هل تعترف نقابة الصحفيين بـ"صحافة الفيديو" رسميا قريبا؟

كتب: سارة سعيد

هل تعترف نقابة الصحفيين بـ"صحافة الفيديو" رسميا قريبا؟

هل تعترف نقابة الصحفيين بـ"صحافة الفيديو" رسميا قريبا؟

شارك 30 عملا من صحافة الفيديو لأول مرة في مسابقة "مصر 2017 لأفضل صورة صحفية"، التي تنظمها شعبة المصورين بنقابة الصحفيين، في الحفل الذي أقيم أول أمس بقاعة الكلمة بساقية الصاوي الثقافية، بحضور النقيب عبد المحسن سلامة، وهو الأمر الذي أعاد طرح التساؤل "هل تعترف نقابة الصحفيين بصحافة الفيديو رسميا قريبا؟".

"هتعترفوا بينا إمتى؟".. هذا التساؤل كان رد فعل غالبية صحفيي الفيديو الحاضرين بالقاعة، أثناء كلمة نقيب الصحفيين، وإشادته بتنظيم شعبة المصورين لهذه المسابقة، فعلى الرغم من فرحة المشاركة وتوتر النتيجة وترقب الفوز، لم ينس هؤلاء المجتهدين أن نقابة الصحفيين تخلو من أي توصيف "رسمي" لهم كنظرائهم من المحررين والمصورين وغيرهم.

مشاركون وفائزون.. و"آملون"

هدير صالح، صحفية فيديو بموقع "فيتو"، شاركت بعملين في المسابقة، أحدهما عن صناعة الطوب والآخر عن محاجر المنيا، اعتبرت أن مشاركة صحافة الفيديو لأول مرة في أقسام مسابقة رسمية تابعة للنقابة "خطوة جيدة"، في اعترافها بقيمة هذه الفئة من الصحافة.

وترى هدير أن النقابة في ظل التطور التكنولوجي عليها إلى جانب استحداث شعبة لصحفيي الفيديو، أن تفعَّل "الأرشيف الإلكتروني أيضا، حتى يمكن أرشفة موضوعاتهم الصحفية بطريقة تتيح عرضها بسهولة دون تخوفات من إهمالها أو عدم عرضها نظرا لكونها "محتوى فيديو" له طبيعة خاصة عكس الموضوعات التحريرية والصور.

توصيف "محرر" سبب ضيقا لمحمد جمال العزالي، صحفي فيديو بموقع المصري اليوم والفائز بالمركز الثالث بالمسابقة، أثناء إمضائه عقد التعيين، كونه صحفي فيديو بالأساس وليس محررا، قائلا لـ"الوطن"، "أنا مش بس محرر، أنا معد ومصور ومونتير ومحرر، ولكن لأن النقابة لا تعترف بصحافة الفيديو ومفيش فيها شعبة زي المصورين، فاتكتب محرر".

فور علمه بتنظيم المسابقة لفئة صحافة الفيديو لأول مرة، سارع العزالي وزملاؤه بالقسم للاشتراك بأعمالهم الصحفية، خاصة وأنها ستكون فرصة في حضور نقيب الصحفيين لتسليط الضوء على صحافة الفيديو باعتبارها "صحافة المستقبل ولغة العصر"، فيقول "محدش دلوقتي بقى عايز يشوف صور أو تقرأ خبر بس، الناس بقت عايزة تشوف فيديوهات حية، وهو ده اللي إحنا بنقدمه"، وأمل الغزالي بعد خطوة المسابقة أن يكون هناك شعبة بالنقابة لصحافة الفيديو، حتى يقدم أرشيفه الصحفي كـ"صحفي فيديو" وليس "محرر" فقط.

"ملك".. طفلة تعيش في النيل وتحلم بـ"مرسي" هو العمل الفائز بالمركز الأول في فئة صحافة الفيديو، للصحفيين بموقع "مصراوي" إحسان رمضان ونسيم عبدالفتاح، إحسان التي بدأت العمل في صحافة الفيديو منذ أشهر تقول إن الفيديو أصبح مطلب الناس عن الموضوعات المكتوبة، فالسرعة والجذب هي التي تحكم الآن والملل هو الشبح الذي يضيق المجال على "الكتابة" ويفسحه أمام صناعة "الفيديو".

استشهدت إحسان بقصتها الفائزة بالمركز الأول بالمسابقة، قائلة "نفس القصة لو كانت مكتوبة في الجورنال ممكن مكنش حد هيلتفت ليها زي ما يشوف بعينه معاناة ملك، وهي بتحكي إزاي عايشة وإزاي أخوها مات بسبب كهربا في المركب، وعن حياتها وبتحلم بإيه، لو كل ده اتكتب كمعلومات عادية مكنش هيبقى في نفس التعاطف وتقديم المساعدة اللي حصل مع القصة لما اتصورت فيديو وعيشنا الناس حياتها ومعاناتها، مامتها نفسها قالتلي إن كتير صحفيين جم اتكلموا معانا لكن محدش صور قبل كده، وعندها أمل إن الناس لما تشوف معاناتها إن حد يساعدها فعلا".

الأرشيف –المعطل- الورقي

"الأرشيف" هو مصدر فخر كل محرر عند تقديمه للالتحاق بعضوية النقابة، أما بالنسبة لصحفيي الفيديو فهو مصدر الخوف الأكبر، الذي يدفعهم في أغلب الأحيان إلى كتابة قصصهم المصورة "فيديو" كـ"نص مكتوب" لتقديمه للجنة، خوفا من عدم قبولهم، نظرا لعدم وجود شعبة داخل النقابة تعترف بهم كصحفيين.

أسامة الديب، رئيس قسم المالتيميديا بموقع مصراوي، اهتم كغيره من صحفيي الفيديو عند تقديم أوراق التحاقه بالنقابة بالأرشيف الورقي، فيقول عن ذلك "ده كان بسبب إن الصحفي لغاية إنهاردة محطوط في خانة الورقي، فالورقي "مقدس" عند معظم الصحفيين وليس النقابة فقط"، معتبرا أن المستقبل لـ"الفيديو"، لذا اهتم قسمه بالمشاركة بـ11 عملا، فاز منهم اثنان.

وفي حديثه لـ"الوطن"، سلط "الديب" التركيز على فكرة “one man crew”، التي تعمل بها معظم وسائل الإعلام والصحف العالمية، وبدأت في مصر من خلال تجارب فردية أو في بعض أقسام الفيديو بالصحف والمواقع، معتبرا أن صحفي الفيديو يبذل مجهودا مضاعفا وأكبر بدءا من إعداد الفكرة وتنفيذها، مرورا بخوف الناس من الكاميرا، وحتى مرحلة المونتاج التي تحتاج وقتا إضافيا أطول، إلى جانب أنه يقوم بكتابة القصة أيضا، أي أن صحفي الفيديو يقوم بثلاث مراحل عمل كلهم من الشارع ولا يمكن إنجازهم من مكتب أو تليفون.

اهتمت رغدة أيمن، صحفية فيديو بجريدة الوطن، بالأرشيف عند تقديم الالتحاق لعضوية النقابة أيضا، وكان قلقها من عدم تقدير طبيعة عملها التي هي أشمل وأعم من عمل المحرر فتقول "أنا بعمل نفس شغل الصحفي، بنزل وبصور وبكتب أخبار، لكن النقابة مش شايفانا دايما صحفيين، رغم إني بنزل وبروح اشتباكات على سبيل المثال، وأحاول أجيب لقطات أحيانا المحرر مبيعرفش يجبها وهو في المكتب".

 

لجنة التحكيم.. و"شعبة صحافة الفيديو"

عن مشاركة صحافة الفيديو لأول مرة في مسابقة تابعة للنقابة، يقول رئيس قسم المالتيميديا بالمصري اليوم، أبانوب عماد، وعضو لجنة تحكيم فئة صحافة الفيديو بالمسابقة، لـ"الوطن" إن أهم ما يميز هذه المسابقة هو أنها تمثل جيل الشباب الحالي الذي بدأ صحافة الفيديو في عدم وجود أي معايير واضحة لطبيعة عمل صحفي الفيديو، ولم يكن هناك تدريبات في هذا المجال، وحتى الآن لم تدرس في كليات الإعلام بشكل متخصص إلا نادرا، وبناء عليه لم يكن هناك أي معايير لصحافة الفيديو عامة وتنظم لها مسابقة خاصة.

7 معايير احتكمت لها لجنة التحكيم في المسابقة، يقول عنها أبانوب "أن بهذه المعايير، أرست المسابقة قواعد محددة وواضحة يعمل من خلالها الصحفيين في هذا المجال فيما بعد، ويمكن الاحتكام لها في أي تجربة"، هذه المعايير السبعة هي جزء من معايير كثيرة دولية ومحلية، وهي كما أسردها عضو لجنة التحكيم: المحتوى والمضمون، سرعة الإيقاع، المادة الفيلمية المرفقة في الفيديو، التصوير، والصوت والماكساج، والمونتاج، والإخراج.

40 عملا صحفيا قُدم للمسابقة من مختلف الجرائد والمواقع الصحفية، اعتبره رئيس قسم المالتيميديا بالمصري اليوم زخما، وفقا للمعايير التي حددتها اللجنة، ستمثل ضغطا فعليا على المؤسسات والنقابة بأن صحافي الفيديو ليسوا مجرد مصورين، إنما يجب إرساءها كمهنة لها معايير، مؤكدا "شئنا أم أبينا صحافة الفيديو موجودة، ومعترف بها بالرغم من عدم اعتراف النقابة بها، ولكن الفكرة ترتكز على الاحتكام لسوق العمل، وهو ما أرسته المسابقة من خلال زخم المشاركات بها، وسلطت الضوء عليه في حضور نقيب الصحفيين وقيادات الهيئة الوطنية للصحافة، وهو ما يدفع النقابة لإيجاد حلول لمشكلة صحافة الفيديو ومثلها أيضا المواقع الصحفية الإلكترونية غير المنتمية لمؤسسات.

حاولنا التواصل مع نقيب الصحفيين هاتفيا إلا أنه لم يجب، ولكن الدكتور حسن عبدالله، عضو لجنة التحكيم أكد لـ"الوطن" أنه توجه بسؤال مباشر إلى نقيب الصحفيين عقب الاحتفالية هو "متى يكون لصحفيي الفيديو الفرصة للالتحاق بنقابة الصحفيين"، وأجابه النقيب عبدالمحسن سلامة أنهم يحاولون إصدار قانون الصحافة الجديد، وأنه شخصيا أصبح مؤمنا أن صحافة الفيديو جزء لا يتجزأ من الصحافة عموما، ولذا سيحاول تفعيل جزء من القانون ليكون صحفيي الفيديو أعضاء بالنقابة.

وعن اعتراف نقابة الصحفيين بصحفيي الفيديو، قال الدكتور حسن عبدالله أن هذه الخطوة تأخرت 40 عاما، وأنه حان الوقت ليكون صحفيو الفيديو جزء لا يتجزأ من نقابة الصحفيين، خاصة وأن "السوشيال ميديا" أصبحت مستقبل الصحافة وهم صحفيون متخصصون في ذلك، مضيفا أنه اقترح على كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، تكريم مؤسسي صحافة الفيديو الذين بدئوا إرسائها، وهما لا يزيدوا عن 7 أشخاص، وهم في الأساس الذين حلوا محل الأجانب الذين كانوا يعملون مع الوكالات الأجنبية في مصر.

 


مواضيع متعلقة