«الوطن» داخل «كفر الواصلين» بعد فتنة أطفيح: منازل مغلقة وانتشار أمنى.. والوحدة المحلية: «مفيش حاجة تقول إنه كنيسة»

«الوطن» داخل «كفر الواصلين» بعد فتنة أطفيح: منازل مغلقة وانتشار أمنى.. والوحدة المحلية: «مفيش حاجة تقول إنه كنيسة»
- أجهزة الأمن
- أعمال الشغب
- أفكار متطرفة
- أقباط القرية
- أمن الدولة
- أمنية بالجيزة
- إثارة الفتن
- إقامة الصلوات
- إلقاء القبض
- ارتكاب جريمة
- فتنة أطفيح
- أجهزة الأمن
- أعمال الشغب
- أفكار متطرفة
- أقباط القرية
- أمن الدولة
- أمنية بالجيزة
- إثارة الفتن
- إقامة الصلوات
- إلقاء القبض
- ارتكاب جريمة
- فتنة أطفيح
تواصل نيابة الصف، تحت إشراف المستشار حاتم فاضل المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، التحقيق فى الأحداث التى شهدتها قرية كفر الواصلين بأطفيح عندما اقتحم المئات منزلاً تقام به الشعائر الدينية المسيحية. وقررت النيابة، برئاسة محمد على حمودة رئيس نيابة الصف، حبس 15 متهماً مسلماً لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، ووجهت النيابة للمتهمين عدة اتهامات، من بينها «استغلال الدين كوسيلة لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتن مما يترتب عليه الإضرار بالوحدة الوطنية، والتجمهر والبلطجة واستعراض القوة والتلويح بالعنف وإتلاف عمدى لممتلكات المجنى عليه صاحب المنزل، ودخول عقار بقصد ارتكاب جريمة، والضرب»، كما قررت النيابة حجز صاحب المنزل 24 ساعة على ذمة التحريات بتهمة «إنشاء عقار بدون ترخيص»، وأخلت النيابة سبيل اثنين من المسيحيين بضمان محل إقامتهما، وأمرت بضبط وإحضار متهمين جدد فى القضية.
واستمعت النيابة لأقوال الرائد أحمد يسرى، رئيس مباحث أطفيح، حول التحريات التى أجراها عقب إلقاء القبض على المتهمين، وقرر الضابط أن المتهمين وآخرين تجمهروا أمام منزل عيد عطية الكائن بقرية كفر الواصلين دائرة مركز شرطة أطفيح وقاموا باقتحام المنزل وتحطيم محتويات مبنيين حديثَين بالطوب الأحمر ما أدى إلى حدوث تلفيات بكراسى خشبية ومراوح سقف ونوافذ طابقين. وأضاف رئيس المباحث، فى أقواله، أنه ألقى القبض على 6 من المتهمين فى مسرح الأحداث بينما ألقى القبض على الباقين تنفيذاً لقرار النيابة العامة وتمكن من ضبط بعضهم فى منازلهم والبعض الآخر بعدة أماكن بأنحاء القرية.
كما استمعت النيابة لأقوال محامى مطرانية أطفيح للأقباط الأرثوذكس، وقدم أوراقاً تؤكد ملكية الكنيسة للمنزل وأنها قامت بشراء المنزل من مالكه فى عام 2014 وقدمت طلباً لمجلس الوزراء لضم المنزل للكنيسة لإقامة الصلوات فيه، ولكن لم يتم البت فى هذا الطلب حتى الآن.
{long_qoute_1}
من جانبها، تواصل الأجهزة الأمنية بالجيزة تمركزها بموقع الأحداث حيث تم الدفع بقوات فض الشغب لملاحظة الحالة الأمنية والحفاظ على هدوء الحالة، وانطلقت عدة مأموريات للبحث عن المتهمين الهاربين.
«الوطن» انتقلت إلى الكفر الذى شهد أعمال الشغب خلال الساعات الماضية لترصد حالة من الهدوء الحذر، وبيوتاً أغلقت أبوابها على من فيها، تطل على شوارع ترابية امتلأت عن آخرها برجال أمن أتوا إلى الكفر الجمعة الماضية، إثر اندلاع الأزمة، وعلى بعد أمتار قليلة من المنزل محل الخلاف، كان ذلك البيت ذو الباب الخشبى الكبير، فى الداخل منه كانت أسرة بسيطة لم يكن موجوداً من رجالها سوى العشرينى «هانى وديع»، وبجواره جلست والدته وزوجة عمه، ظهرت على وجوههم ملامح خوف لم تزل منذ «اليوم المشئوم»، الذى يحكى عنه «هانى» قائلاً: «من يوم ما اتولدت هنا ومكانش فيه مشاكل بينّا وبين أى مسلم، بس يوم الجمعة اللى فاتت مرة واحدة الناس كلها هجموا على الكنيسة»، مشهد «مخيف» حسب ما قال «هانى» رآه بمجرد إلقاء نظرة على الشارع من أمام بيته، ليقرر عدم الخروج وإغلاق البيت على من فيه حتى لا يتعرض أحد للأذى، موضحاً قصة هذا البيت قائلاً: «إحنا الأول كنا بنروح الكنيسة بتاعة أطفيح، ودى بعيدة عننا وكنا بنتبهدل عقبال ما نوصلها، وبقينا نصلى هنا من حوالى سنة عشان أقرب لينا، بس هو كان معمول بالطين النى وقلنا نطوّر فيه واحدة واحدة، وأول ما بدأنا حصل اللى حصل»، يضيف: «إحنا عايزينها تبقى كنيسة بشكل رسمى عشان محدش يتأذى».
أثناء حديث «هانى»، دخل الخمسينى سعيد عبدالشهيد، أحد الأقباط بالكفر، ومعه عدد من جيرانه، ليقول بعد أن قطع حديث الشاب العشرينى: «إحنا بنصلى فى الكنيسة دى من 15 سنة، وكل يوم سبت بييجى كاهن من الساعة 7 الصبح لحد الساعة 3 العصر، بس لما حاولنا نجددها الناس هجمت عليها»، على بعد 3 كيلومترات من «بيت عيد» يوجد «كرمة دير الرسل»، وهو مكان لا يغنى الأقباط عن الكنيسة، حسب ما قال «سعيد»: «عشان نعمل إكليل لازم نروح كنيسة أطفيح اللى هى بعيدة عننا بحوالى 7 كيلو».
مسلمو القرية كان لهم آراء مختلفة حول الأزمة، حيث أكدوا أن البيت لم يكن يوماً كنيسة، وأنهم فوجئوا بالأمر خلال الأيام القليلة الماضية، ما أثار غضب عدد منهم أسفر عن هجوم الجمعة الماضى، وداخل أحد البيوت القريبة من «بيت عيد»، جلس مجموعة من شباب الكفر، رفضوا جميعهم ذكر أسمائهم، قال أحدهم: «البيت ده حصل فيه حريقة بعد العيد الكبير اللى فات كلنا دخلنا عشان نساعدهم فى إنهم يطفوها، وقتها البيت من جوّا مكانش فيه أى حاجة تدل على إنه كنيسة، وكان عادى جداً، وبعدها عرفنا إنه بيتعمل كنيسة».
بعدما انتشر خبر تجهيز «بيت عيد» لأن يصبح كنيسة، حسبما قال أحد الجيران، ذهب عدد منهم إلى «عيد» ليتأكدوا منه إلا أنه نفى ذلك لهم ولعمدة القرية الذى جاء إليه الأربعاء قبل الماضى يسأله عن ذلك، وحاول «التمويه»، وفق قولهم: «زوجته كانت بتلف على بيوت الجيران تسألهم على فلوس سلف بحجة إنهم بيبنوا بيت لعيالهم». ولم يكن هذا الحادث هو الأول من نوعه فى قرية القبابات، حسب ما قال جيران «عيد»، فهذه هى المرة الثالثة خلال ما يقارب العامين يجد فيها أهل القرية بيوتاً لأقباط يريدون تحويلها إلى كنائس دون علم أحد من القرية.
وفى محاولة للوقوف على وضع «بيت عيد» وهويته لدى الجهات الرسمية، توجهنا إلى عمدة القرية الذى لم يكن موجوداً فى القرية حينها، وحضر عنه شقيقه «وجيه جاد الله»، قال إن العمدة لم يكن لديه أى علم بأن هذا البيت كنيسة، وهو بالنسبة إليه بيت أحد الأقباط يتم استخدامه كحضانة للأطفال، وعندما انتشر الحديث حول كونه كنيسة وليس منزلاً، قام العمدة بإبلاغ المركز وجهاز أمن الدولة، وقاموا باستجوابه وتركوه بعدها، وفى مركز المعلومات بالوحدة المحلية لقرية القبابات، قال عمر عبدالغنى، أحد المسئولين عن المركز، إنه لا توجد أى كنائس فى القرية، موضحاً أن الوحدة المحلية هى أول من يعرف بطبيعة دور العبادة الموجودة بها، فيما قال محمد عبدالشافى، رئيس الوحدة المحلية بالقبابات، إن هذا العقار بالنسبة له بيت وليس كنيسة، ولا يوجد أى تصاريح صادرة له كونه كنيسة.
أحد الأهالى يروى لـ«الوطن» تفاصيل الواقعة