وزير الشئون القانونية اليمنى السابق: «صالح» استخدم الحوثيين واجهة لانقلابه.. ومقتله فرصة لاستعادة استقرار الدولة

وزير الشئون القانونية اليمنى السابق: «صالح» استخدم الحوثيين واجهة لانقلابه.. ومقتله فرصة لاستعادة استقرار الدولة
- إجراء انتخابات
- إعادة تشكيل
- إقامة الدولة
- إنهاء الحرب
- إنهاء الصراع
- الأحزاب الدينية
- الأحزاب السياسية
- الأزمة اليمنية
- الأمن المركزى
- آلية
- إجراء انتخابات
- إعادة تشكيل
- إقامة الدولة
- إنهاء الحرب
- إنهاء الصراع
- الأحزاب الدينية
- الأحزاب السياسية
- الأزمة اليمنية
- الأمن المركزى
- آلية
قال الدكتور محمد المخلافى، وزير الشئون القانونية اليمنى السابق، إن كل طرف فى اليمن سعى لاستخدام الآخر للسيطرة على البلاد، مؤكداً أن قطر تلعب لصالح أمريكا فى المنطقة، والخليج سمح بتوغل دورها، وكان لا بد من اتخاذ تدابير أساسية لضمان الانتقال الديمقراطى فى اليمن، وعمل هيكلة جذرية لقوات الجيش والأمن التابعة لـ«صالح»، وأضاف «المخلافى»، الذى رفض أن يعمل وزيراً لدى المتمردين على ثورة اليمن السعيد، مُفضلاً الخروج إلى مصر، فى حواره لـ«الوطن»: «خُيّرت بين البقاء فى اليمن وزيراً للانقلاب، أو تركه مُجبراً، فلم أتردد لحظة واحدة فى قصد مصر، فهنا لا نشعر بالغربة، حتى إننى اخترت (المقطم) لأنها تشبه بيئة بلادى الجبلية»، واستطرد: «لم نقدم (صالح) ورموز نظامه للمحاكمة لنسهل الانتقال الديمقراطى السلمى، وحتى لا تنزلق البلاد إلى الحرب»، وتابع: «خذلنا بعضنا داخلياً وخذلنا الثورة والعالم خذلنا جميعاً، لكن الثورة لم تنته وستُحدث التغيير المنشود».. وإلى الحوار.
برأيك كيف تغلبت قوات الحوثيين فى النهاية وقتلت «صالح»؟
- بطبيعة الحال المتابع والمدرك لطبيعة على صالح وأنصاره ثم طبيعة الحركة الحوثية يدرك تماماً أن هذا التحالف كان تحالف الضرورة، وكل طرف يمكر ليخدع الطرف الآخر، لكن ربما كان على صالح هو الأقوى عندما حدث الانقلاب، وهو من قاده من الناحية الفعلية، مستخدماً الحوثيين واجهة حتى لا يتحمل تبعات هذا الانقلاب إذا ما فشل، لكنه وقع فى سوء تقدير، فالتاريخ يقول إن الحيلة والمكر والخديعة من الممكن أن توقع صاحبها فى حبالها، وهو لم يقدّر الموقف تقديراً سليماً عندما أبقى الأمن المركزى والحرس الجمهورى الموالى له تحت تصرف قيادات الحوثى بحكم بنيتها وعقيدتها، فانقلبت عليه أيضاً، لأن هذه قوة بُنيت على أسس غير وطنية، وتفوق الحوثى فى استقطابها لأن لديه قدرة على استخدام الشعارات الدينية، وبناء هذه القوة بالأساس ليس لخدمة الوطن، وإنما لخدمة من يقودها، فتكون سلاحاً بيد أى أحد طالما لبت رغباتها، وقيادات هذه القوات تتغذى على الفساد والنهب، وهى قوات من الناحية القانونية صارت ميليشيات.
{long_qoute_1}
وما تأثير مقتل «صالح» على كل الأطراف.. الانقلاب والشرعية؟
- هناك تغيير سيحدث، وأعتقد أن هذا التغيير سيكون لصالح استعادة الدولة ولصالح الشرعية، فقد كانت قوة التمرد بوجود تحالف متماسك، وانقسم إلى قسمين، وربما يضطر القسم الخارج من التحالف إلى الالتحاق بالشرعية، وهذا الانقسام وفى كل الأحوال أضعف التمرد وخصم من قوته، وهذا يمنح الحكومة الشرعية فرصة فى النجاح لاستعادة الدولة وتحقيق السلام.
ما الذى أوصل اليمن إلى هذه المرحلة من الدمار والانقسام؟
- إذا عدنا بالمشهد إلى ما قبل انقلاب الثورة المضادة بأيام فإن الوضع كان مختلفاً تماماً، فقد كنا فى مرحلة انتقال ديمقراطى، وأوشكنا على إنجاز الفترة الانتقالية، ولم يكن يتبقى من هذه الفترة الانتقالية سوى عام واحد تقريباً للانتهاء مما تبقى من مهامها المتمثلة فى: مناقشة مسوَّدة الدستور وطرحها للاستفتاء العام، تمهيداً لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية لدولة اليمن الاتحادية، وكان هناك توافق من جميع الأطراف على كل المواد الواردة فى المسوَّدة الأولية فيما عدا تحفظنا على عدد الأقاليم. {left_qoute_1}
هل كانت جماعة الحوثى ممثلة فى لجنة وضع الدستور؟
- نعم، الحوثيون كانوا ممثلين فى لجنة وضع مسوَّدة الدستور، والمؤتمر الشعبى كان ممثلاً أيضاً، وشاركوا فى مؤتمر الحوار الوطنى الشامل الذى وضع تصوراً لبناء دولة مدنية اتحادية، ثم جرى التمرد لمنع السير فى عملية تحقيق انتقال ديمقراطى حقيقى.
ولماذا تمردوا فى تقديرك؟
- هناك أسباب عدة بعضها متعلق بمن تمردوا، وأخرى ارتبطت بالسلطة والأحزاب الداعمة للتغيير التى كانت مسئولة عن الانتقال، ففيما يتعلق بتحالف الانقلاب فتمردهم كان بمسعى التفرد بحكم اليمن بادعاء الحق الإلهى أو التاريخى. وهذا التحالف انتهى بمقتل على عبدالله صالح، وكان محكوماً عليه بالانتهاء منذ البداية، لأن كل طرف سعى لاستخدام الطرف الآخر لكى يسيطر على اليمن، وهو تحالف تشكل من أنصار النظام الإمامى البائد، وعلى عبدالله صالح وأنصاره، وهم يمثلون النظام القديم، وانتهى بالندم لواحد من أطرافه، فقد كانوا ينتظرون فرصة لتراخى أحزاب اللقاء المشترك وقوى الثورة، وانقضّوا على العملية الانتقالية لكى يستعيدوا الحكم، لكن فى النهاية كل واحد أراد الحكم لنفسه. وفيما يتعلق بالسلطة الانتقالية والأحزاب والقوى السياسية الداعمة للتغيير فقد مارس كل منهما سلوك الخذلان للثورة والتغيير، وبالتالى تمكنت الثورة المضادة من خلال هذا الخذلان من النفاذ والانقضاض على ثورة الشعب.
هل قوات «الحوثى» و«صالح» وحدها المسئولة عن عرقلة الانتقال الديمقراطى فى اليمن؟
- لا، فالأحزاب السياسية التى أرادت التغيير ساعدت فى هذا الأمر من حيث لا تدرى، وذلك أنها بمجرد أن شاركت فى الحكومة ومغادرة على عبدالله صالح رئاسة الدولة صارت تتنافس فيما بينها وكأن النظام القديم انتهى، وكنا نعتقد أن حركة الحوثى ستكون جزءاً من مستقبل اليمن بشكل طبيعى ككل القوى الموجودة على الأرض، رغم معرفتنا بأن هذه الجماعة لديها نزعة عنصرية، إلا أننا كنا نعتقد بأنها لن تفكر فى العودة باليمن للماضى الذى لم يعد مقبولاً من الغالبية العظمى من اليمنيين، وهو رهان على العقل الغائب مع الأسف.
{long_qoute_2}
إلى أى درجة ساهمت قوى الثورة فى تراجعها وتعطيل مسار الانتقال؟
- كان لا بد من أخذ تدابير أساسية لضمان الانتقال الديمقراطى فى اليمن، وكان لا بد من عمل هيكلة جذرية لقوات الجيش والأمن التابعة للرئيس السابق على عبدالله صالح، ولكن جرت الهيكلة على الورق، ومجرد إصدار قرارات، وبقى الحرس الجمهورى فى موقعه رغم ولائه المعروف لـ«صالح»، قبل أن ينتقل ولاؤهم لـ«الحوثى» الآن بحكم بنية وعقيدة الحرس الجمهورى غير الوطنية والقائمة على الولاء المناطقى والقبلى والعائلى. أيضاً كان ينبغى إحداث تغيير فى هيئة رئاسة مجلس النواب وفقاً لقانون المجلس الذى بموجبه كانت قد انتهت ولايتها، وكان لا بد من التنبيه على ضرورة إحداث هذا التغيير، لا سيما أن مجلس النواب صار استمراره توافقياً وفقاً لقواعد شرعية الفترة الانتقالية، واستمرت كذلك المجالس المحلية بعد انتهاء ولايتها القانونية، ومعروف أن معظمها موالية للنظام القديم واستُخدمت فيما بعد فى إنجاح الانقلاب، إذاً كان عدم نقل السلطة العامل الأساسى لنجاح الثورة المضادة فى الاستيلاء على العاصمة وأجزاء هامة من اليمن. {left_qoute_2}
ولماذا لم يمثل الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح للمحاكمة بعد الثورة؟
- فى الحقيقة كنا مستبعدين العدالة الجنائية، وكل ما أردناه هو وجود قانون للعدالة الانتقالية يتم من خلاله تعويض ضحايا النظام القديم، والاعتراف والاعتذار من قبَل على عبدالله صالح ورموز نظامه، وكانت هناك تقديرات بأن هناك فرصة للانتقال السلمى وأنه فى حالة اتخاذ تدابير بحق صالح ستنزلق البلاد إلى الحرب الأهلية، وكان ذلك حرصاً على اليمن وأرواح اليمنيين، ولكن لم يصاحب ذلك تدابير تمنع الثورة المضادة من الانقضاض على التغيير ودفع اليمن إلى الحرب الأهلية التى نشهدها اليوم، ومن ذلك المنطلق جرى العفو عن رئيس النظام القديم ومَن عمل معه، ولكن لم يجر تعويض الضحايا أو الاعتذار لهم، وجرى تطبيق نصف القانون فقط وهو العفو عن «صالح»، حرصاً منا كما قلت على عدم دخول اليمن فى حالة من الفوضى والحرب، لكن الحال الآن أصبح أسوأ مما توقعنا، ربما يقال إن هذا النهج خطأ فى تقدير الأمور، لكن حرصنا على بلدنا حرص محمود فى اعتقادى، وفى النهاية الحرب الشاملة التى انزلق إليها اليمن لم تكن بسبب الأحزاب التى أرادت التغيير السلمى.
مَن الذى خذل ثورة شباب اليمن؟
- نحن خذلنا بعضنا داخلياً، وخذلنا الثورة، وهناك خذلان دولى أيضاً من المجتمع الدولى كله، لكن المؤكد أن الثورة لم تنتهِ، لكنها تمثل صيرورة حتمية للتغيير، وستظل حتى إحداث التغيير المنشود، وكما قلت العالم قدم لنا الدعم السياسى، ولكنه لم يدعمنا اقتصادياً، والدعم الذى قُدم لم يكن يفى بمتطلبات المرحلة، ففى نهاية عهد «صالح» الدولة صارت فاشلة، والخدمات باتت منهارة، والفوضى دبت فى كل أرجاء اليمن، وكنا بحاجة لإمكانيات اقتصادية لإشعار المواطن أنه سيناله قسط من هذا التغيير.
وما رأيك فى الموقف العربى من ثورتكم؟
- فى الحقيقة المواقف العربية كانت داعمة للانتقال من الناحية السياسية، ومن ذلك المبادرة الخليجية وآلية تنفيذ العملية الانتقالية، لكن ربما الموقف العربى لم يكن مدركاً تماماً مدى خطورة انتكاس هذه الثورة، ولم يدركوا حجم تأثير إيران وما تبذله من جهود فى هذا الجانب، فهناك نسقان من الثورات المضادة فى العالم العربى، منها الثورات المضادة المباشرة التى حدثت فى اليمن وسوريا على وجه التحديد، وهنا سنجد أن إيران كانت وراءها، وهناك نسق آخر متمثل فى الجماعات والأحزاب الدينية، وهنا لا أقصد الإرهاب، فالتنظيمات الإرهابية أمر مفروغ منه، لكن على سبيل المثال التجمع اليمنى للإصلاح كان من أكبر الأحزاب التى ساهمت فى دعم الثورة وإنجاحها، لكن لديها التنظيم «السرورى» بقيادة عبدالمجيد الزندانى، وهؤلاء يمثلون وما زالوا النسق الثانى من الثورة المضادة، وعندما ننتهى من الثورة المضادة للحوثى سنجد أنفسنا فى مواجهة مع هذا التنظيم السرورى، ولهذا أقول إن صيرورة الثورة حتمية ولكن تحقيق غاياتها سيتطلب وقتاً ليس بقليل.
وما الذى تحقق من أحلام الربيع العربى بعد 7 سنوات من قدومه؟
- لدى قناعة أننا كنا فى هذه البلدان التى شهدت الثورات بحاجة للتغيير، فقد كانت الأنظمة فى حالة عجز عن إدارة التنمية، ومواجهة الأزمات، والدولة كانت إما فاشلة، أو فى طريقها للفشل، والثورات قامت لاستعادة هذه البلاد قوتها، وما حدث فى اليمن عام 2011م من ثورة شعبية لم يكن مجرد محاكاة لما حدث فى تونس ومصر من ثورات، ولكن الحقيقة أن السلطة فى اليمن كانت قد صارت عاجزة منذ عام 2009 ولم تستطع أن تجرى انتخابات دون موافقة أحزاب المعارضة، وكان يجرى العمل من أجل تعديل الدستور لإنهاء احتكار السلطة، عندها تمرد «صالح» ونظامه، وأعلنوا أنهم «سيقلعون العداد» ويستمر هو وعائلته فى حكم اليمن إلى ما لا نهاية، وكانت المعارضة قد أعلنت هبة شعبية ضد هذا النظام، وكل يوم خميس ابتدأ من مطلع يناير 2011م قبل الثورة كانت تخرج عشرات ومئات الآلاف فى مظاهرات تقودها أحزاب اللقاء المشترك، وفى اليوم الذى سقط فيه نظام مبارك، كان له أثر معنوى إذ خرجت المسيرات والمظاهرات بعفوية وليس تحت قيادة الأحزاب السياسية كالعادة، ونحن كأحزاب لحقنا بالناس، ومنعنا أن تنزلق ثورة فبراير للعنف، رغم استخدام «صالح» ونظامه وعائلته للقوة وقتل المتظاهرين، واستهداف «صالح» فى المسجد حينها ربما كان تصفيات فى إطار النظام نفسه، لأن الثوار كانوا سلميين، ولم يحملوا السلاح.
{long_qoute_3}
وما الفرق بين ثورة مصر وثورة اليمن؟
- ربما أن تركيبة الجيش فى مصر كان لها دور أساسى، فهو جيش وطنى، لا يعرف الطائفية، وليس فئوياً أو مناطقياً، فحافظ على وضع مصر، ولم يقف مع نظام مبارك حتى النهاية، أما جيش اليمن فقد كانت تركيبته طائفية جغرافية موالية لـ«صالح» واستطاع أن يستخدمهم حتى بعد تركه للسلطة، الأمر الثانى بالنسبة لليمن، وجود فئة تشيعت لإيران سهل عليها أن تلعب دور مشعل النار، ومصر حالياً تواجه الإرهاب، وهو ظاهرة موجودة فى كل دول العالم، لكنها ليست ظاهرة فريدة فى مصر فقط، ولو توقفت بعض الاستخبارات عن استخدام هذا الإرهاب فسيقضى عليه فى مصر وغير مصر.
وماذا تريد إيران من العرب؟
- إيران ربما يكون للعامل القومى والوطنى دور أساسى فى الدور الذى تلعبه، والرغبة فى استعادة الماضى، ولكن الحقيقة أن المذهبية الموجودة فى إيران الآن وهى المذهب «الجعفرى» هو مذهب مصطنع وليس حقيقياً، ووجد من أجل السيطرة السياسية فقط، ومن اصطنعه شخص لم يكن فارسياً ولا شيعياً وهو إسماعيل الصفوى، عندما حكم إيران فترة من الزمن، وهو مذهب قائم على الخرافة، استطاع من خلاله السيطرة على إيران وحكمها، وحكامها الحاليون يستخدمون نفس الخرافة للسيطرة على الوضع الداخلى، والسيطرة أيضاً على الأقاليم المحيطة بها. {left_qoute_3}
ولماذا فشلت أمريكا وإسرائيل فى استخدام المذهبية بينما نجحت إيران؟
- هنا يجب أن نقف عند مسألة مهمة، وهى قدرة إيران على استخدام الكارت الطائفى، باعتبارها تتبنى المذهب الشيعى كمذهب للدولة وتسخر له كل إمكانيات الدولة الإيرانية، كونها دولة دينية، فسلاح الدين، ونشر الخرافة، والإيمان بالتسلط، والحكم الخرافى، وانتظار «مهدى منتظر» أو بأن هذه السلالة أو تلك مصطفاة من الله بالحكم لا تستطيع أى دولة غير عربية أو إسلامية من استخدام هذا السلاح بمثل هذه القوة والفاعلية بما فى ذلك أمريكا وإسرائيل اللتان لا تخفى محاولتهما فى محاكاة ذلك.
تحدثنا عن إيران.. فماذا عن الدور الذى تلعبه قطر فى المنطقة؟
- قطر متهمة بأنها صدّرت الإرهاب لكثير من البلدان، ولكن دولة بحجم قطر لا تستطيع أن تفعل هذا، ولكن ربما عن طريق استخدامها للوفرة المالية تلعب دوراً مهماً لنشر الفكر الدينى المتطرف، ودعم التيارات السياسية التى تستخدم الدين لاحتكار السلطة والثورة.
هل تلعب قطر دوراً لصالح الولايات المتحدة الأمريكية؟
- قطر لعبت دوراً أكبر من حجمها، ومما لا شك فيه أن هذا الدور هو لصالح أمريكا، ولكن الدول الخليجية هى من سمحت بتوغل الدور القطرى، ولكن لن يكون بمقدور قطر أن تلعب دوراً متفرداً لأنها لا تمتلك الأوراق الحقيقية لتقوم بهذا الدور، لذلك لن تستطيع قطر أن تكون دولة فاعلة، ولهذا فهى لجأت إلى التعامل مع الجماعات المسلحة والميليشيات حتى يكون لها دور فى المنطقة.
وماذا عن دورها للوساطة التى كانت بين على عبدالله صالح وعبدالملك الحوثى؟
- الوساطة القطرية لم تكن بالأمر الجديد بين «صالح» و«الحوثى»، وسعت من قبل فى هذا الصلح ضمن محاولاتها للعب دور خارجى.
كيف ترى ثورة 30 يونيو؟ وهل كان لها تأثير كبير على المنطقة؟
- الشعب المصرى قبل 30 يونيو وصل إلى قمة القلق من حكم جماعة الإخوان، وهو ما دفع الملايين للنزول إلى الشوارع، وكانت ملحمة كبيرة أمام العالم شارك فيها المسلمون والمسيحيون والمفكرون والفنانون وأبناء الشعب البسطاء، لذلك كان النجاح حليفها، وبالفعل ساهمت الثورة بشكل كبير فى منع قيام حكم دينى كان من المؤكد أنه سينتشر فى كل المنطقة، كما أنها جنبت المنطقة بعض المخاطر، والتى كانت ستصل إلى حد الحروب التى كانت ستندلع بين الأحزاب الدينية وغيرها، وما سينتج عنه من عواقب وخيمة ليست فى مصر فقط وإنما كان سيمتد خارج الحدود المصرية وهذا ما يحدث الآن فى العراق وليبيا واليمن وسوريا.
وما الدور الذى يمكن أن تلعبه مصر فى اليمن؟
- مصر ضمن التحالف العربى الذى سبق وأعلن موقفه من الأزمة اليمنية، حيث طالب بضرورة انتزاع السلاح، ونحن نتطلع لدور أكبر لمصر فى إنهاء الصراع فى اليمن، بعد تعافيه وانتصاره فى معركة الإرهاب ومواجهة التحديات الاقتصادية فى المرحلة المقبلة.
كيف ترى حالة حقوق الإنسان فى العالم العربى بعد ثورات الربيع العربى؟
- للأسف لقد فقد المواطن العربى حقه فى الحياة، وحقوق الإنسان الآن فى أسوأ حالاتها، وتقلص دور منظمات حقوق الإنسان، بسبب الحروب والصراعات التى أدت إلى انقسامها بين محاور المتصارعين، كما أن بعض المنظمات النشطة فى مجال حقوق الإنسان اعتقدت أن الثورات قضت على التسلط الذى كان يعانى منه المواطن العربى قبل الثورات وتراخت فى نشاطها وأخرى أعيق عملها.
هل حققت عاصفة الحزم غرضها؟
- الهدف المعلن من تدخل التحالف العربى هو استعادة شرعية الدولة فى اليمن وهو أمر لم يتحقق بعد.
وماذا ينقص من أجل استعادة الشرعية؟
- فى تقديرنا أن هناك عوامل إعاقة لاستعادة الشرعية فى اليمن وباعتقادنا أن أهمها عدم وجود استراتيجية واضحة يجرى العمل من خلالها بالشراكة بين الحكومة اليمنية والأحزاب والقوى السياسية والتحالف العربى الداعم للشرعية وكذا قلة وضعف الإنجازات فى المحافظات والمناطق التى أخرجت منها ميليشيات التمرد.
كيف يعود اليمن سعيداً مرة أخرى؟
- فى هذه النقطة لا يمكننى أن أتحدث بتفاؤل أو تشاؤم، ولكن هناك واقعاً لا بد من التعامل معه ونتحدث من خلاله، فنحن حالياً وصلنا لمستوى غير مسبوق من دمار الإنسان والبنيان، والدولة تعانى من انقسامات واسعة وحادة بما فى ذلك الانقسامات السياسية والجغرافية والمذهبية، ونحن فى الحزب الاشتراكى اليمنى نسعى لإنهاء الحرب كى نستعيد اليمن متعافى سليماً وقادراً على النهوض والبناء من جديد، وبالفعل الحزب تبنى ويتبنى رؤية لإنهاء حالة الانقسامات بإقامة الدولة الاتحادية المدنية وقوامها الديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية. ولكن الانقلاب وما حدث من دمار وانهيار فى اليمن، أضاع كل هذا، وبالرغم من ذلك فإن الحوار بين الأحزاب السياسية المدنية والدور الفعال لمنظمات المجتمع المدنى والتكاتف الداخلى لجميع الصفوف المتمسكة بالشرعية والتغيير، ومغادرة الماضى وإيجاد قطيعة معه، يجب أن تسهم فى استعادة الدولة، وذلك عن طريق وضع استراتيجية واضحة ليست فقط عسكرية وإنما أيضاً سياسية ومجتمعية.
إذا انتهى الصراع فى اليمن وتم القبض على عبدالملك الحوثى.. هل سيتم العفو عنه مثل على عبدالله صالح فى 2012؟
- هناك جانبان فى هذا الأمر؛ الجانب الأول هو إعلاء ثقافة التسامح، وهى غاية يجب أن تعمل على تحقيقها الأحزاب العابرة للطائفية والمناطقية والسلالية، والجانب الآخر يجب ألا يتعارض التسامح والعفو مع مبدأ عدم الإفلات من العقاب، لا سيما فى الجرائم التى يجيز القانون الدولى فيها العفو مثل الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والإبادة الجماعية والإرهاب. وسنكون بالتأكيد بحاجة إلى عدالة انتقالية تحقق إنصاف الضحايا وتنهى دوافع الثأر والانتقام، وبالتالى تساهم فى المصالحة الوطنية. والخيار الأفضل لليمن أن نستطيع جعل اليمن وطناً لكل أبنائه مستقلاً وكريماً.
وإذا عاد الزمن هل ستعفو عن على عبدالله صالح؟
- ما زلت مقتنعاً بأنه كانت لدينا إمكانية دون معاقبة على عبدالله صالح وأن نجنب اليمن ما وصلت إليه الآن، فقد كان علينا أن نعيد النظر فى بنية الجيش اليمنى الذى كان غالبيته تدين بالولاء لعلى عبدالله صالح، خاصة الحرس الجمهورى والأمن المركزى، وكان يفترض علينا أيضاً إلغاء المجالس المحلية بعد انتهاء ولايتها، وإعادة تشكيل هيئة رئاسة مجلس النواب، وأمور كثيرة كانت ممكنة التحقق وتجنب اليمن هذا المآل البائس الذى وصلت إليه.
لماذا اخترت مصر بعد قرار الرحيل عن اليمن؟
- كنت أتمنى أن لا يصل الحال بنا إلى ترك الوطن والأرض، ولكن أود أن أشير هنا إلى أننى عندما وضعت أحد خيارين إما العمل وزيراً مع انقلاب الثورة المضادة أو مغادرة بلادى فلم أتردد لحظة واحدة عند اختيار المغادرة أن تكون وجهتى مصر. واختيارى لمصر يرجع إلى العلاقة التاريخية بين الشعبين المصرى واليمنى، ونحن لدينا تجربة أن كل سياسى يريد أن ينجو بنفسه عليه الذهاب إلى مصر، حتى لا يؤذيه أحد، فمصر بلد رحب وصدور شعبها رحبة، ودائماً نشعر بالقرب مع المصريين وباطمئنان ولا نشعر معهم بالغربة.