"المراقبة".. بعبع يطارد الطالب من النظارة للكاميرا: "الغش هيفضل موجود"
![عبد الرحمن خليفة](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/21237840731514647436.jpg)
عبد الرحمن خليفة
المراقبة.. عملية مرتبطة بكل امتحان، بطلها الدكتور أو المدرس، يعتبرها الطلبة "بعبع" يطاردهم في جميع مراحلهم التعليمية، يتقمص أدوارًا مختلفة تطورت بمرور الزمن، بداية من النظارة السوداء التي كان يرتديها المعلم ليخفي حركة عينه عنهم، وصولًا للكاميرات داخل قاعات الامتحان، التي تطبق لأول مرة في كلية حقوق عين شمس، لمحاربة الغش، محاولات كثيرة للقضاء على تلك الظاهرة التي تتناسب طرديًا مع كل مقترح جديد،
شروق أكرم، طالبة في الفرقة الرابعة بكلية الألسن عين شمس، تكره المراقبة منذ صغرها، فذاكرتها ما تزال تحتفظ بصوت المعلم الذي كان يردد بصوت مسموع داخل الفصل: "باقي نص ساعة ونلم الورق"، منزعجة من تلك الطريقة التي كانت تقلقها وتزيد من توترها داخل اللجنة: "مهما عملوا الغش مش هيقل برده".
وتحكي: "أن محاولات تقليل الغش داخل اللجان تزيد يوم بعد يوم دون تأثير واضح، بداية من ترك مسافات كبيرة بين الطلبة وزيادة عدد الدكاترة في اللجنة الواحدة"، وصولًا لكاميرات المراقبة: "فكرة سيئة جدًا، صعب أننا نقعد وحاسين أن فيه حاجة متسلطة علينا، هتزود التوتر" موضحة أن الأفضل طبع أكثر من نموذج امتحان وتوزيعه بشكل عشوائي".
"40 كاميرة مراقبة في مبنى الامتحانات" يضحك ساخرًا عبدالرحمن خليفة الطالب بالفرقة الرابعة بكلية حقوق عين شمس، من ضخامة العدد، متذكرًا المراقب الذي كان يطلق سراح اللجنة للطلبة من أجل الغش، وآخر يجد أنها فرصة جيدة لاستكمال عدد ساعات نومه: "زمان الدنيا كانت مباحة للغش دلوقتي بيحاولوا يسيطروا عليها"، يرى أنها خطوة في مصلحة الطالب أولًا وحمايته من المراقب نفسه الذي كان يدعي أحيانًا أنه يغش لمجرد أن هناك مشادة كلامية بينهم.
"كل حاجة هتتصور صوت وصورة والكاميرة هتوضح كل حاجة"، يؤكد أن في بداية حياته الجامعية كانت العملية مقتصرة على اثنين من المراقبين ومراقب للقسم الذي يضم عدد لجان وراقب دور فقط، حتى تطور الأمر ووصل لتقليل عدد الطلبة في القاعة الواحدة وأخيرًا الكاميرا: "ياريت المصاريف دي تطلع بفايدة في الآخر".
وعلق الدكتور إيهاب الخراط خبير علم نفس على الأمر قائلًا: "العملية خاطئة من البداية، ومبالغ فيها بشكل كبير تركز على أمور لا تفيد الطالب، الأهم محاصرة الطالب بدلًا من تهيئته ليكون ذات قيمة"، مشيرًا إلى أن المادة التي يتم تخصيص مراقبين لها وإنفاق مبالغ عليها ينساها الطالب بعد شهور قليل، حتى تتلاشى من ذاكرته نهائي: "في غير محلها الحقيقة الغش كده كده هيفضل وكل ما نطور المراقبة الغش هيطور معاها"، مؤكدًا "أن الدولة تعطي لها أهمية زائدة من الامتحان نفسه".