مصر والعراق في 40 عاما.. تباعد ومساندات

كتب: سلوى الزغبي

مصر والعراق في 40 عاما.. تباعد ومساندات

مصر والعراق في 40 عاما.. تباعد ومساندات

على مدار العصور المتعاقبة ترتبط مصر والعراق بعلاقة وثيقة، وامتدت العلاقات التاريخية التي قويت أوصرها في أوائل القرن الماضي وقتما استقل البلدان من الاحتلال البريطاني، وأقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين اللذين كانا من المؤسسين لجامعة الدول العربية في منتصف أربعينيات القرن الماضي.

تبتعد المسافات حينًا إلا أنها تعود للتقارب بشكل أسرع، حيث كشفت مذكرة حصلت عليها "الوطن" مخاطبات رسمية بين الحكومتين المصرية والعراقية، عن طلب الأخيرة من مصر المشاركة فى عمليات إعادة إعمار العراق.

من مرات التباعد تلك التي حدثت عام 1977 عندما قاطعت دول عربية ومنها العراق مصر بسبب توقيع اتفاقية "كامب ديفيد"، واستضافت بغداد قمة جامعة الدول العربية التي أدانت مصر حينها لقبول اتفاقية السلام مع إسرائيل.

ولم تنقطع العلاقات إذ ساندت مصر العراق في مواقف عدة، ومنها تقديم القاهرة دعمًا ماديًا ودبلوماسيًا قويًا للعراق، حسب ما ذكرت الهيئة العامة للاستعلامات، في أثناء حربها مع إيران ما أدى إلى تدفئة العلاقات، وجرى العديد من الاتصالات بين كبار مسؤولي البلدين، بالرغم من استمرار غياب التمثيل على مستوى السفراء.

وفي العام 1983، دعت العراق إلى عودة "الدور الطبيعي" لمصر بين البلدان العربية، وفي يناير 1984، نجحت العراق في قيادة جهود عربية لاستعادة مصر عضويتها في الجامعة العربية.

إلا أن العلاقات العراقية المصرية توقفت عام 1990 بعد انضمام مصر لتحالف الأمم المتحدة لإخراج العراق من الكويت، وشهدت العلاقات تحسنًا في السنوات الأخيرة، ومع تطور العملية السياسية في العراق بدأت الثقة تتعزز لدى الأوساط السياسية المصرية تدريجيًا بشأن الوضع السياسي في العراق.

وساندت مصر العراق، حينما أعلن وزير الخارجية المصري في بروكسل في يونيو 2005 التزام مصر في تقديم كل أشكال الدعم الممكن للشعب العراقي من أجل بناء مؤسساته الوطنية، مؤكدًا ضرورة أن تشمل العملية السياسية في العراق الأطياف العراقية جميعًا دون استثناء من أجل تحقيق الاستقرار للشعب العراقي.

وكانت مصر من الرافضين بشدة إجراء استفتاء كردستان العراق الذي أقيم في سبتمبر الماضي، وأعلنت رفضها لاتخاذ أي إجراءات أحادية قد تزيد من تعقيد الموقف، وبشكل يؤدي إلى زعزعة استقرار العراق وتغذية مناخ الفوضى والتوتر في المنطقة.

وفي يناير 2015، قام رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بزيارة رسمية لمصر، التقى خلالها بالرئيس عبد الفتاح السيسي وناقشا خلالها العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية بين البلدين.


مواضيع متعلقة