من أرشيف الصحافة| مصطفى محمود: حتى ينجح زواجك.. يجب أن تكون "بهلوانا"

من أرشيف الصحافة| مصطفى محمود: حتى ينجح زواجك.. يجب أن تكون "بهلوانا"
- أيام زمان
- الحياة الزوجية
- مصطفى محمود
- العلم والإيمان
- أيام زمان
- الحياة الزوجية
- مصطفى محمود
- العلم والإيمان
على عكس الكثير من الأدباء والمفكرين، نالت المرأة حظا وفيرا في أدب الدكتور مصطفى محمود، ومكانة عظيمة عنده، ارتكزت على أساس من التفكير والفلسفة، فأورد فيها الكثير من أقواله المأثورة، وكان له وجهات نظر كثيرة وكتابات متعددة عن المرأة، والتي كان من أهمها، موضوع كيفية الحفاظ على الحياة الزوجية، في ظل تقلبات العصر الذي نعيشه، وتلقي "الوطن" الضوء على بعض آرائه هذه، في ذكرى ميلاده الـ86، وفقا لما ذكرته مجلة "آخر ساعة"، في عددها الصادر في 15 من مارس عام 1995.
فسر الدكتور مصطفى محمود، سر حب الرجل للمرأة وارتياحه لها، حتى صارت سكنه ومأواه بسر كيمياء الأعصاب، التي تشعر بلحظات الانتقال ولا تشعر بالاستمرار مشبها ذلك بالفانلة، التي ترتديها، ولا تشعر بها إلا وأنت تقوم بارتدائها وخلعها ولا تشعر بها وهى على جسدك، وبالمثل المرأة تحس بها، وأنت تشرع في الزواج في فترة التعارف والخطوبة، وكتب الكتاب وشهر العسل، فإن عاشرتها تماما مثل الفانلة، وأحاطت بصدرك وذراعيك، فقدت الشعور بوجودها وأصبحت مثل قطعة أثاث في البيت، تدخل كل يوم لتجدها مكانها مثل المنظر الذي تطل عليه من نافذتك، يثيرك لأول مرة ثم يصبح عاديا.
وأضاف: "تظل المرأة منسية كالفانلة، حتى تأتي اللحظة التي يدب فيها الخلاف بين الزوجين، ويتأرجح الزواج على هاوية الانفصال، ويصبح على كف عفريت، وفي تلك اللحظة تعود للشعور، بها وبعنف يرتجف قلبك، من خشية فراقها، وما أحلى الصلح بعد الخصام، فنحن مصنوعون من الفناء ولا ندرك الأشياء إلا لحظة فنائها".
ومن وجهة نظر الدكتور مصطفى محمود، توجد وسيلة واحدة لتحافظ المرأة على زوجها وهي أن تتغير وتتحول كل يوم إلى امرأة جديدة ولا تعطي نفسها لزوجها للنهاية، تهرب من يده فى اللحظة التي يظن أنه استحوذ عليها وتنام في حضنه مثل الكتكوت في اللحظة التي يظن أنه فقدها، وتفاجئه بألوان من العاطفة والإقبال والإدبار لا يتوقعهما، وتحيط نفسها بجو متغير وتبدل من ديكور المنزل، وطريقة تقديم الطعام حتى تحتفظ بقلب زوجها شابا مشتعلا حبا وحنانا.
أما بالنسبة للزوج، فعليه أن يكون فنانا ليحتفظ بحب زوجته ملتهبا، متجددا، وعليه أن يكون جديدا في لبسه وغزله، وكلامه، وأن يغير النكتة التي يقولها آخر الليل، والطريقة التي يقضي بها إجازة الأسبوع، ويحتفظ بمفاجأة غير متوقعة لزوجته.
وعلق مصطفى محمود على المظاهر الجديدة في الزواج والمتغيرات، التي طرأت على الحياة الزوجية، قائلاً: "زمان كانت الزوجة تحب زوجها، في كل أحواله وبغض النظر عن أي شيء، وكان هذا الحب أمرا عقديا دينيا، أما الآن فالمرأة تقرأ الصحف، وتشاهد التلفاز وتدخل السينما وتطلب من زوجها غراميات متواصلة، وحتى ينجح الزواج لا بد من أن يكون الزوج بهلوانا، وتكون الزوجة بهلوانة وكل منهم يجيد فن الشقلبة".
وتابع قائلا: "الزواج الآن ألذ من زمان، ولكنه متعب وينوء بمشاكله، وأنا أفضل زواجا، أستريح فيه على زواج أتشقلب فيه، كل يوم لأحرك أعصاب زوجتي، وأحافظ على حبها، وأجدد شهيتها نحوي، أفضل أن تحبني زوجتي في تدين فأكون ربها ورجلها وبيتها، وحياتها، ويدوم حبنا لأنه عقيدة وإيمان قبل أن يكون حباً، ولكن فين أيام زمان كل دي أحلام ليس أمامنا سوى زغزغة أعصاب، زوجاتنا وتقديم المشهيات العاطفية من كل لون لنحتفظ بهن وليحتفظن بنا".