«أكاديمية الشباب».. خطة «السيسى» للعبور نحو المستقبل

«أكاديمية الشباب».. خطة «السيسى» للعبور نحو المستقبل
- أستاذ العلوم السياسية
- أعضاء هيئة التدريس
- إعداد القادة
- استغلال طاقات الشباب
- الإرادة السياسية
- الالتحاق بالأكاديمية
- التعليم العالى
- أكاديمية الشباب
- أستاذ العلوم السياسية
- أعضاء هيئة التدريس
- إعداد القادة
- استغلال طاقات الشباب
- الإرادة السياسية
- الالتحاق بالأكاديمية
- التعليم العالى
- أكاديمية الشباب
«تمكين الشباب» هدف نادى به الكثيرون، سواء قبل 25 يناير أو بعدها، سعياً لاستغلال طاقات الشباب الهائلة، ومضت السنوات ولم يتحقق شىء سوى مبادرات فردية غير منظمة تظهر وتختفى من حين لآخر، حتى فاجأ الرئيس عبدالفتاح السيسى الجميع، فى ختام فعاليات المؤتمر الأول للشباب بشرم الشيخ نوفمبر 2016، وأعلن عن إنشاء الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب ضمن توصيات المؤتمر الذى حضره 3 آلاف شاب وفتاة.
وفى أغسطس الماضى أصدر الرئيس القرار الجمهورى رقم 434 لسنة 2017 بإنشاء الأكاديمية التى يعتبرها كثيرون بوابة مصر لصناعة قادة المستقبل، ونافذتها التى ستسمح بضخ دماء جديدة فى الجهاز الإدارى والتنفيذى المترهل، ويراها البعض فرصة جيدة لتشكيل نخبة بديلة تكون أكثر مواكبة للعصر وأكثر قدرة على مواجهة التحديات المختلفة. الفكرة باتت على وشك الخروج إلى النور، وهى تشبه إلى حد كبير المدرسة الوطنية للإدارة فى فرنسا، التى ساهمت على مدار السنوات الأربعين الماضية فى تخريج عدد كبير من المسئولين الفرنسيين بين رؤساء ووزراء وقيادات فى مواقع كثيرة مهمة، إلا أن الخبراء والسياسيين أكدوا ضرورة انتقاء المناهج الدراسية والتدريبية بعناية واختيار أعضاء هيئة التدريس ممن يتمتعون بمستوى عالٍ من الكفاءة ووضع شروط للالتحاق تضمن جدية وجاهزية المتقدمين.
{long_qoute_1}
فيما رأى شباب الأحزاب أن الأكاديمية ستخرج كوادر سياسية وإدارية فى كل المجالات.. وهذه مطالبنا من «الفكرة الحلم»، حيث رأى حزب «المؤتمر» أنها ستوفر تدريباً فى الإدارة والسياسة، و«حماة الوطن» أكد أن مثيلتها ساهمت فى تقدم وتطور فرنسا، فيما أوضح «التجمع» أن إشراف مؤسسة الرئاسة على الأكاديمية هو السبيل لنجاحها. وخلال الأشهر الماضية بدأ العمل لتجهيز مقر الأكاديمية الوطنية فى مدينة السادس من أكتوبر، الذى يتكون من 6 مبانٍ رئيسية على مساحة 10 آلاف متر مربع، وينتظر الدفعة الأولى من الطلبة الشباب الذين سيلتحقون بالأكاديمية.
أكد خبراء وسياسيون أن الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب ستساعد فى ملء الفراغ الذى تعانى منه مصر على مستوى القيادات والكوادر بالمواقع التنفيذية والإدارية، ستخلق نخبة جديدة من الشباب، وستسهم فى رفع مستوى الحياة السياسية بمصر وتحسين أداء الجهاز الإدارى خلال أعوام قليلة.
وقال الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الأكاديمية ستفتح الطريق لتمكين الشباب من خلال إعداد القادة ووضعهم على الطريق الصحيح والاستعانة بهم فى المواقع المختلفة بعد تأهيلهم وتدريبهم بالشكل المناسب، مؤكداً أن إنشاء الأكاديمية يعد رسالة مهمة إلى الداخل والخارج بطبيعة المرحلة الجديدة التى تخطو مصر نحوها بخطوات ثابتة تقوم على ركيزتين أساسيتين، هما العمل المؤسسى، والعلم والمعرفة. {left_qoute_1}
وأضاف: «رغم كل المحاولات والفرص التى أتيحت للشباب منذ عام 2011 للمشاركة فى العمل العام، فإنها كانت فرصاً فردية ومتناثرة، وخضعت فى كثير من الأحيان لاعتبارات سياسية، وليس لاعتبارات الكفاءة، ففكرة إعداد القيادات المؤهلة لتولى المسئولية غابت عن مصر لفترة طويلة، سواء على مستوى الإطار الرسمى المتمثل فى الدولة، أو على مستوى الأحزاب ومؤسسات العمل الأهلى، مما حرم مصر من وجود صف ثانٍ من القيادات والكوادر».
وقارن «سلامة» بين الأكاديمية الجديدة ومنظمة الشباب الاشتراكى التى أنشأها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى ستينات القرن الماضى، قائلاً: البعض منا يذهب إلى أن الأكاديمية لا تعنى اختراع العجلة من جديد، وأنها مجرد إعادة إنتاج لمنظمة شباب الستينات، وآخرون يرون أن هناك العديد من الاختلافات بين الكيانين، مبدياً انحيازه إلى الرأى الثانى، ومؤكداً أن هناك فروقاً جوهرية بين تجربة منظمة الشباب فى عهد «عبدالناصر» والأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب فى عهد «السيسى».
ورصد «سلامة» الفروق بين الكيانين بقوله إن كل كيان وليد الظروف والبيئة التى ظهر فيها، ويستجيب لحاجات أساسية تطرحها هذه البيئة؛ فمنظمة الشباب كانت فى الأساس تنظيماً سياسياً تحددت وظيفته الأساسية فى ضمان تأييد ودعم نظام الحكم القائم آنذاك استناداً إلى أيديولوجيا التعبئة والحشد، على عكس الأكاديمية التى ستتولى تدريب الشباب على علوم الإدارة والقيادة، وهو ما نعانى فيه من قصور شديد، استناداً إلى فلسفة المشاركة والتفاعل الإيجابى، كما أن منظمة الشباب قامت فى ظل تنظيم سياسى وحيد كان بحاجة إلى ذراع لحشد الشباب حول نظام الحكم، أما الأكاديمية فتأتى فى ظل تعددية حزبية يقرها الدستور لكنها تعددية هشة بحكم حداثة نشأة الأحزاب القائمة، ومهمة الأكاديمية هنا هى تأهيل الشباب مهنياً وإدارياً وفكرياً وسياسياً، وستسهم فى خدمة الأحزاب وجعلها قادرة على أداء وظيفتها فى التنشئة السياسية وتجنيد الكوادر المؤهلة لخوض غمار العمل السياسى، ورفع مستوى الوعى المجتمعى، واصفاً الأكاديمية التى أعلن عنها «السيسى» بأنها ستكون «مصنع النخبة» الجديدة فى شتى المجالات.
وشدد «سلامة» على أن الأكاديمية لا ينبغى أن يكون هدفها خلق ظهير مجتمعى مساند للرئيس كما يروج البعض، بل سيكون الغرض منها سد الفراغ على مستوى الكوادر والقيادات، وخلق ظهير مجتمعى ينتمى للوطن ويعمل على المستوى القومى بغض النظر عن الأشخاص، على عكس الأوضاع إبان فترة عمل منظمة الشباب الاشتراكى، مشيراً إلى أن تدشين هذه الأكاديمية من خلال احتفالية كبرى بحضور رئيس الجمهورية سيكسبها مصداقية، ويؤكد العزم على تحقيق أهدافها من ناحية، وخضوعها للمساءلة.
{long_qoute_2}
وطالب بصياغة برنامج تدريبى يقوم على شقين، نظرى وميدانى، تتاح فيه الفرصة للشباب من كل التيارات، ومن كل الهيئات والوزارات ما دامت شروط الالتحاق بالأكاديمية تنطبق عليه، وهو أمر له أهميته فى لم شمل الشباب وتجسير الفجوة بينهم على اختلاف توجهاتهم، علاوة على تحقيق العدالة بين القيادات الشبابية بصرف النظر عن انتماءاتهم الفكرية والسياسية بما يمكن الدولة من سد النقص فى القيادات حسب احتياجات الوزارات والهيئات المختلفة، مضيفاً: «مما لا شك فيه أن الشباب الذين يمثلون نحو 60% من مجموع السكان فى مصر يحتاجون إلى وضع سياسة قومية فعالة لاستيعابهم اجتماعياً وثقافياً وقبل ذلك سياسياً، ويمكن القول إن توصيات مؤتمر شباب الباحثين تمثل إضافة قيمة للأفكار المتداولة الخاصة بتمكين الشباب، وتبرز أهميتها فى كونها شاملة ومترابطة وتتسم بكونها عملية وقابلة للتطبيق».
من جانبه، قال كريم نورالدين، الباحث فى علم الإدارة المحلية، والمنسق العام لحملة «المحليات للشباب» التى ظهرت بعد ثورة 25 يناير، إن القرار الجمهورى بإنشاء الأكاديمية من شأنه خلق كوادر شبابية تستطيع الاندماج مع الجهاز الإدارى للدولة، مضيفاً أن ما يهم المصريين الآن أكثر من وجود مناخ سياسى حقيقى هو السيطرة على الترهل الذى أصاب الجهاز الإدارى لأن خريجى الأكاديمية لو استطاعوا إحياء هذا الجهاز فسيصبحون بالتبعية كوادر سياسية لها شعبية، وسيقدمون خدمة كبيرة للدولة التى تعانى من ترهل الجهاز الإدارى.
وشبه «نورالدين» الأكاديمية الوطنية المصرية المنتظر خروجها للنور بأنها ستكون على غرار المدرسة الوطنية للإدارة فى فرنسا التى تخرج فيها كبار الساسة والرؤساء الفرنسيين، وساهمت فى تحقيق نقلة إدارية وسياسية فى فرنسا، مشيراً إلى أن الإعلان عن تبعية الأكاديمية للرئيس السيسى مباشرة سيخلق حالة من الثقة لدى الشباب نظراً لأنه يعنى أن الرئيس ينفذ ما وعد به بمؤتمرات الشباب السابقة، والتوصيات التى قدمها الشباب فى هذه المؤتمرات، ومن بينها الأكاديمية.
وعلى المستوى الدولى، قال الدكتور سعيد اللاوندى، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب سيكون لها انعكاس دولى جيد، وستقدم صورة إيجابية عن الإرادة السياسية فى مصر، وتؤكد أنها تتجه نحو تمكين الشباب، لكن صحة هذا التوجه سيتأكد من خلال الخطوات التنفيذية التى سيتم اتخاذها، وجدية الأكاديمية، وشروط الالتحاق، والمناهج وهيئة التدريس.
وأضاف أن كل هذه المحاور ستحدد جدوى الأكاديمية وفاعليتها من عدمه، لأن قرار الرئيس دليل على رغبته فى تخريج شباب واعٍ بفنون الإدارة ومدرك للمسئولية التى تتطلبها المناصب المختلفة، لقناعته بأن الشباب هم مستقبل وقادة مصر فى المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن مدرسة الإدارة الفرنسية تقع تحت إشراف وزارة التعليم العالى ويلتحق بها خريجو ما يعادل الثانوية العامة لدينا، وهى بوابة المرور لرئاسة فرنسا والأحزاب، فجاك شيراك كان من خريجيها، وكذلك «ميتران، وساركوزى، وأولاند»، وهى مدرسة لإعداد القادة، مضيفاً: «نتمنى أن تكون الأكاديمية الوطنية فى مصر على هذا المستوى من الكفاءة والفاعلية وبوابة لتخريج صفوف جديدة من القادة على كل المستويات».