ناصر الإنسان.. يرتدي قميصا من "عمر أفندي" ويجالس البسطاء

ناصر الإنسان.. يرتدي قميصا من "عمر أفندي" ويجالس البسطاء
- جمال عبدالناصر
- مئوية جمال عبدالناصر
- ميلاد جمال عبدالناصر
- جمال عبدالناصر
- مئوية جمال عبدالناصر
- ميلاد جمال عبدالناصر
100 عام على ميلاد الزعيم جمال عبد الناصر، قائد ثورة الثالث والعشرين من يوليو 1952، والذي يذكر اسمه دائما في محافل السياسة والقضايا المتعلقة بثورة يوليو، لكن ظل الجانب الإنساني منه خفيا بعض الشيء، لم يعرف عنه الكثير، وهو ما تعمد السيد محمد أحمد سكرتير الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الكشف عنها في مذكراته، ملقيا خلالها بعض الظلال السريعة على حياة "عبد الناصر" الإنسان.
بداية العلاقة التي ربطت بين عبدالناصر والسكرتير الخاص به محمد أحمد، ترجع إلى عام 1943 عن طريق العمل في القوات المسلحة، وبعد عام 1956 طلب عبد الناصر من أحمد التفرغ التام لجهاز السكرتارية الخاصة به، والذي لم يكن ضخما، فقط يتكون من 8 ضباط يقسمون العمل فيما بينهم، كما ورد في المذكرات.
يروي السكرتير الخاص بعبد الناصر، لمحات من أعماله الإنسانية، فذكر أن السبب في إنشاء معهد ناصر لعلاج السكر يرجع إلى إحدى المرات التي حضر فيها طبيب السكر العالمي "بولش" للكشف على الزعيم عبد الناصر وحينها، طرح الأخير تساؤلا عليهم "والشعب العيان بالسكر هتجيبوله بولش برضو؟"، ومنذ ذلك الوقت تقرر إنشاء المعهد، إلى جانب إعطائه الأوامر بحق العاملين في الرئاسة بالتأمين الصحي، وسرعان ما امتد ليشمل كافة أفراد الشعب، حسبما جاء في المذكرات التي نشرتها جريدة روز اليوسف، بتاريخ 26 سبتمبر1988
كان أعضاء مجلس الثورة في نظر جمال عبد الناصر هم أقرب الناس إليه، حتى بعد وقوع عدد من الخلافات بينهم، وكان يستشيرهم ويجلس معهم، ووفقا لمذكرات السكرتير الخاص بالزعيم الراحل، كان عبد الرحمن البنا على علاقة جيدة بالزعيم الراحل، إلى جانب صالح أبو رقيق الذي كان يلتقي به أيضا.
أما عن معاملة أولاده كان الزعيم الراحل عبد الناصر لا يحب تمييز أولاده عن باقي الشعب، وفي يوم طلب من السكرتير الخاص به أن يذهبوا إلى مدارسهم بالأتوبيس مثل بقية التلاميذ، حسبما جاء في مذكرات سكرتيره الخاص.
إضافة إلى ذلك، كان يحرص الزعيم على أن يرتدي أبناؤه ملابسهم من القطاع العام، ويقول السكرتير الخاص لعبد الناصر: "عندما كنا نسافر كنت أحاول أن أشتري لهم بعض اللعب الزيادة، ولكنه كان يغضب قائلا: أريد أن يشعروا أنهم أطفال عاديون وليسوا أبناء رئيس جمهورية".
"كانت أسرته هي كل حياته الخاصة، بينما كان بيته هو مكتبه"، هكذا وصف السكرتير الخاص بالزعيم عبد الناصر، طبيعة حياته، حيث كان يقضي داخل مكتبه وقتا طويلا حتى ساعة متأخرة من الليل، ليصعد بعدها إلى غرفته ليجد كومة من صحف العالم، وبجواره الراديو يستمع إلى نشرات الأخبار، ولا يطفئ نور غرقته قبل الثانية أو الثالثة فجرا.
كان عبدالناصر مستمع جيد حتى لهؤلاء الذين يختلفون معه في الرأي، فكان يرسل هدايا إلى أسر الذين تآمروا عليه، بخاصة في شهر رمضان، حتى أشد المتآمرين عليه إذا كان داخل السجن، يسأل عن زوجته وأولاده، وحسبما جاء في المذكرات، وصف عبدالمنعم عبد الرؤوف، بأنه "أخ" وحكمت الظروف السياسية أن يفترقا، ولذلك حضر خطوبة أولاده وجهز بناته للزفاف.
"عبد الناصر والفقراء"
يروي سكرتيره الخاص أن إحساس عبد الناصر بالفقراء كان مرهفا، فكانت تلمح عيناه أشياء لا يفكر فيها أحد، يلحظ ملابسهم وأحذيتهم وملابس الفلاح البسيط، وعندما كان يذهب إلى برج العرب، كان يقيم في بيت المأمور القديم، وكان يخرج ليسير على قدميه، يلتقي بعساكر الهجانة والخفراء، ويقول سكرتيره الخاص: "أذكر أنني رأيته أكثر من مرة يجلس على بطانية على الأرض مع بعض عساكر الهجانة ويتحدث إليهم، وكان يحب أن يختلط بالناس".
"بكام كيلو البامية؟ واللحمة تمنها كام؟" نموذج لأسئلة غريبة كثيرا ما كان يطرحها الزعيم الراحل على الأفراد الذي يلتقي بهم ، فحسب كلام السكرتير الخاص به، كان يهتم بالأفراد ولا يعتمد فقط على البيانات الخاصة بالحالة الاقتصادية والاجتماعية، وكان يحرص على متابعة حركة الأسعار والمواد الغذائية في الأسواق.
"بريد عبد الناصر"
كان بريد عبد الناصر متنوعا، رسالة من أحد الأفراد يطلب مساعدة، ورسالة من آخرين يطلبون التدخل في أمور شخصية خاصة بهم، حتى أنه تلقى رسالة في ذات يوم من أحد الموظفين المظلومين مليئة بالشتائم، ولم يكن منه إلا أن قال "هذا الرجل معذور وله كل الحق فيما قاله".
"علاقته بوالده"
كانت علاقته بوالده علاقة احترام، وسبق أن رفض تدخل والده ليساعده في الالتحاق بالكلية العسكرية، أما عمه "عم خليل" فكان له تاريخ وطني ومن ثوار ثورة 1919.
أما عن ملابسه، لم يهتم عبد الناصر بأناقته كثيرا، فكان القميص الذي يرتديه من"عمر أفندي" وثمنه جنيهان فقط، وكان يضيف إلى ملابسه كل عام بدلة أو اثنين فقط، حتى الأحذية كان يرفض تغييرها دائما ويقول: "أنا مستريح فيه انتو مالكم".
لم يهتم عبد الناصر بتكلفة ملابسه كثيرا ولا أن تكون باهظة الثمن حتى يكون أنيقا، فكان القميص الذي يرتديه من "عمر أفندي" وثمنه جنيهان فقط، وكان يضيف إلى ملابسه كل عام بدلة أو اثنتين فقط، وكان يفصل بدلته وأحذيته، حتى الأحذية كان يرفض تغييرها دائما ويقول: "أنا مستريح فيه انتو مالكم"، وحسبما جاء في المذكرات الخاصة بسكرتيره، كانت الألوان المفضلة لديه "الأزرق والرمادي".
كان يقضي عبد الناصر أوقاتا وسط أفراد أسرته المكونة من 5 أبناء، وفي عيد ميلاده كانوا يشترون له "تورتة" و"جاتوه" في احتفال بسيط لا يستغرق سوى دقائق قليلة.
قرار تأميم قناة السويس، لم يكن مفاجئا كما بدا للناس، بل كان مدروسا من قبل، وحسبما جاء في المذكرات، فإن كل القرارات التي بدت للناس على أنها ردة فعل على تصرفات معينة كانت مدروسة من قبل.