بريد "الوطن"| قلب الأم وجحود الأبناء

كتب: بريد الوطن

بريد "الوطن"| قلب الأم وجحود الأبناء

بريد "الوطن"| قلب الأم وجحود الأبناء

حين نكتب عن الأم تعجز الكلمات عن التعبير، فالأم عطاء ورؤى ورمز للتفانى وإنكار الذات، الأم الوطن، والوطن الأم، لا انفصال بينهما، فكلاهما نحيا بين حنايا قلبه؛ الأُم العالم الأكثر رحابة وأمناً واطمئناناً وأغلى كنز فى الوجود، ولا نعرف قيمة الأم ومعاناتها إلا بعد أن نغدو آباء وأمهات؛ صغاراً وكباراً بحاجة دائمة لعطف الأم، فهى العصا لكفيف يتوكأ عليها، وهى اليد والقدم لذوى الإعاقة، وبرحيل الوالدين تُصبح الدنيا موحشة، فالإنسان مهما تقدم به العمر يظل بحاجة إلى دفء الأم، كما كتب الشاعر الفلسطينى محمود درويش: «أحنّ إلى خبز أمى، وقهوة أمى، ولمسة أمى، وتكبر فىّ الطفولة يوماً على صدر يوم، وأعشق عمرى لأنى إذا متّ أخجل من دمع أمى».

والقرآن الكريم أوصى بالوالدين ورفع مكانتهما فى أكثر من موضع وبالوالدين إحساناً، أكراماً وتبجيلاً لعظيم شأنهما، حتى وإن كانا على دين مغاير للأبناء، وخص الرسول (صلى الله عليه وسلم)، بأحقية الأم فى الصحبة ثلاث مرات، بينما جاء ذكر الأب مرة واحدة. ومن الوصايا بالوالدين فى المسيحية: «أكرم أباك وأمك تطول أيامك على الأرض». ومن الموروث الشعبى للحكاية، قصة خيالية مُؤلمة وردت فى كتاب «سنابل الزمن»، وقد صاغها الشاعر اللبنانى إبراهيم المنذر فى قصيدته الرائعة قلب الأم، تحكى القصة أن شاباً أحب امرأة شريرة، أحبها حتى الولع بها، فطلبت منه بأن يأتى لها بقلب أُمّهِ دليلاً وبرهاناً على صدق حُبّهِ لها، فيذهب الشاب ليقتل أمهِ، ويأخذ قلبها، وبينما هو فى طريقه إلى تلك المرأة الشريرة، تعثر وسقط من أعلى صهوة جوادهِ فتدحرج على الأرض، فهتف قلب أمهِ الدامى وهو معُفر بالتراب: «ولدى حبيبى هل أصابك من ضرر؟»، وعندما انتبه لفعلته النكراء والمشينة، ندم وبكى وقرر الانتحار، واستل خنجره لكى يطعن نفسه، فناداه قلب أمه: «كُف يدك؛ لا تطعن فؤادى مرتين».

                                                        حنان عمار

 

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي

bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة