روسيا والصين: استمرار رفض التدخل العسكرى.. وترحيب بموقف البرلمان البريطانى
روسيا والصين: استمرار رفض التدخل العسكرى.. وترحيب بموقف البرلمان البريطانى
أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس، معارضتها صدور أى قرار أممى لتبرير استخدام القوة ضد سوريا، مؤكدة أن المرحلة الراهنة تتطلب أن يتخذ الجميع الخطوات الضرورية للحيلولة دون تراجع الوضع أو أى عمليات لاستخدام القوة ضد سوريا. وقال جينادى جاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسى: «إن روسيا تعمل حاليا على تحقيق ذلك، وترمى جهودنا إلى هذا الهدف». وأشارت وكالة أنباء «رويترز» إلى أن الدبلوماسيين الغربيين يحاولون تمرير مشروع قرار فى مجلس الأمن، اقترحته بريطانيا، لفتح الطريق أمام العملية العسكرية المحتملة فى سوريا.
ورحب «الكرملين» الروسى، من جانبه، برفض مجلس العموم البريطانى أى تدخل عسكرى فى سوريا، مؤكدا أن أى عملية عسكرية من هذا النوع ستسدد «ضربة كبرى» للنظام العالمى، وتزعزع استقرار المنطقة بأكملها.
من جانبه، بحث وزير الخارجية الصينى وانغ يى، خلال عدد من الاتصالات الهاتفية مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، ونظيره الألمانى جيدو فيسترفيلى والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربى، القضية السورية والأزمة الحالية. وقالت الخارجية الصينية، فى بيان لها: إن «وانغ» تبادل وجهات النظر خلال الاتصالات مع الأطراف الدولية، وأضافت أنه أكد لـ«كى مون» أن استخدام القوة لن يؤدى إلى حل المسألة السورية.
من جانبه، حذر وزير الخارجية اللبنانى فى حكومة تصريف الأعمال، عدنان منصور، من أن أى عدوان على سوريا سيقلب الموازين فى المنطقة. وقال وزير الخارجية اللبنانى: «إن أى عمل عسكرى ضد أى دولة من دون موافقة مجلس الأمن هو (بلطجة)»، لافتاً إلى أن «الاعتداء على سوريا هو عدوان خطير إذا لم يوافق مجلس الأمن عليه». وقال «منصور» إنه لا يخشى من مشاركة حزب الله أكثر فى الحرب السورية.
وقالت مصادر فى المعارضة السورية لوكالة أنباء «رويترز»، أمس: إن قوات «الأسد» نقلت عدة صواريخ «سكود» وعشرات القاذفات من قاعدة فى شمالى دمشق، ربما لحماية الأسلحة من هجوم غربى. وقال دبلوماسيون مقيمون فى الشرق الأوسط: إن نقل الأسلحة من موقعها عند سفح جبال «القلمون»، الذى يعتبر من أشد المناطق تسليحا فى سوريا، يبدو جزءاً من عملية إعادة انتشار احترازية، لكن محدودة، لعتاد فى مناطق بوسط سوريا. وقال الرئيس السورى بشار الأسد، خلال لقائه وفدا من قيادات الأحزاب ونواب البرلمان اليمنى: «إن التهديدات ستزيد تمسكها بمبادئها الراسخة وبقرارها المستقل النابع من إرادة شعبها».
من جانبه، أكد مصدر عسكرى سورى أن هدف أى هجوم أمريكى على سوريا هو فتح الطريق أمام الميليشيات والجماعات المسلحة، وفى مقدمتها «جبهة النصرة»، لدخول العاصمة دمشق، مشيرا إلى أن الجيش السورى يخوض منذ نحو عامين ونصف العام حربا شرسة ضد هذه الجماعات.
ونقلت صحيفة «النهار» اللبنانية، عن مسئول دولى وصفته بـ«الرفيع»، قوله إن الأسلحة الكيماوية المستخدمة فى سوريا تحتاج إلى عملية تصنيع معقدة ليست متوافرة إلا لدى الدول. وأضاف: «التحليل الأولى للعينات الذى أخذها مفتشو مهمة تقصى الحقائق فى الادعاءات ذات الصلة باستخدام الأسلحة الكيميائية فى سوريا من المواقع التى زاروها والمصابين الذين عاينوهم قرب دمشق، يشير إلى (أدلة قيّمة) على أن (أسلحة كيميائية مسلّحة) استُخدمت، بمعنى أنها تحتاج إلى عملية تصنيع معقدة ليست متوافرة إلا لدى الدول، وهى غير الأخلاط الكيميائية التى يمكن أن تركب منزلياً أو يدوياً».
ودعت الجزائر، مساء أمس الأول، المجتمع الدولى إلى تشجيع ودعم الأطراف السورية على الانخراط فى عملية سياسية لإخراج البلاد من أزمتها. وقال وزير الدفاع الإيرانى حسين دهقان: «إن البادئ بأى حرب فى المنطقة سيكون هو الخاسر الأكبر فيها»، مؤكدا أن إيران تراقب الوضع والتطورات الأمنية فى المنطقة. وأعلن تجمع من الشباب الإيرانى عن استعدادهم للتوجه إلى سوريا والجهاد ضد ما سموه «الصهاينة»، داعين الحكومات الإيرانية والعراقية إلى فتح المجال أمامهم للتوجه إلى سوريا، كما دعوا الحكومة السورية إلى السماح لهم بالحضور إلى مرتفعات الجولان، وتوفير الغطاء الصاروخى والمدفعى لهم، ليتمكنوا من القيام بالعمليات البرية من أجل تحرير الأراضى المحتلة.