«دبور»: الفكرة كانت الأقرب إلى عالم السينما.. ورحلة البحث عن منتج لم تكن سهلة

«دبور»: الفكرة كانت الأقرب إلى عالم السينما.. ورحلة البحث عن منتج لم تكن سهلة
- فوتو كوبي
- هيثم دبور
- شيرين رضا
- محمود حميدة
- جائزة أفضل فيلم
- فوتو كوبي
- هيثم دبور
- شيرين رضا
- محمود حميدة
- جائزة أفضل فيلم
البداية كانت مع قصة قصيرة بعنوان «فوتوكوبى» ضمن المجموعة القصصية «إشى خيال» للكاتب هيثم دبور، قبل أن يُقرر أن تكون قصة فيلمه الروائى الطويل الأول، موضحاً: «أرى أن كل القصص فى مجموعة (إشى خيال) يمكن تحويلها إلى سيناريوهات أفلام، فى أثناء كتابتها عملت عليها بخيال سينمائى مختلف، لكن (فوتوكوبى) كانت الأقرب إلى عملية التحويل، أو التى اهتممت بتحويلها إلى سيناريو، خصوصاً بعد ما أرسلت القصة إلى المخرج تامر عشرى تحمّس لها بدرجة كبيرة، وبالتالى بدأت العمل عليها كسيناريو، وبمجرد الانتهاء منها بدأت خطوات لها علاقة بالتطوير والتنفيذ، ولم تكن لدىّ مشكلة فى أن يكون الفيلم هو التجربة الروائية الطويلة لى أنا والمخرج معاً، ولم يكن هناك قلق أو خوف من هذا الجزء فى المشروع، ولدىّ أصدقاء مخرجون قدّموا أعمالاً سينمائية من قبل، وهذا الفيلم يشبه تامر عشرى، فكان اختيارى الأول لإخراج المشروع، خصوصاً أن السينما عمل مشترك، وبالتالى لا بد أن تجد المخرج الذى تستطيع التفاهم معه حتى يخرج العمل بصورة نرضى عنها، والمعيار الأساسى بالنسبة لى هو مدى التشابه بين المشروع والمخرج، وهل سيستطيع الإضافة إليه أم لا».
وقال «دبور» لـ«الوطن» إن رحلة البحث عن منتج للفيلم لم تكن سهلة، خصوصاً أن العمل يدور حول قصة حب بين اثنين من الكبار فى السن، وهو ما يعتبر مختلفاً قليلاً عن السائد، متابعاً: «بحكم عملى فى عدد من البرامج الكوميدية كان يتوقع الجميع أن أول عمل لى سيكون فيلماً كوميدياً، لكننى كنت أريد تقديم نفسى للسينما بشكل ومنطق مختلف، وبالتالى كنت مهتماً بتقديم تجارب مختلفة، وهو ما يتطلب وقتاً، ونحن كنا محظوظين بتحمّس المنتج صفى الدين محمود وشركة «ريد ستار» للفيلم، خصوصاً أنها تقدّم نوعية مختلفة من الأفلام، وكانت الخطوة التالية هى إيجاد ممثلين مناسبين للأدوار المكتوبة، سواء (محمود) أو (صفية)، ولم نواجه مشكلة فى إقناعهم بالوجود فى الفيلم، حيث وجدنا ترحيباً من جانبهم، دور صفية كان صعباً، ولن تقبله أى ممثلة بسهولة، حيث تقوم بدور سيدة مسنة ومريضة، وهو النقيض تماماً لشيرين رضا، وكنت متوقعاً رفضها الدور، لكن بعد مرور 48 ساعة تلقينا منها مكالمة هاتفية توافق على المشاركة فى الفيلم، وأرى أن موافقتها على الدور جرأة منها، وثقة زائدة من شيرين فى نفسها كممثلة وكسيدة، بأن الدور لن يؤثر على صورتها أمام الجمهور».
{long_qoute_1}
وأضاف: «أثناء الكتابة كنت متأثراً بأشياء كثيرة، خصوصاً أن الكتابة بالنسبة لى متعة قبل أن تكون مهنة، وأعتبرها مرحلة تجريب فى الوقت الحالى، أفضل الكتابة عن حالات مختلفة بأساليب سرد مختلفة، وخلال الكتابة تأثّرت بحى عبده باشا، الذى تدور فيه أحداث الفيلم، متأثراً بمهنة الصحافة وانقراضها، فضلاً عن علاقة الكبار فى السن بالجيل الجديد».
وأوضح مؤلف فيلم «فوتوكوبى» سبب قيام ابن «الست صفية» بطردها من المنزل بمجرد معرفته برغبتها فى الزواج من «محمود»، قائلاً: «هو بالنسبة لصفية انتظار ما لا يجىء، الغائب دائماً، لكنها تتمنّى له النجاح والسعادة، هو ليس شخصاً سيئاً، لكنه وفقاً لتعبيرها (السكينة سرقاه)، حتى عندما تخبره بموعد فحص (الماموجرام) للتأكد من خلوها من الأورام السرطانية، يعرض عليها مبلغاً مالياً، وهى ليست فى حاجة إلى أموال، لكنها محتاجة إلى وجوده بسبب الوحدة التى تعانى منها، وهو ما جعلها فى حاجة إلى (محمود) فى حياتها أو القطة الموجودة أمام باب منزلها، وهو كشاب لا يريد أن تتزوج أمه بعد وصولها إلى سن كبيرة بعد وفاة والدها، وأنا رأيت هذا النموذج بالفعل فى الحياة، فهناك من يستكثرون الحياة على الشخوص الأخرى، فالعلاقة بينهما فيها نوع من التسرّع والأنانية والتنميط، فهو ينمّطها فى شكل ما ولا يفهم أن لديها احتياجات مختلفة فى المشاعر، وبالتالى يرى رغبتها فى الزواج خروجاً عن العقل، ويلجأ إلى أى طريقة حتى يثنيها عن قرارها».
وأضاف: «كل الأعمال التى نُقدّمها بها جزء من تجاربنا وخلاصة مشاهدتنا فى الحياة، الاحتكاك بالبشر دائماً يمنحنا تلك المساحة، وأعتقد أن الفيلم به مساحة من الشخوص الذين أحب أن أكون موجوداً معهم حتى فى تفاصيلهم الصغيرة، وهؤلاء الأشخاص أنا رأيتهم فى حياتى الطبيعية، سواء (عبدالعزيز) أو (عثمان)، الفيلم يشبهنى بشكل كبير، وبه حكايات قريبة منى، واعتمدنا على الكوميديا النابعة من الموقف، فالكتابة الكوميدية سهلة بالنسبة لى، لكن التحدى فى كتابة كوميديا تشبه الشخصيات، فهى مواقف مرحة أكثر منها كوميدية، وتلك هى طبيعة حياتهم، والممثلون كانوا موفقين فى أدوارهم، فهم عناصر جيدة، وبالتالى خرجت الكوميديا بشكل غير مفتعل».
وعن ظهور المخرجين خيرى بشارة وأمير رمسيس فى مشهد قصير بالفيلم، قال الكاتب والسيناريست هيثم دبور: «ظهورهما فى الفيلم كان فكرة المنتج صفى الدين محمود، اقترحها على المخرج تامر عشرى ووجدنا أنها فكرة لطيفة، والسيناريو كان دون أسماء شخصيات، وكان يرى أن المشهد يسمح بوجود شخصيات مفاجئة تُضفى نوعاً من الكوميديا اللطيفة على المشهد، خصوصاً أن مشاهدى السينما يحتدّون عليهم بسبب عدم قدرتهم على قراءة الترجمة، وبالتالى يتحدّثون أثناء العرض بصوت مرتفع، وبالتالى كان من الجيّد تخفيفه بوجودهم، حتى لا يكون وقحاً أو عنيفاً، ليكون المشاهد سعيداً بمجرد رؤيتهم على الشاشة».