسؤال الآن: كيف سمحت الرقابة بمثل هذه الألفاظ والكلمات، التى أقل ما توصف به أنها قليلة الأدب، صحيح أننا مع حرية الإبداع بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، ولكن الصحيح أيضا أننا نرفض إقحام هذه الألفاظة البذيئة على آذاننا وبيوتنا، سواء فى رمضان أو فى غيره. حول هذه الظاهرة اللافتة كان لنا هذا التحقيق. الناقدة ماجدة خير الله ترى أن هذه الظاهرة بها الكثير من المبالغات فى الدراما التليفزيونية على وجه التحديد، حتى إنها يمكن أن تندرج تحت بند «قلة الأدب» على حد تعبيرها، تقول: «لا ينبغى أن يسمع المشاهد كل هذا الكم من الألفاظ والشتائم تحت دعوى محاكاة الواقع، فهناك دائماً مسئولية تقع على عاتق المؤلف فى نقله للصورة الواقعية، وهى التزامه باختيار أبسط المرادفات، وأكثرها رقياً، والبعد عن الألفاظ الجارحة الصادمة، والتى يلجأ إليها البعض من باب الاستسهال، أو محاولة جذب الانتباه بشكل رخيص، وأيضاً ينبغى الاعتراف بضرورة وجود بعض هذه الألفاظ فى موقعها الصحيح إذا اقتضى الموقف الدرامى ذلك، وليس بشكل مجانى متكرر بلا هدف حقيقى». وأضافت: أتذكر فيلم «الفتوة» الذى قدم صورة واقعية لمجتمع الفتوات فى سوق الخضار، ولكن دون أن ينجرف كاتبه فى ذكر ألفاظ خارجة أو مبالغ فيها، فالفنان ينبغى عليه أن يمتلك المصفاة الأولى للحوار، حتى لا يصل الأمر إلى الرقابة التى من الممكن أن تحذف دون وعى وبشكل يخل بالدراما. ومن جانبه يتحدث المؤلف أيمن سلامة قائلاً: «الفن لا ينفصل عن الواقع فهو انعكاس صادق وحقيقى له، وينبغى أن يتواءم الحوار مع مفردات كل مرحلة وكل بيئة بالشكل الذى يخدم الدراما، وينقل الصورة بصدق، ولكن ينبغى على المبدع أن يتفادى الإباحية فى حواره حتى لا يكون صادما ولا يؤذى مشاعر الجمهور». أما المخرج محمد فاضل فقال: الفن لا ينبغى أن يحاكى الواقع كما هو بالتحديد، وألا يتم نقل كثير من الأشياء المخالفة للقيم والتقاليد، حيث ينبغى على الفنان أن يختار من بين كثير من المفردات التى تتردد، ما يمكن أن يناسب الذوق العام، وأذكر فيلم «الخيط الرفيع» لسيدة الشاشة فاتن حمامة عندما احتدت على محمود ياسين، وقالت له: «يا ابن الكلب» فأثار ذلك كثيرا من الانتقادات وقتها، ولكن كان هذا اللفظ هو الوحيد الذى يمكن أن يعبر عن حالة الغضب التى تملكتها فى ذلك الموقف. وأضاف فاضل: «لا حجر على حرية المبدع والفنان فى نقل الواقع، ولكن بشرط ألا يخدش مشاعر المشاهد بالشكل الصادم». وأخيراً يقول د.سيد خطاب رئيس الرقابة على المصنفات الفنية: «الرقابة فى العادة تجيز الأعمال الدرامية دون أن تتقيد بتوقيت عرضها سواء فى شهر رمضان أو فى غيره من الشهور، ولكن فى المجمل الرقابة ليست رقيبا أخلاقيا على المبدع، وفى النهاية ما يحكمها هو قانون الرقابة وطالما لم يصطدم العمل مع قوانين الرقابة فتتم إجازته، مع إدراج ملاحظات يكون على المبدع أن يتفاداها».