"بلوك شين" سلاح ردع لـ"بتكوين".. وسيلة "الاحتيال" في مصر

كتب: أيمن صالح

"بلوك شين" سلاح ردع لـ"بتكوين".. وسيلة "الاحتيال" في مصر

"بلوك شين" سلاح ردع لـ"بتكوين".. وسيلة "الاحتيال" في مصر

قفز سعر العملة الإلكترونية "بتكوين" بشكل حاد خلال الربع الأخير من 2017، ما أثار الطلب على العملات الرقمية والمخاوف -في الوقت نفسه- بشأن فقاعة محتملة على وشك الانفجار، وتزايد الانتباه نحو "بلوك شين" التي يتم تداول العملات الرقمية عن طريقها.

وتعالت التحذيرات بشأن "بتكوين" من احتمال كونها فقاعة أو احتيالًا، خاصة مع تنامي الاهتمام بالعملات الرقمية، بينما بدأت العديد من القطاعات الصناعية والخدمية في استكشاف مدى الاستفادة من "بلوك شين" في الفترة المقبلة .

ووفقا لتقرير حديث لـ"إيكونوميك تايمز"، جاء السؤال الذي حير الكثيرون حول العالم: "هل سيكون 2018 عام "بتكوين" أم "بلوك شين"؟ وخصوصًا مع إعلان عدد من البنوك المركزية الحرب رسميًا على العملات الرقمية "البتكوين" التي لامست الـ18 ألف دولار خلال ديسمبر الحالي.

وتواجه "بتكوين" وغيرها من العملات الرقمية تحديات تنظيمية في دول عدة حول العالم، الأمر الذي يُبْطء من تقنينها ويؤدي إلى حظرها من المزيد من الحكومات.

وتشير التوقعات إلى استمرار الطلب على العملة الرقمية في 2018 مع احتمالية قبولها في بعض المعاملات، فيما تدرس بنوك مركزية إطلاق عملات رقمية خاصة بها والتحكم في معاملاتها في ظل إقبال مواطنيها على العملات الرقمية البعيدة عن هيمنتها.

ووفقًا لخبراء دوليين، فإن "بتكوين" وغيرها من العملات الرقمية؛ تعد ملاذًا آمنًا لجرائم غسل الأموال والالتفاف على القانون والعقوبات الدولية من جانب بعض الحكومات مثل كوريا الشمالية والفساد والتهرب الضريبي وغيرهما، وأن أكثر ما يقلق المستثمرين التذبذبات الحادة في سوق العملات، والتي ظهر جانب منها في الآونة الأخيرة، حيث قفزت "بتكوين" متجاوزة حاجز 20 ألف دولار، ثم سرعان ما هبطت أدنى 11 ألف دولار في غضون أيام قليلة.

- "بلوك شين" سلاح شرعي مضاد

وفي المقابل ومع كل تلك المخاوف، يزداد دعم المستثمرين وقطاعات صناعية وتجارية وزراعية لتكنولوجيا "بلوك شين" بسبب فوائدها الواعدة التي تشمل خفض التكاليف وتدشين نظام لا مركزي يحفظ البيانات ويحميها من الاختراق، إذ يمكن استخدام "بلوك شين" بدلًا من جميع المعاملات التي تتطلب سلطة مركزية للتصديق عليها.

ومن المرجح تزايد استخدامات "بلوك شين" في العام المقبل، لا سيما داخل مؤسسات مالية كبرى ستتيح للعملاء التفاعل مع بعضهم البعض، وسيزداد الوعي والتحذير بشأن "بتكوين" في العام المقبل، بينما ستدخل "بلوك شين" كتكنولوجيا جديدة في أعمال حكومية وشركات القطاع الخاص.

- "بتكوين" أسوأ الفقاعات الإلكترونية المحتملة

أشار بعض المحللين والمستثمرين إلى أن "بتكوين" والهوس المحيط بها يذكرهم بفقاعة "دوت كوم" وثورة الإنترنت، وربما يكون ذلك السبب وراء مخاوفهم بشأن العملات الرقمية.

ووصفت "بتكوين" بأنها أسوأ الفقاعات التي مرت على الاقتصادات في التاريخ، وتكمن خطورة انفجار فقاعة "بتكوين" في أن البعض يستدين من أجل اقتنائها ما يجعل مخاطرها تتسرب للأسواق العالمية.

وبحسب تقرير لـ"ماركت ووتش"، فإن تكنولوجيا "بلوك شين" ستكون ثورية وبدأت بالفعل تغير من طريقة تعامل العالم مع الأموال وعدم الحاجة لأي وسطاء، فضلا عن تميزها بصعوبة الاحتيال أو التزوير في المعاملات عن طريقها.

كما توقع بنك "يو بي إس"، زيادة الاستثمارات في "بلوك شين"، مشيرا إلى أنها ربما تضيف ما بين 300 مليار و400 مليار دولار للقيمة الاقتصادية عالميًا بحلول 2027، كما أنها ستحدث تأثيرًا في قطاعات الرعاية الصحية والمرافق وأسواق الأسهم.

وستستفيد الشركات من "بلوك شين" في طرق تسجيل وتتبع الممتلكات وبيانات العملاء ومشاركتها، والتعامل مع الأسواق وإدارة الأصول بكفاءة ودقة.

وعلى غرار ما أحدثته شركات الإنترنت من تغيير في الأنماط الاقتصادية، ستحدث "بلوك شين" أيضًا إعادة هيكلة للاقتصادات والأعمال وسط تفاؤل على المدى الطويل بشأن هذه التكنولوجيا وعالم جديد يلوح في الأفق بسببها.

ومحليًا حذّرت الهيئة العامة للرقابة المالية، من التداول على العملات الإلكترونية خاصة بتكوين، وقال الدكتور محمد عمران رئيس الهيئة في بيان سابق لهيئته، أنها وسيلة للاحتيال على أي مواطن يطمح في الثراء السريع.


مواضيع متعلقة