البطل أحمد عبدالعزيز
- أحمد عبدالعزيز
- الأراضى الفلسطينية
- الجامعة العربية
- الجيش الأردنى
- الجيش العربى
- الجيش المصرى
- الحدود المصرية
- الدول العربية
- أبطال
- أبناء
- أحمد عبدالعزيز
- الأراضى الفلسطينية
- الجامعة العربية
- الجيش الأردنى
- الجيش العربى
- الجيش المصرى
- الحدود المصرية
- الدول العربية
- أبطال
- أبناء
«من القائد العام لقوات المتطوعين بالجبهة الجنوبية بفلسطين إلى المتطوعين. أيها المتطوعون: قبل أن نتحرك إلى جبهة القتال يجب أن نؤمن تماماً بالغاية النبيلة التى نحارب من أجلها.. إننا سنقاتل اليهود بفلسطين لأنهم قوم جحدوا نعمة الله عليهم وإحسان المسلمين إليهم الذين تركوهم بينهم ينعمون فى بلادهم ويثرون ويتكاثرون، حتى إذا ما أنسوا فى أنفسهم بعض القوة غدروا بالمسلمين، وشرعوا فى اغتصاب أقدس ما لديهم وهو وطنهم العربى وتراثهم الإنسانى. لقد بدأ اليهود غدرهم بشراء قطع متناثرة من الأراضى الفلسطينية بدعوى الحياة فيها فى سلام ووئام.. ولكنهم أخذوا يشيّدون الحصون عليها ويحشدون قواتهم فيها، حتى إذا تكاثر عددهم واشتد ساعدهم انقلبوا على سكان البلاد يريدون محوهم وتدمير فلسطين وإنشاء دولة يهودية على أنقاضها تحتل مركزاً متوسطاً بين بلاد الجامعة العربية وتهدم الوحدة الجغرافية والتاريخية للبلاد العربية. فنحن نحارب دفاعاً عن تراث العروبة، ودرءاً لخطر جسيم يهدد كيان الدول العربية ومستقبلها.. نحن نحارب فى سبيل الله لأننا لا نبغى استعماراً، بل نريد أن نمنع أشنع خيانة وأفظع نوع من أنواع الظلم الذى لم يجد التاريخ مثيلاً له. نحن نحارب عدواً غادراً خائناً خبيثاً يقتل ويمثل بالأبرياء الذين آووه وتسامحوا معه كثيراً.. نحن نحارب لحماية بلادنا وأولادنا وأحفادنا وأعراضنا وآمالنا فى المستقبل من خطر اليهود الذى لا يضاهيه أى خطر فى الشرق.
أيها المتطوعون.. إن حرباً هذه أهدافها هى الحرب المقدسة وهى الجهاد الصحيح الذى يفتح أمامنا أبواب الجنة ويضع على هاماتنا أكاليل المجد والشرف.. فلنقاتل العدو بعزيمة المجاهدين، ولنعلم أن أبناء وطننا ينتظرون سماع أخبار انتصاراتنا وأعمالنا المجيدة التى تحيى آمالهم فى المستقبل.. ولا تنسوا أن هذه الأرض التى سنحارب عليها قد حارب أجدادنا عليها فى عصور مختلفة وسجلوا لنا مجداً عظيماً خالداً، فلنردّ هذا المجد الأبدى ولنخشَ غضب الله وحكم التاريخ إذا نحن قصرنا فى أمانة هذا الجهاد العظيم».
الحدود المصرية، أول مايو 1948، القائد العام لقوات المتطوعين بالجبهة الجنوبية بفلسطين بكباشى أركان حرب.. أحمد عبدالعزيز.
كان هذا هو المنشور الأول الذى كتبه أحمد عبدالعزيز ووزعه على المتطوعين من الجيش والمدنيين الذين سبقوا الجيش المصرى النظامى فى حرب فلسطين، وتقدم مع رجاله وانطلق مع قواته إلى «خان يونس» و«رفح»، ومن خان يونس تم الهجوم على أول مستعمرة صهيونية، وفرّ اليهود هاربين.. ثم تقدم إلى «دير البلح» وكانت معركة شديدة أصيب فيها «كمال الدين حسين» قائد مدفعية المتطوعين.. ثم قام بتطهير مدخل غزة لتأمين القوات المصرية التى كانت على وشك دخول الميدان، ودمر مستعمرة «بيرون إسحق»، ودخل الجيش فى فجر 15 مايو 1948، ودكّت الطائرات مواقع العصابات فى «بيت حانون»، وتوجه أحمد عبدالعزيز إلى معسكر «البريج» ودمره بالكامل، ومن «البريج» إلى «بير سبع»، ثم دمر مستعمرة «بيت إيشل»، ثم تحركت قواته إلى «الخليل» مع القوات النظامية، وفى الطريق طهّر «العسلوج»، ثم توجه إلى مستعمرة «رامات راحيل» التى تقع فى الطريق بين بيت لحم والقدس.. ثم بدأ الهجوم على القدس القديمة وكان اليهود يشنون عليها الهجمات، واستمر الصراع 13 يوماً، وسقطت بعدها القدس فى أيدى قوات أحمد عبدالعزيز. كانت القوات المصرية النظامية قد انطلقت إلى «دير سنيد» ثم «المجدل» و«أسدود»، وشرقاً احتلت «الفالوجا»، ثم تقدمت شمال «أسدود» فى طريقها إلى «تل أبيب» التى كانت تُضرب بالطائرات المصرية. وتقدمت القوات المصرية إلى القدس التى أصبحت مركزاً لقيادة الجيش العربى، واتجه عبدالعزيز إلى ضرب المستعمرات اليهودية فى القدس، وحاصر اليهود فيها.. ثم.. ثم.. فى 11 مايو أُعلنت الهدنة، واستغلها الصهاينة أحسن استغلال بخرق الهدنة كل حين. فى 9 يوليو استؤنفت الحرب، وبعدها بيومين انسحب الجيش الأردنى من اللد والرملة فجأة وتركهما لليهود، ووقف الأبطال وحدهم يواجهون العاصفة. ويقول كمال الدين حسين فى مذكراته عن حرب فلسطين: «وكأنما الهدنة لم تُرفع إلا ليسلم الملك عبدالله اللد والرملة لليهود».. وشاهد أحمد عبدالعزيز يحدث نفسه قائلاً: ماذا فعلنا؟ وفيم كل هذه التضحيات التى بذلناها، وما هو موقفنا الآن؟ وما الذى ينتظرنا اليوم وغداً وبعد غد؟
فى 23 أغسطس دُعى أحمد عبدالعزيز من المندوب الأمريكى «رايلى» لحضور لجنة الهدنة مع «عبدالله التل» من الأردن والقائد اليهودى «موشى ديان» وكبير مراقبى الهدنة ومندوب الصليب الأحمر، وذهب وسجل عدوان اليهود على أرواح العرب فى فلسطين وعلى ممتلكاتهم، وأبى أن يفرط فى شبر واحد مما كسبه هو ورجاله، ورفض أن يجلس مع موشى ديان على منضدة واحدة احتقاراً له ولعصابته. كان فى هذا الوقت قد تم عزل جنوب فلسطين عن شمالها بواسطة رجال عبدالعزيز والجيش المصرى، وعندما انتهى الاجتماع أراد أن يتوجه للرئاسة العامة للقوات المصرية فى غزة، فانطلق إلى «بيت لحم»، ومنها إلى «عراق المنشية»، حيث الكتيبة المصرية، وتقدمت سيارته يقودها «صلاح سالم»، وعلى بعد عدة أمتار من الكتيبة انطلقت رصاصة تدوى.. واستشهد أحمد عبدالعزيز.
قيل إنها نيران صديقة من مصدر مصرى لانعدام التنسيق بين القوات النظامية والفدائيين. المهم أن أحمد عبدالعزيز مات بعد أن أخذ القدس.. مات مؤمناً بحق الفلسطينيين وبغدر وخطورة اليهود على المنطقة العربية وعلى أبنائنا وأحفادنا.. مات مؤمناً بالعروبة والقوة الكامنة فيها وفى وحدتها وروح أبنائها.. ولكن، ماذا يمكن أن نقول له اليوم؟