زيادة ملوحة التربة وتراجع إنتاج الكهرباء أخطر آثار سد النهضة

كتب: محمد أبوعمرة

زيادة ملوحة التربة وتراجع إنتاج الكهرباء أخطر آثار سد النهضة

زيادة ملوحة التربة وتراجع إنتاج الكهرباء أخطر آثار سد النهضة

قال الدكتور أمير مباشر، أستاذ الهندسة بجامعة الأزهر، إن كلية الهندسة بجامعة الأزهر أعدت نموذج محاكاة لعملية تشغيل السد العالى وسد النهضة خلال سنوات الملء بين ثلاثة أعوام وثمانية، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن يصل العجز إلى 20 مليار متر مكعب سنوياً، أى إن البحيرة ستفقد 60 ملياراً إذا تم التخزين خلال ثلاثة أعوام، وكلما زادت سنوات التخزين قل العجز فى البحيرة. وأوضح أن السد يهدد الزراعة التى تشكل القطاع الأكبر وتستهلك 85% من المياه، وسوف تتعرض بعض الترع لنقصان فى وصول المياه إلى زمامات بالكامل، كما تتعرض نهايات الترع للنقصان بنسب كبيرة، وهو ما سيؤثر على السلم الاجتماعى بين المزارعين، بسبب أولوية الحصول على المياه، لأن الفلاح كان مطمئناً حالياً أن المياه متوافرة طيلة أسبوع المناوبة، أما مع تشغيل السد فلن يصبح الأمر كذلك، وستصبح مناوبة رى الأراضى يومين فقط. وأضاف أن سد النهضة سيتسبب فى تقليل كمية المياه التى تتوجه إلى الأراضى الزراعية، التى جزء منها منصرف لعمليات غسيل التربة من الأملاح، فضلاً عن ملوحة مياه البحر فى شمال الدلتا لانخفاض نسبة المياه العذبة عند تشغيل السد، وهو ما سيؤدى إلى زحف المياه المالحة إلى الخزان الجوفى فى الدلتا، كما ستتأثر الخطة المعدة لاستصلاح الأراضى، حيث إن الزيادة السكانية تستلزم زيادة الرقعة الزراعية لسد الفجوة الغذائية، كما أنه فى حالة نقص المياه قد يتم النظر فى الكميات المنزرعة لبعض المحاصيل الشرهة للمياه، وهو ما يرفع فاتورة الاستيراد، ما يشكل أضراراً على الاقتصاد.

وفيما يتعلق بالملاحة أوضح أن الحد الأدنى لتصريف المياه من السد العالى 80 مليون متر مكعب، التى تضمن سلامة الملاحة فى المجرى، وتوفير عمق أدنى فى النهر لأغراض الملاحة، وانخفاض المياه المنصرفة وقت بدء تخزين السد سيؤثر بالسلب على مرور بعض الوحدات الملاحية ذات الغاطس الكبير وتتسبب فى تكرار عملية شحوط السفن، لافتاً إلى أن الطاقة الإنتاجية من الكهرباء قد تنخفض بنسبة 10% عند ملء سد النهضة فى 8 سنوات، وقد تصل نسبة الانخفاض إلى 54% على 3 سنوات. وأشار إلى أنه سيؤثر على مياه الشرب فى المدن المطلة على النيل، ما يستلزم إعادة تأهيل أو تصميم بعض الوحدات المقامة عليه، لأن بعضها مقام على مأخذ ثابت، فإذا انخفض المنسوب يتأثر السحب لهذه المحطات، وبالتالى نحتاج إلى خفضها للتناسب مع المنسوب الجديد لنهر النيل.

{long_qoute_1}

وطالب «مباشر» بالتحرك فى أكثر من طريق لمواجهة الأزمة بإحياء بعض المشروعات فى أعالى النيل، مثل «قناة جونجلى» وحوض «البارو أكوبو» على الحدود السودانية الإثيوبية، فالمياه التى تسقط على منطقة حوض النيل تصل إلى 1600 مليار متر مكعب لا يستغل منها إلا 10% فقط، وهو يحتاج إلى تعاون بين الدول الثلاث، إضافة إلى جنوب السودان، فقد كان مقرراً أن توفر قناة جونجلى لمصر والسودان 7 مليارات متر مكعب، مشدداً على ضرورة أن نستغل المياه بأفضل طرق، وأن يتم توفير وسائل أفضل للرى وفى وقت قصير، والاستغناء عن الطرق التقليدية.


مواضيع متعلقة