"علمته رغم أمُيتها".. هكذا تحدث "السادات" عن جدته

كتب: دعاء راجح

"علمته رغم أمُيتها".. هكذا تحدث "السادات" عن جدته

"علمته رغم أمُيتها".. هكذا تحدث "السادات" عن جدته

سماع أحاديث جدته قبل النوم كل ليلة.. العادة التي تربى عليها محمد أنور السادات، من جدته منذ الصغر، الذي جعله يعيش طول يومه منتظرًا قدوم الليل، ليسمع هذه الأحاديث منها، والتي كانت تعني له الكثير، فلم تبخل عن عقله وروحه بأي شيء، حيث كانت ترعاه وأخاه، خلال سفر والده للعمل في السودان، وترعى معهما، أمر العائلة بأكملها، إلى جانب زراعة قطعة أرض كانت تمتلكها العائلة.

يحكي السادات في كتابه "يا ولدي هذا عمل جمال"، أنه لم تكن جدته تقرأ أو تكتب ولكنها كانت ذات فطرة واعية، وذكاء وشخصية، كلما تجدها في الأشخاص، الذين تعلموا وتثقفوا، حيث كانت الحياة هي مدرستها، التي تلقت فيها الثقافة وحسن تدبير الأمور، قائلا: "كنت أرى الرجال يقصدونها للنصيحة والرأي، وهي في كل ما تشير أو تنصح رزينة الحجة وثاقبة البصر"، حيث كانت تعتبر أحاديثها دروس وعبر، وكانت تعرف في النفس البشرية ضعفها وتلتمس الخير في حماس يدخل الدفئ إلى قلوب أهل القرية".

"أول ما حدثتني كان عن عمها"، هكذا يصف السادات في كتابه عن الحديث الأول بينه وبين جدته، الذي يذكر فيها، أنه كان يظهر في عينيها بريق وحماس عجيبان، عند حديثها عن عمها الذي كان أحد الضباط المشاركين مع عرابي، إذ دخل القرية يوماً شخص على حصانه وظل الحصان يجري، ووقع الفارس أرضاً ومات الحصان خلال دقائق، حتى قامت القرية بإسعاف الفارس، الذين اكتشفوا أنه ابن القرية.

يوضح "السادات" في كتابه، أن جدته امتازت بالذكاء الشديد، حيث علمت مدى تعلق المصريين بعرابي ومواقفه من الخديوى، الذي اعتاد الضعف أمام الاحتلال، حيث كانت قصة عمها، هي قصة الجيش المصري الذي قاتل في الإسكندرية وكفر الدوار عام 1882، وكانت تعمل على بث روح الأمل في الانتصار على الأعداء والتخلص منهم ذات يوم، فكانت تروي له هذه الفصة، لتزرع الشجاعة بداخله والتضحية من أجل الوطن.


مواضيع متعلقة