القومية العربية ومحاربة الاستعمار.. مبادئ أرساها «ماسبيرو عبدالناصر»

كتب: انتصار الغيطانى

القومية العربية ومحاربة الاستعمار.. مبادئ أرساها «ماسبيرو عبدالناصر»

القومية العربية ومحاربة الاستعمار.. مبادئ أرساها «ماسبيرو عبدالناصر»

وافق الزعيم الراحل جمال عبدالناصر فى إطار سعيه إلى تحقيق حلم القومية العربية، على فكرة الدكتور محمد عبدالقادر حاتم بتأسيس «إذاعة صوت العرب»، التى تم إنشاؤها فى 4 يوليو عام 1953، وكانت من أول وأشهر الإذاعات المصرية التى بُثت لجميع أقطار العالم العربى، حيث كانت وسيلة أساسية استخدمها «عبدالناصر» لبث خطاباته حول الوحدة العربية ومناهضة الاستعمار الأجنبى للبلدان العربية، إذ سطع نجمها فى حقبة الخمسينات والستينات من القرن الماضى، مع شبكة «الإذاعات الموجهة» المختصة بالدول الأفريقية والشبكة الثقافية، وشبكة القرآن الكريم.

أما التليفزيون المصرى فتعود فكرة إنشائه إلى عام 1954، عندما قدم الصاغ صلاح سالم مشروعاً إلى الرئيس جمال عبدالناصر لإنشاء إذاعة جديدة ومحطة تليفزيونية فوق جبل المقطم، حيث أبدى الأخير موافقته على الفور، وكلف المهندس صلاح عامر، وكيل الإذاعة للشئون الهندسية، بإنشاء مبنى الإذاعة والتليفزيون فى مساحة 12 ألف متر بشارع ماسبيرو بكورنيش النيل، بميزانية 108 آلاف جنيه. وبدأ العمل منذ منتصف الخمسينات فى تصميم الاستوديوهات ومحطات الإرسال الإذاعى، عن طريق دراسة وضع نواة للتليفزيون فوق جبل المقطم، وتطايرت حينها أنباء رسمية عن بداية البث التليفزيونى فى منتصف 1957، ولكن سرعان ما تعطل تنفيذ المشروع بسبب تداعيات العدوان الثلاثى.

وفتح باب التقدم بعطاءات لتنفيذ المشروع فى يوليو 1959، حيث أجريت دراسة فنية لها فى 3 أشهر، واختيرت شركة «R.C.A» الأمريكية لتنفيذ حلم إنشاء التليفزيون، واستقر الرأى آنذاك على استخدام النظام الأوروبى 625 خطاً و50 مجالاً للصورة فى الثانية الواحدة، حيث إنه الأكثر ملاءمة من الناحية الفنية للتيار الكهربائى المتردد المستخدم فى مصر بواقع 50 ذبذبة فى الثانية الواحدة. ولم يمر سوى 6 أشهر على بداية المشروع حتى تم الانتهاء منه، وبدأ الإرسال التليفزيونى فى 21 يوليو عام 1960، فى إطار الاحتفالات بالعيد السنوى الثامن للثورة، وبعد صدور تعليمات من القيادة السياسية بضرورة الانتهاء من هذا الإنجاز قبل مرور شهر يوليو وإتاحة الفرصة لإجراء البروفات الهندسية الخاصة بالاستوديوهات على مسرح قصر عابدين. وافتتح لأول مرة التليفزيون المصرى فى تمام الساعة السابعة مساء 21 يوليو 1960 ولمدة خمس ساعات يومياً، وبدأ الإرسال بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم إذاعة وقائع حفل افتتاح مجلس الأمة وخطاب الرئيس جمال عبدالناصر، ونشيد «وطنى الأكبر» ثم نشرة الأخبار ثم الختام بالقرآن الكريم.

واستهل التليفزيون المصرى إرساله بقناة واحدة، وكان محدداً بمعدل 6 ساعات يومياً، ثم ارتفع معدل ساعات الإرسال ليصل إلى 13 ساعة، بعد بدء إرسال قناة تليفزيونية ثانية فى 21 يوليو 1961، وتم إرسال قناة ثالثة فى أكتوبر 1985، ووصل متوسط ساعات الإرسال على القنوات الثلاث ما بين 25-30 ساعة يومياً.

{long_qoute_1}

من جانبها، قالت الإذاعية أسمهان البلك، نائب رئيس الإذاعة الأسبق، والتى بدأت عملها فى إذاعة «صوت العرب» منذ عام 1967 وتدرجت فى المناصب حتى تقاعدها فى 2002، إن «عبدالناصر أسس تلك المحطة التى كانت على رأس قائمة اهتماماته حينها لإرساء مبادئ القومية العربية»، وتابعت: «الإذاعة كانت سبباً فى توصيل صوت وفكر عبدالناصر من خلال بث خطاباته وأحاديثه إلى جميع البلدان العربية».

وأكملت: «الإذاعة عملت على مساندة الأفكار الثورية ومناهضة الاستعمار، ودعم المناضلين العرب ودعاة القومية العربية ومحاربة الرجعية، فكانت (صوت العرب) تمثل صوت مجاهدى الجزائر والمغرب وتونس»، واستطردت: «(صوت العرب) أسهمت بشكل كبير فى إنشاء العديد من الإذاعات العربية».

فى السياق ذاته، قال الإعلامى الكبير حسن حامد، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق، إن «(صوت العرب) كانت منبراً لتوصيل رسائل الزعيم الراحل عن القومية العربية، فعبدالناصر كان يعد من نجوم الراديو، فصوته كان جذاباً جداً، وخطبه أثرت فى الجماهير المصرية والعربية»، وتابع: «التليفزيون لم يكن له دور كبير ومؤثر فى الحقبة الناصرية، خصوصاً أنه كان محدداً بساعات إرسال معينة، لكنه حقق قفزة كبرى فى منتصف السبعينات».


مواضيع متعلقة