قصة مخابراتية| بمساعدة "حليم".. هكذا دمرت إسرائيل مفاعل العراق النووي

كتب: ميسر ياسين

قصة مخابراتية| بمساعدة "حليم".. هكذا دمرت إسرائيل مفاعل العراق النووي

قصة مخابراتية| بمساعدة "حليم".. هكذا دمرت إسرائيل مفاعل العراق النووي

كان ذلك في أغسطس عام 1978، عندما كان "حليم" العالم النووي العراقي، يتردد على مقاهي باريس، قابله رجل أشقر ثم توجه معه إلى مكان لا يعرفه أحد، كان حليم وزوجته سميرة غير قادرين على تحمل حياتهما الموحشة في باريس، وكانت السلطات العراقية، أصدرت إليه تعليمات بأن يذهب طريق دائرية إلى العمل، وأن يغيرها مرات كثيرة، نظرًا لما يمتلكه من معلومات خطيرة حول المفاعل النووي العراقي.

انتهت عملية "أبو الهول" في يونيو عام 1981، عندما قامت القاذفات الإسرائيلية المقاتلة الأامريكية الصنع، بتدمير مجمع "أو أوزيراك" النووي خارج بغداد وتحديدًا في باريس بغارة جرئية، وفق ما يروي مؤلف كتاب "قصة عن طريق الخداع - اعترافات ضابط مخابرات إسرائيلي هارب".

وترصد "الوطن" على مدار عدة حلقات، عددا من القصص المخابراتية القديمة، في مختلف أنحاء العالم، تلك القصص التي منعت وقوع كوارث، أو تسببت في اندلاع الحروب أو المعارك.

كان القلق من المفاعل النووي العراقي كبير جدًا، بعد أن وقعت فرنسا اتفاقية لتزويد العراق بمركز أبحاث نووية عقب أزمة الطاقة عام 1973، وكانت لدى فرنسا رغبة في بيع مفاعل نووي تجاري بقوة 700 ميجاوات، بينما كان العراق يصر على أن المركز مصمم لأغراض سلمية ولتزويد بغداد بالطاقة، أما إسرائيل فقد خشيت أن يستخدم لصنع قنابل نووية تستعمل ضدها.

وافق الفرنسيون على تزويد العراق بعنصر اليورانيوم المخصب بنسبة 93%، كما وافقوا على بيع العراق 4 شحنات من الوقود ما مجموعه 150 رطلا انجليزيا من اليورانيوم المخصب، يكفي لصنع حوالي 4 أسلحة نووية.

وفي مؤتمر صحفي عام 1980 أعلن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، أن الدوائر الصهيونية في أوروبا كانت قبل بضعة أعوام تسخر من العرب والآن يقولون أن العراق على وشك إنتاج قنبلة ذرية".

أرسلت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية مذكرة بالغة السرية، إلى "تسفي زامير" وهو جنرال سابق، وكانت المهمة أن يقتحموا منزل بطرس ابن حليم، العالم العراقي في النووي، في باريس ووضع أجهزة تنصت في كل مكان بمنزله.

وبعد فترة استطاع علماء الموساد أن يقنعوا "حليم" أن يعمل معهم، بعد أن أقنعوه أنهم لا علاقة لهم بإسرائيل، وأنهم يعملون في مشروعهم المتمثل في نقل محطات طاقة نووية لدول العالم الثالث، لأغراض سلمية،

دفع الموساد لحليم 8 آلاف دولار أمريكي، بشكل مبدئي مقابل إعطائهم نموذجا للمفاعل العراقي، لكن بعد فترة أحس "حليم" أنه وقع في مشكلة كبيرة، لكن الآون قد فات، فقد أعطاهم معلومات عن المفاعل، ليتمكن عناصر المخابرات الإسرائيلية من تدمير المفاعل النووي قبل نقله إلى العراق.


مواضيع متعلقة