51 عاماً على قرار إنشاء قلعة «ألومنيوم نجع حمادى» والتطوير مرة واحدة فقط

كتب: رجب آدم

51 عاماً على قرار إنشاء قلعة «ألومنيوم نجع حمادى» والتطوير مرة واحدة فقط

51 عاماً على قرار إنشاء قلعة «ألومنيوم نجع حمادى» والتطوير مرة واحدة فقط

واحد وخمسون عاماً مرت على قرار الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، الذى تحل الذكرى المئوية لمولده بعد أيام، بتخصيص 5000 فدان فى صحراء «هو» بنجع حمادى، شمال قنا، لإقامة منطقة صناعية، عبارة عن مجمع لإنتاج الألومنيوم، يقوم على استغلال الفائض من كهرباء السد العالى، وبعد 9 سنوات من الإنشاء، وبالتحديد فى 27 أكتوبر 1975، بدأت خطوط إنتاج أكبر قلاع الصناعة فى الشرق الأوسط، بطاقة إنتاجية 166 ألف طن سنوياً، ومن وقتها لم تشهد المنطقة تطويراً فى الإنتاج سوى فى بداية الألفية، بتغيير الخلايا الروسية القديمة، ليصل الإنتاج إلى 320 ألف طن، كما انخفضت أعداد العمالة من قرابة 10 آلاف عامل إلى 6 آلاف عامل فى كافة قطاعات الشركة، وأصبحوا يعانون من مشكلات، بالتزامن مع ارتفاع تكاليف الطاقة فى الفترة الأخيرة، وتأثيرها السلبى على الأرباح.

ويقول عم أحمد الضوى، من الرعيل الأول للعمال الذين عملوا فى هذا الصرح الصناعى العملاق، وهو شاهد على تحويل الصحراء إلى مجتمع عمرانى ضخم يضم مئات العمال فى ذلك الوقت: «إن أول بداية عمل له فى مجمع الألومنيوم فى 20 مارس 1973 كان فى ورشة الإنتاج الخاصة بتدريب العمالة الفنية، ووصلنا وقتها إلى 1000 عامل والفرحة تزداد يوماً يعد يوم فى وجوههم بسبب الإنجاز الذى يعملون فيه، وكان يسود جو من المواءمة والمواطنة وحب الوطن والإصرار والعزيمة»، ويكمل «الضوى» الذى تمت إحالته للمعاش فى 2013، قائلاً: «فى 27 أكتوبر 1975 بدأ الإنتاج فى خلايا عنبرى 3 و4 بالمجمع، وكنت أعمل فى العنبر الثالث، ووقتها الدكتور يوسف إسماعيل كان المشرف على إنشاء المجمع حيث تم تعيينه رئيساً لمجلس الإدارة فى الفترة من 1969 إلى 1978، وقام بذح عجلين وعمل فتة، وتناولنا جميعاً الطعام مع بعض، إضافة إلى توزيع الحلوى التى جلبها من القاهرة خصيصاً بمناسبة الافتتاح»، ويضيف أنه فى عام 76 بدأ العمل فى العنبرين 1 و2 بالمصنع بعد الانتهاء من تركيب الخلايا الروسية لهما، ووصل الإنتاج وقتها إلى 166 ألف طن، واكتملت المدن السكنية وانتقل إليها العمال بأسرهم لتكتمل الصورة، وتتحول الصحراء الجرداء لتصبح مجتمعاً صناعياً متكاملاً فى كافة الخدمات.

{long_qoute_1}

يتذكر «الضوى» أول مرتب قبضه من مجمع الألومنيوم وكان 9 جنيهات و60 قرشاً، «كنت تستلمهم 9 ورقات فئة الجنيه، و50 قرشاً صحيحة، و20 تعريفة، كانت مليئة بالبركة لأنها كانت نتاج عمل كله جهد فى إنجاز هذا الصرح الكبير، وبعد اكتمال الإنتاج زاد المرتب بعد موافقة رئيس مجلس الإدارة، الذى كان يعمل معنا بإيده حتى اكتمل المصنع»، وتابع «كان المهندس زكى بسيونى، رئيس العنبر 3، الذى كنت أعمل فيه، يدفعنا إلى العمل ويقول لنا «اعملوا اللى فى دماغكم نفعت فى حل المشكلات التى تواجهكم، استمروا».

ويقول أحد المهندسين بالمصنع، رفض ذكر اسمه: «إن دولاً كثيرة اتجهت لصناعة الألومنيوم فى منطقة الشرق الأوسط وأصبحت رائدة فيه وإنتاجها يزيد على إنتاجنا 8 مرات، ومنها دولة الإمارات العربية، بينما لدينا لم يتم التطوير سوى مرة واحدة بزيادة الإنتاج من 166 ألف طن إلى 320 ألف طن، من خلال 552 خلية»، مشيراً إلى أن مجمع الألومنيوم به مساحات أراض غير مستغلة تستوعب توسعات لإنتاج أضعاف ما يتم إنتاجه سنوياً.

وأكد أن المجمع به أفضل العمالة الماهرة وخريجو المعهد الفنى الصناعى (الفلزات) فى العالم، مطالباً الحكومة بسرعة البت فى إنشاء خط الإنتاج الجديد بطاقة 250 ألف طن سنوياً.

وقال محمد بشارى، أحد العاملين: «الشركة توفر الدعم الكامل للعمال، من خلال توفير مساكن ورعاية صحية عن طريق مستشفى داخل المجمع لخدمة آلاف العمال وأسرهم، رغم أنه يحتاج إلى مزيد من الدعم فى توفير الكوادر الطبية، كما أن هناك نقصاً فى العمال، وبعدما كانوا قرابة 10 آلاف عامل، أصبحوا الآن ما يزيد قليلاً على 6 آلاف عامل، ما يمثل جهداً إضافياً عليهم، نظراً لتعاملهم مع خلايا بدرجات انصهار عالية. {left_qoute_1}

أما المهندس ياسر طاهر، رئيس نقابة العاملين بشركة مصر للألومنيوم، فقال: «إن العمال يتمتعون بكافة حقوقهم الصحية والاجتماعية فضلاً عن عمل تدريبات لهم على كل ما يطرأ فى العمل حتى يجيد التعامل مع خلايا الإنتاج، كما أن مرتباتهم منتظمة وعادلة، ويستلمون الأرباح بشكل دورى بحسب القانون، وفيما يتعلق بمشكلة تسوية المؤهلات للعاملين، فرد قائلاً «نحن كنقابة رفعنا قضية ضد الشركة، وحُدد لها جلسة فى 15 يناير الحالى للبت فيها».

وقال المهندس عبدالظاهر عبدالستار، رئيس مجلس إدارة شركة مصر للألومنيوم: «إن صحراء «هو» التى كانت جرداء، تحولت إلى شىء آخر بفضل القرار الجمهورى الحكيم من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر 1967 بإنشاء مجمع ألومنيوم نجع حمادى، قبل تحويل مسماه إلى «شركة»، سنة 69، لاستغلال الفائض من كهرباء السد العالى التى كانت وقتها 1500 ميجاوات، فبعد 6 سنوات من هذا القرار تحول الحلم إلى واقع، ضمن سياسة الدولة حين ذاك لعمل تنمية فى كل المجالات الاقتصادية، كما يفعل الرئيس السيسى فى الوقت الحالى».

وعن جهود تطوير الشركة، قال: «هناك خط إنتاج جديد وُضعت الدراسات اللازمة له، بتكلفة تتراوح ما بين 15 و16 مليار جنيه مصرى، لإنتاج 250 ألف طن سنوياً، زيادة عن الإنتاج الحالى، كما نقوم حالياً بأعمال التجديد للبنية التحتية بالمصنع، خاصة المبانى، لمرور أكثر من 40 عاماً على إنشائها»، وأضاف «عبدالظاهر»: مصر للألومنيوم تعطى شركة الكهرباء 10 ملايين جنيه يومياً، بتكلفة 3 مليارات و600 مليون جنيه سنوياً، بعد زيادة سعر الكيلووات إلى 72 ألف جنيه، موضحاً أنه كانت علينا مديونيات لشركة الكهرباء بمليار جنيه وتم تسديدها العام الماضى.

وأوضح أن الشركة منذ إنشائها لم تتعرض لخسائر، ولكن فى 2012 /2013 كانت الأرباح مليون جنيه، لظروف معينة فى هذه الفترة كان ضمنها انخفاض سعر الطن فى البورصة لأدنى مستوى له، ولكن الشركة كان صافى أرباحها فى العام الماضى ملياراً و700 مليون جنيه.

وعن مشكلة نقص العمالة، قال: «كرئيس شركة قمنا بعمل حصر لخريجى مركز التدريب والمعهد الفنى، وفى انتظار موافقة وزير قطاع الأعمال العام لتعيينهم»، مضيفاً «بالنسبة للعمال، فأنا أقوم بالمرور صباحاً بقطاعات المصنع، وأتمنى أن يسألنى العاملون عما يدور فى أذهانهم، بدلاً من نشر الشائعات على مواقع التواصل حول مشاكلهم وغيرها من الأمور».


مواضيع متعلقة