"على اسم مصر".. قصة قصيدة بدأ بها مؤتمر "حكاية وطن"

"على اسم مصر".. قصة قصيدة بدأ بها مؤتمر "حكاية وطن"
"النخل في العالي والنيل ماشي طوالي".. بهذه الكلمات البسيطة في ألفاظها ومعانيها، من قصيدة "على اسم مصر"، للمبدع الكبير صلاح جاهين، بدأ مؤتمر "حكاية وطن" لعرض إنجازات الرئيس السيسي، الذي انطلق اليوم ولمدة 3 أيام.
وتحمل هذه القصيدة العديد من الدلالات، ما جعلها تحتل مكانة كبيرة في تاريخ الأدب العربي وتاريخ مصر بالخصوص، فكانت هذه أولى قصائد جاهين عقب نكسة يونيو، والتي تعتبر بالنسبة له كبعث العنقاء وعودة إيزيس المصرية القديمة من الموت للحياة، لأنه تخلص بها من أثار الهزيمة وانطلق مستمرا في مسيرة الإبداع.
في أواخر الأربعينات بدأ جاهين كتابة الشعر الكلاسيكي قبل أن يبلغ الـ 20 من عمره، وبعد قراءته قصيدة بالعامية للشاعر فؤاد حداد، رائد شعر العامية في مصر، تأثره بها، أتجه جاهين إلى كتابة الشعر بالعامية، التي بدأت مسيرته الشعرية في أواسط الخمسينات.
"على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء، أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء، باحبها وهي مالكه الأرض شرق وغرب، باحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء"، هي أول أبيات قصيدة "على اسم مصر" التي كتبها صلاح جاهين، عقب نكسة 5 يونيو 1967.
بعد احتلال سيناء، وأثناء حرب الاستنزاف، وخروج الشعب المصري في انتفاضة شعبية في الشوارع، حاول جاهين مسح دموع الهزيمة المريرة من على وجوه المصريين بعد النكسة، وإيقاظ وبعث وإحياء الروح الوطنية للشعب المصري.
بدأت القصيدة بتعبيره عن حبه الشديد لمصر، موضحًا أسباب هذا الحب للوطن الذي انكسر في نكسة 67، مبرزًا اللحظات المضيئة في تاريخ المصريين، مستمتعًا بالوصف الذي عبر فيه عن خياله الفريد.
وبعدها بـ 4 سنوات، وتحديد في 1971، استكمل صلاح جاهين كتابة قصيدة الملحمة "على اسم مصر" التي تعد أهم قصائده، بعد عودته من موسكو، بعدما خضع للعلاج النفسي، عقب فقدانه نصف وزنه، وإصابته بالاكتئاب.
وبدأ الجزء الثاني من القصيدة بـ"أنا الذي مشيت أدوٌر باشتياق وحنين، على مصر.. والمشي خدني من سنين لسنين، لحد ماسنيـنهـا وسنـيني بقم واحد، وعاصرتها يوم بيوم لم فاتني يوم واحد، وحضرت شاهد عيان مولد وموت ملايين".