الحكومة تعترف: بقايا المحاصيل منجم ثروات تحول إلى كارثة

كتب: محمد مجدى

الحكومة تعترف: بقايا المحاصيل منجم ثروات تحول إلى كارثة

الحكومة تعترف: بقايا المحاصيل منجم ثروات تحول إلى كارثة

أكدت وزارة البيئة، فى تقرير رسمى صادر عن الإدارة المركزية للإعلام والتوعية البيئية حمل اسم «دليل الاستفادة من المتبقيات الزراعية»، أن المخلفات الزراعية تمثل ثروة يجب الاستفادة منها، حيث إن كل طن من المحاصيل الزراعية ينتج عنه من 5 إلى 6 أطنان من «المتبقيات»، والتى يمكن استخدامها سواء من المزارعين أو استغلالها بشكل يضيف للاقتصاد القومى للبلاد.

ووصف «التقرير» المخلفات الزراعية بأنها «منجم»، ويمكن استغلالها سواء عبر تحويلها لسماد عضوى طبيعى أو ما يطلق عليه «كومبوست»، أو إنتاج أعلاف غير تقليدية للحيوانات، بالتزامن مع برامج تكثيف تربيتها داخل الدولة، أو حتى إنتاج غذاء عالى البروتين منها، فضلاً عن إمكانية إنتاج الطاقة منها.

وتابع: «من أهداف السياسة العامة للدولة، المحافظة على البيئة، والاستخدام الاقتصادى الأمثل للمخلفات الزراعية، خاصةً قش الأرز بدلاً من حرقه، ما يؤدى لزيادة التلوث البيئى، كأحد مسببات ظهور السحابة السوداء على القاهرة الكبرى». وأوضحت أن إجمالى إنتاج مصر من «المخلفات الزراعية» يتراوح ما بين 45 و50 مليون طن، يستغل نصفها فيما يهدر النصف الآخر، مشيرة لأهمية استغلال المخلفات والمتبقيات الزراعية بسبب فقر مصر من «الكتلة الحية»، وهى الأشجار، والغابات، والمتبقيات النباتية، حيث إن المساحة المزروعة من مصر لا تمثل إلا 4% من قيمة المساحة الكلية لمصر، وبالتالى فإن حرق هذه المتبقيات الزراعية يعتبر إهداراً لطاقة جديدة متجددة، موضحة أن 50% منها عبارة عن مكونات عضوية، وتم استخدام كميات هائلة من الأسمدة الكيماوية، والمياه، والجهد البشرى لإنتاجها، وعمليات حرق بقايا المحاصيل التى يقوم بها بعض المزارعين بعد الحصاد من المؤثرات فى المكونات الحيوية، والعضوية بالتربة، وذلك نتيجة لتأثيرها على خواص التربة الطبيعية، والكيماوية، مثل التهوية، ومستوى الرطوبة، وخفض المحتوى الميكروبى فى الطبقة السطحية للتربة.

{long_qoute_1}

وأشارت الوزارة إلى أن المخلفات الزراعية تحتوى على نسبة مرتفعة من المواد الكربوهيدراتية، كما تحتوى على نسب من البروتين الخام، والدهن، وبعضها يمكن استخدامه كوقود، والآخر يدخل فى بعض الصناعات، وبعضها يستخدم فى تغذية الحيوانات.

وعن «التبن» الناتج عن «المحاصيل النجيلية والبقولية»، قالت إن هناك 4 استخدامات له؛ كالأعلاف والسماد العضوى، كمصدر للطاقة، وصناعة طوب البناء، موضحة أنه ينتج عن زراعة القمح، والشعير، والفول، والبرسيم، والعدس، والحمص، والحلبة.

أما «قش الأرز» فقالت الوزارة إن له 10 استخدامات هى عمل المكمورات للحصول على السماد العضوى الصناعى منها، كما يستخدم فى إنتاج البيوجاز للحصول على سماد عضوى وطاقة، كما يستخدم كعلف غير تقليدى للمواشى بإضافة اليوريا، والحقن بالأمونيا، وإنبات بذور الشعير كقش الأرز، واستخدامه كعلف أخضر وجاف للمواشى، كما يدخل فى إنتاج «عيش الغراب» كغذاء للإنسان، وأيضاً فى مزارع الدواجن كـ«فرشة لأرضية المزرعة»، ويمكن كبسه وبيعه لمصانع الورق والطوب، كما يستخدم فى مضارب الأرز، وكذلك فى صناعة الأثاث والموبيليا، وبعض المساكن. وأكدت الوزارة أهمية استخدام «حطب الذرة»، سواء الناتج عن زراعة الذرة الشامية، أو الذرة الرفيعة، فى تغذية الماشية كمادة خشنة جافة ممتازة للاتبان وقش الأرز بعد «تقطيعه أو جرشه» لو كان شديد الجفاف.

وعددت الوزارة 4 استخدامات لـ«الحطب»، وهى كعلف للحيوانات سواء دون إضافات أو بالإضافات، كما يستخدم فى مكمورات لإنتاج سماد عضوى، أو يدخل فى إنتاج «البيوجاز» للحصول على السماد العضوى والطاقة، كما يستخدم فى صناعة طوب البناء.

{long_qoute_2}

وعن «حطب القطن» قالت الوزارة إن له 6 استخدامات، مثل تصنيع خشب حبيبى، ومصدر للطاقة، ويدخل فى صناعة طوب البناء، والحصول على ألياف لصناعة الحبال، ودخوله فى صناعة الأثاث، وعمل «مكمورات» السماد العضوى.

أما «مصاص القصب»، وهو متبقيات «عصر أعواد القصب»؛ فقالت الوزارة إنه يستعمل كمصدر للوقود فى مصانع السكر، وصناعة الورق، والسليلوز، وفى تغذية الماشية.

وعن «سرسة الأرز» قالت إنها عبارة عن قشرة خارجية لحبة الأرز الشعير، والتى ينتج كميات ضخمة منها، والتى تستخدم فى تغذية الماشية بعد طحنها، أو كمصدر للوقود، أو فى الألواح العازلة، وكـ«فرشة للطيور». كما يمكن استخدام «قشر بذرة القطن»، حسب الوزارة، فى تغذية الحيوانات، فيما أن هناك عدة متبقيات أخرى، مثل «قشر العدس»، و«قشر الفول»، و«قشر الفول السودانى». وأشارت الوزارة إلى أن الدراسات التى أجريت فى المراكز البحثية لوزارة الزراعة، والجامعات، تشير لأن محتويات المتبقيات الزراعية من المكونات العضوية والمعدنية تعادل 3 مليارات جنيه، مقسمة لمكونات عضوية تعادل ملياراً و800 مليون جنيه، و«أزوت» بـ675 مليون جنيه، و«فوسفور» بـ77 مليون جنيه، و«بوتاسيوم» بـ379 مليون جنيه.

ورصدت الوزارة 13 ضرراً ينتج عن حرق المخلفات الزراعية، سواء فوق سطح التربة الزراعية أو تحتها.

وقالت الوزارة، فى تقريرها، إن هناك 7 أضرار لحرق المتبقيات الزراعية فوق التربة، وهى القضاء على الأعداء الطبيعية من متطفلات ومفترسات الحشرات والآفات الضارة بالمحاصيل الزراعية فى التربة، وحدوث أمراض صحية خاصة أمراض الصدر للزارع وسكان المحافظات المجاورة نتيجة الدخان المتصاعد من عملية حرق المخلفات الزراعية. ولفتت إلى أنه قد يحدث حوادث تصادم بين السيارات عند حرق المخلفات الزراعية على الطرق السريعة، كما يؤدى الحرق لتدهور محاصيل الخضر القائمة، وكذلك أشجار الفاكهة المستديمة بالحقول المجاورة، فضلاً عن تلوث الهواء الجوى بغازات مثل ثانى أكسيد الكربون، والكبريت، والنيتروجين، كما يؤدى الحرق إلى القضاء على الطيور صديقة المزارع، فضلاً عن إمكانية انتشار حرائق فى منازل بعض القرى.

أما أضرار الحرق تحت سطح التربة الزراعية؛ فقالت الوزارة إنه يسبب موت جميع الكائنات الحية المفيدة للتربة الزراعية أو التى تزيد من خصوبتها، وحرق المادة العضوية بالطبقة السطحية للتربة، وخفض خصوبة الأرض الزراعية، وتحويل طينة التربة الزراعية لمادة معدنية صماء تشبه الطوب الأحمر، فضلاً عن دخول غاز ثانى أكسيد الكربون من الجو للتربة الزراعية على حساب الأكسجين اللازم لتنفس جذور النباتات والكائنات الحية الدقيقة بالتربة، بما يعوق انتشارها، وتكاثرها؛ فتقل خصوبة التربة الزراعية بالكامل.

وأوضحت الوزارة أنه خلال السنوات الماضية شهدت مصر تحسناً فى معدلات حرائق المخلفات الزراعية، وخاصة قش الأرز، بعد تنفيذ الدولة عدداً من التحركات لمواجهة حرائقه فى موسم نوبات تلوث الهواء الحادة.

وأفاد دليل الوزارة، أن الأسمدة العضوية، التى تنتج عن «المخلفات الزراعية» تعتبر مخزناً مستمراً للعناصر الضرورية لنمو النبات، مثل النيتروجين، والفوسفور، والبوتاسيوم، والكبريت، والكالسيوم، والزنك، والنحاس، والماغنسيوم، والحديد، كما تحافظ على الاتزان البيولوجى لميكروبات التربة، وتعتبر مصلحاً أساسياً للخواص الطبيعية والكيماوية للتربة، حيث تعمل المادة العضوية على تحسين البناء الأرضى فى الأراضى الرملية، وتحسين التهوية، والتبادل الغازى فى الأراضى الجيرية.

واعتبرت الوزارة أن استخدامات السماد العضوى الصناعى «الكمبوست»، لا تقتصر على إضافته للتربة، ولكن يمكن عمل مستخلص مائى يطلق عليه لفظ شاى الكمبوست، موضحةً أنه يستخدم للوقاية من الأمراض الفطرية، والبكتيرية، وكذلك الحشرات، حيث يرش على النباتات يومياً لمدة أسبوع، ثم يوماً بعد يوم، ثم مرتين فى الأسبوع.


مواضيع متعلقة