"مُدرس الفصل" و"جرايد بابا في البيت".. من هنا بدأ عشق اللغة العربية

"مُدرس الفصل" و"جرايد بابا في البيت".. من هنا بدأ عشق اللغة العربية
- اللغة العربية
- اليوم العالمي للغة العربية
- لغة الضاد
- اللغة العربية
- اليوم العالمي للغة العربية
- لغة الضاد
"إن الذي ملأ اللغاتِ محاسنًا.. جعل الجمال وسره في الضاد"، تلك اللغة التي تغزّل بها أمير الشعراء أحمد شوقي يتحدثها أكثر من 422 مليون نسمة، ولكن عدد يصغره يحبونها ويجيدون استخدامها بعيدًا عن "العامية" المنتشرة في كل موطن فتختلف اللهجات بعيدة عن الفصحى.
تنوعت أسباب الانغماس في حب اللغة من تجربة لأخرى، وإن تمحورت معظمها في سبب رئيسي إلى جانبه عوامل أخرى يظهر في "المعلم" المخصص لتدريس اللغة العربية في مراحل التعليم الأساسي، وهي المرحلة التي يتعرف بها الطلبة بحق على لغتهم الأم.
أول من أوجد جسرًا للتواصل بين اللغة العربية "كلغة" مش كمادة امتحان ونجاح مع هبة أحمد هم المُعلمين في مدرستها الإعدادية ثم الثانوية العامة، فحبها للقراءة بشكل عام دفعها لادخار مصروفها طوال الأسبوع لتشتري به كتبًا للأطفال عن النساء والرجال أيام الرسول "وكنت بلاقي أبيات شعر صعبة عليا مش شبه اللي بناخده في المدرسة، كنت أروح لمدرسي في الإعدادية يشرحهالي.. ودي كانت بداية التعلق".
من التعلق يولد الشغف، ذلك ما حدث مع "هبة" حتى أصبحت مذاكرة منهج النحو فترة "البريك" التي ترتاح فيها من إرهاق المواد الدسمة كالكيمياء والفيزياء والرياضة، ومن حب اللغة نما لديها حب الشعر وتطويع التراكيب اللغوية للتعبير عن المشاعر "بقيت أقدر قيمة اللفظ وإن الكلمات لا تقال هباء أو في غير مواضيعها"، وأصبح حبها للغة نهم لا يشبع وحتى الآن تنتابها السعادة عندما تُعرب جملة بشكل صحيح أو تتعلم قاعدة جديدة أو تجد مشتقات لكلمة اول مرة تُعرض لها.
ينسب مصطفى محمد فضل حبه للغة العربية إلى أستاذه غالي إسماعيل إبراهيم، الذي تخرج في كلية الآداب، وكان شغوفًا بها يُدرّسها فحبب التلاميذ في مناهج النحو وأحب التلاميذ التي تُحب اللغة "مكنش بيبخل على حد بمعلومة في الفصل، تقريبا كان مدرس استثنائي بالنسبة ليا".
الابتكار في التدريس كان سببًا آخر، فجعل ذلك الأستاذ الطلاب تفكر في إعراب كلمات ويعطيهم حافزا "اللي هيجاوب صح ليه مكافأة مني".. كانت المكافأة "فلوس أو قلم أو مقلمة"، فكان مصطفى يأخذ الكلمات وإذا لم يعرف إعرابها يبحث في المنهج وإذا لم يجدها يتجه إلى أطلس النحو للبحث داخله، ويعرف بداية الإجابة ويهرول إليه ليخبره، "وهو يكملي الإعراب ويقولي السبب ويشرحلي شرح مبسط للكلمات، وكان دايما بيشجعني، لدرجة إني في الابتدائية نقصت نص درجة بس في امتحان العربي وكانت في التعبير".
يُكمل مصطفى ما فعله أستاذه في المرحلة الإعداداية ليزيده تعلقًا وحبًا للغة "كان دايما بيقولنا أبيات شعر فكنت دايما بكتبها وراه وأروح أدوّر عليها، فكنت بحفظها وفي أي تعبير كنت بجيب شواهد من اللي كان بيقولها على حسب سياق الكلام والموضوع"، حتى وصل إلى مرحلة الإعدادية وهو متأسس جيدًا في النحو "وكملت على نفس الطريقة بتاعته أدور على الكلمات أو الحاجة الغريبة، في النحو أو الشعر، فتقريبا كنت نابغة في العربي والنحو والفضل كان لربنا الأول ثم هو".
لا ينفصل المنزل عن المدرسة، فهو المُكمل الرئيس لشخص سوي نفسيًا وتعليميًا، فكان والد "هبه حمدي" سببٌ رئيسي في حبها للقراءة واللغة العربية "كان بيخليني أقرا الجرنال وأنا لسه مدخلتش المدرسة"، وإحضار الكتب التي تناسب عمرها لقراءتها حتى في مرحلة الإعدادية صارت قارئة لروايات أديب نوبل نجيب محفوظ، وعميد الأدب العربي طه حسين وغيرهما من علامات الأدب العربي، وكذلك كتب في مجالات مختلفة.
وكما وجدت معلمين يساعدونها على حب اللغة، ولم تجد "حمدي" معلمي العربي في مراحلها الأساسية مهتمون باللغة بعيدًا عن المنهج الذي يلقونه للتلاميذ فقط، عدا مُدرسًا واحدًا في المرحلة الإعدادية "يمكن كان الوحيد المتمكن من اللغة صح".