أيام الانتفاضة: إسرائيل تواصل انتهاكاتها.. والمستوطنون يقتحمون «الأقصى»

كتب: نادية الدكرورى

أيام الانتفاضة: إسرائيل تواصل انتهاكاتها.. والمستوطنون يقتحمون «الأقصى»

أيام الانتفاضة: إسرائيل تواصل انتهاكاتها.. والمستوطنون يقتحمون «الأقصى»

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلى انتهاكاتها، أمس، ضد المسجد الأقصى والفلسطينيين فى الأراضى المحتلة، حيث اقتحم 83 مستوطناً يهودياً باحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وسط حماية قوات الاحتلال الإسرائيلى، فيما واصل المستوطنون الإسرائيليون طقوسهم الاستفزازية والصلوات التلمودية داخل المسجد الأقصى، بعد اقتحامه فى حراسة قوات الاحتلال. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أسامة النجار إن المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلى منذ إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، فى 6 ديسمبر الحالى، أدت إلى ارتقاء 11 شهيداً وإصابة أكثر من 3300 بجروح فى محافظات الضفة وقطاع غزة حتى الآن. وأفادت وحدة الدراسات والتوثيق فى هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينية بأن 531 أسيراً فلسطينياً فى سجون الاحتلال الإسرائيلى كان قد صدر بحقهم فى المحاكم العسكرية أحكام جائرة وقاسية بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لعدة مرات.

وعلى الصعيد السياسى، اجتمعت الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، للتصويت على مشروع القرار بشأن رفض قرارات «ترامب» بشأن القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل، ولم تصدر نتيجة التصويت حتى مثول الجريدة للطبع، إلا أن الولايات المتحدة وإسرائيل حاولتا عرقلة عملية التصويت، وسط تهديدات أمريكية على لسان الرئيس دونالد ترامب، بوقف المساعدات المالية عن الدول التى ستصوت لصالح القرار، فيما أرسلت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكى هايلى، رسالة إلى سفراء عدد من الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة، قالت فيها إن «ترامب سيراقب هذا التصويت بشكل دقيق، وطلب أن أبلغه عن البلدان التى ستصوت ضده، وسنسجل كل تصويت حول هذه القضية». ووفقاً لإحصاءات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، قدمت «واشنطن» فى عام 2016 نحو 13 مليار دولار كمساعدات اقتصادية وعسكرية لدول أفريقيا جنوب الصحراء، و1.6 مليار دولار لدول شرق آسيا وأوقيانوسيا (منطقة جزء المحيط الهادئ الاستوائية).

{long_qoute_1}

فى الوقت ذاته، قلل رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو من أهمية تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع القرار. وقال «نتنياهو»، خلال مراسم تدشين مستشفى فى مدينة أشدود، أمس: «القدس هى عاصمة إسرائيل، سواء اعترفت بذلك الأمم المتحدة أم لا، مرت 70 عاماً حتى اعترفت الولايات المتحدة بذلك رسمياً، وستمر سنوات حتى تعترف بذلك الأمم المتحدة أيضاً». وأعلن «نتنياهو» رفضه مسبقاً التصويت فى الجمعية العامة، قائلاً: «لأن القدس عاصمة إسرائيل سواء اعترفت الأمم المتحدة بذلك أم لم تعترف». ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، على موقعها الإلكترونى، عن نائبة وزير الخارجية الإسرائيلى تسيبى هوتوفلى، أن «الولايات المتحدة وإسرائيل تبذلان جهوداً كبيرة لوقف تصويت الأمم المتحدة ضد قرار ترامب»، فيما أكد وزير الخارجية الإيطالى أنجيلينو ألفانو، فى مقال نشرته صحيفة «أفينيرى»، أن «التفاوض بين الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى هو السبيل الوحيد لتحديد وضع القدس، وليس العنف».

وتوقع المستشار طه الخطيب، المحلل السياسى الفلسطينى، أن يتأثر التصويت بالجمعية العامة بتهديدات الرئيس الأمريكى بوقف المساعدات المالية باستخدام بعض الدول حق الامتناع عن التصويت، ما يجعل التوقعات تصل لتصويت ما يقرب من 150 دولة على رفض القرار الأمريكى من إجمالى 193، إلا أن ذلك لن يؤثر على استمرار ضعف التأييد الدولى للقرار الأمريكى باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل. وأضاف «الخطيب»، لـ«الوطن»، أنه يأمل ألا يكون من بين الدول التى تمتنع عن التصويت بالجمعية العامة دول عربية حتى لا تتحول إلى «مأساة» و«كوميديا سياسية»، بحسب وصفه، لافتاً إلى أن تأييد المجتمع الدولى للقضية الفلسطينية الذى عكسه تصويت مجلس الأمن يظهر بأن أمريكا لم تعد الحاكم بأمر الله فى هذا العالم، ولن تستطيع الإرادة الأمريكية أن ترسم سياسات العالم المستقبلية بعد الآن، أو تمارس «بلطجة القوة». ولفت «الخطيب» إلى أن التحرك على المستوى الدولى فى الأمم المتحدة يعطى غطاءً دولياً للقضية الفلسطينية لمواجهة الإدارة الأمريكية، التى لن تتراجع عن قرارها بتهويد القدس، ما يجعل العودة الفلسطينية للكفاح المسلح هى الأجدى فى ظل انتفاء فاعلية التسويات السياسية التى فقدت مصداقيتها، كما أن ردود الفعل العربية كان أقواها ما فعلته مصر بتقديم مشروع القرار فى مجلس الأمن مما يجعلها أول دولة تدفع ثمن ذلك بتقليل المساعدات المالية الأمريكية لها.

«سيأتى بنتائج عكسية».. هكذا يؤكد الدكتور عبدالمهدى مطاوع، المحلل السياسى الفلسطينى، رداً على التهديدات الأمريكية، لافتاً إلى أن التصويت سيعكس مدى تعرض الحكومات الدولية للابتزاز الأمريكى.


مواضيع متعلقة