ديوان قصر عابدين: فتحه المخلوع لتلقى الشكاوى.. لكنه لم يعمل إلا فى عهد مرسى
ديوان قصر عابدين: فتحه المخلوع لتلقى الشكاوى.. لكنه لم يعمل إلا فى عهد مرسى
يذهب ويجىء كثيرا يحمل بضع وريقات إلى الداخل، ويخرج بأخرى تحمل رقما كوديا ورقما آخر للخط الساخن ويردد أكثر من مرة: «بعد عشرة أيام اتصلوا اسألوا، فيه خمسين واحد على التليفون ده مهمتهم يردوا عليكو»، اللاسلكى الموجود فى يمينه جعل أعين الناس متعلقة به «ده أكيد له هيبة جوه» علق بها أحد رواد ديوان المظالم بقصر عابدين، على الأستاذ أشرف -هكذا ينادونه- وهو الموظف المسئول عن جمع الشكاوى من المواطنين أمام الديوان.
العرق يتصبب من جبينه ومنديله الذى لا يغير اتجاهه المتصاعد بين يده ورأسه يمسح به القطرات المتساقطة من جبينه من شدة الحرارة، وهمّ الناس الرابض على كتفه أمام ديوان القصر، فالمهمة الثقيلة التى تبدأ فى الثامنة صباحا ولا تنتهى قبل الثامنة مساء، تعوّد عليها من أيام المخلوع ولكن الحال تغير: «قصر عابدين من زمان وهو بيتلقى شكاوى الناس ويبعتها لمكتب الرئيس.. الديوان طول عمره موجود لكنه بلا مظالم.. الناس كانت بتخاف تشتكى» يحكى الرجل الأربعينى عن الأيام الخوالى.
لا أحد يعلم ماذا يدور بالداخل، ولا عدد الموظفين أو من أين أتوا، وهل هم من مؤسسة الرئاسة أم منتدبون من الوزارات؟ يجيبك الأستاذ أشرف ضاحكا: «هى الناس ليها أكل ولا بحلقة.. إحنا بنشتغل وبنتعب بس يا رب ييجى بفايدة».
«مشرف خدمات القصر» هى وظيفة «أشرف» الذى أخفى رتبته واسمه بالكامل وزادت ثيابه المدنية الأمر تعقيدا، «إحنا كنا بنستلم حوالى 1500 شكوى يوميا دلوقتى العدد قل بقى تقريبا 800 بس فى اليوم»، وعن وجود موظفين من خارج مؤسسة الرئاسة يعملون بالديوان، يؤكد أشرف: «كل متلقى الطلبات من مؤسسة الرئاسة».
أكثر من 20 موظفا يتلقون طلبات المواطنين بقصر عابدين يتبعهم موظفون من وزارة التنمية الإدارية ولجان فض المنازعات مهمتهم فرز الشكاوى وحصرها والرد عليها حسب الاختصاص بالإضافة لمسئولين عن كتابة تقرير يومى يذهب إلى مكتب الرئيس.
«والله ما يصحش الصحافة بتقول علينا بنشرب الشاى بالياسمين»، يكاد يبكى وهو يتحدث من شدة غضبه من بعض وسائل الإعلام التى اتهمتهم بالحصول على رشوة، وتسليطها الضوء على مهمتهم فى الديوان، معتبرا أن المجهود الذى يبذله لا بد أن تقابله مكافأة وكلمة طيبة بدلا من التشكيك فى نوايا الموجودين خلف الأسوار الرئاسية «والله إحنا طلعان عنينا فى مساعدة الناس.. ماحدش فينا قاعد فى التكييف».
«شقق وتوظيف وإفراج عن مساجين».. هكذا تلخصت آمال المواطنين من ديوان المظالم كما يؤكدها رئيس الخدمات «عيش حرية كرامة إنسانية» نادى بها البسطاء رغم أن معظمهم لا يعرف مكان ميدان التحرير.
أخبار متعلقة
جوه ديوان المظالم بيحكى محكوم لحاكم.. عن الليالي الكحيلة
موظفو «ديوان القبة»: من نعيم زكريا عزمى إلى مظالم «ديوان مرسى»
نائبون عن أبنائهم وأشقائهم جاءوا ليشكوا «الخط الساخن» لأنه أصبح «باردا»
«هبة» أصغر بائعة لاستمارات التظلم أمام الديوان: «نفسى فى عروسة بتتكلم»
من سوهاج والمنيا والبحيرة والإسكندرية إلى ديوان المظالم بحثا عن «العدل والحل»
عسكرى الدورية أمام باب الديوان: «اللى يشوف بلاوى الناس تهون عليه بلوته»
«طريف» جاء ليزور أقاربه.. فأصبح «عرضحالجى ديوان المظالم»
عبد العزيز وزوجته.. مطلب واحد وجهتان للشكوى
يوم كامل قضته «الوطن» على رصيف «الشكوى لغير الله مذلة»
«تهانى» رضيت أن يكون راتبها 40 جنيها.. فاستكثرت الحكومة الرقم وقررت إيقافه
جاء يقدم شكواه وجلس ينتظر الرد.. وبالمرة يسترزق
خالد حمل صورة ابنته ضحية الإهمال الطبى واشترط: محاكمة الأطباء وضم ابنتى للشهداء
خاف على ابنيه من «البطالة» التى عانى منها 16 سنة.. فأخرجهما من المدارس وعلمهما صنعة
«عاليا» رحلة 30 سنة من البحث عن مأوى.. وحياة