«حلمى النمنم»: «بكين» رفضت مشاركة شعراء مصريين فى العام الثقافى وطلبت حرفيين بدلاً منهم.. وفنانو الخط العربى أذهلوا الصينيين

كتب: محمد البرغوثى وشيماء عادل

«حلمى النمنم»: «بكين» رفضت مشاركة شعراء مصريين فى العام الثقافى وطلبت حرفيين بدلاً منهم.. وفنانو الخط العربى أذهلوا الصينيين

«حلمى النمنم»: «بكين» رفضت مشاركة شعراء مصريين فى العام الثقافى وطلبت حرفيين بدلاً منهم.. وفنانو الخط العربى أذهلوا الصينيين

أكد الكاتب الصحفى، حلمى النمنم، وزير الثقافة، أن الوزارة تعمل فى الفترة الحالية على إرساء مبدأ العدالة الثقافية، من خلال العمل على نشر الأنشطة الثقافية على مستوى محافظات الجمهورية، مشيراً إلى أن المناطق الحدودية والصعيد ممتلئ بالمواهب التى تحتاج إلى من يقدم لها الفرصة والدعم.

{long_qoute_1}

وأضاف «النمنم»، فى حواره لـ«الوطن»، أنه يتمنى أن تكون هناك دار أوبرا، وفروع لدار الكتب والوثائق، والمجلس الأعلى للثقافة، فى جميع محافظات الجمهورية، وألا تكون هذه الأماكن متمركزة فى القاهرة فقط، لافتاً إلى أنه يعمل حالياً على إقامة فرع لأكاديمية الفنون فى مدن القناة، كما أنه جار إنشاء دار أوبرا فى الأقصر على مساحة 13 ألف متر مربع.. إلى نص الحوار:

بمجرد إعلان اسم حلمى النمنم، الكاتب الصحفى، والمثقف، وزيراً للثقافة، ارتفع سقف طموحات المثقفين، للدرجة التى اعتقد البعض معها أن «النمنم» سيضغط على زر نشهد بعده نهضة ثقافية مفاجئة، هل هذا السقف العالى للطموحات شكل عبئاً عليك؟

- لم يشكل عبئاً على الإطلاق، لكن المردود الثقافى لن يأتى بين يوم وليلة، ولكن مفعوله قد يظهر بعد 5 أو 10 سنوات، والثقافة بالذات مختلفة عن باقى جوانب التنمية الأخرى، عائدها لا يظهر فوراً، على سبيل المثال الدكتور طه حسين نادى بمبدأ مجانية التعليم عام 1950 لكن عائدها بدأ يظهر فى منتصف الستينات، أو فى حقيقة الأمر بعد هزيمة 67، وبالتالى فالعائد لا يظهر خلال سنة أو سنتين، وربما يظهر بعد جيل بأكمله، ثانياً يوجد فرق بين الثقافة ووزارة الثقافة، إذا تحدثنا عن وزارة الثقافة فنحن نتحدث عن عمل جزء منه إدارى متوقف على قدرات الناس والكوادر الإدارية، وجزء آخر يتعلق بالخطط والميزانيات. {left_qoute_1}

هذه الوزارة جلس على مقعدها وزير لمدة 24 سنة، ثم مجموعة وزراء لم يجلس أحد فيهم أكثر من سنة.. من الركود الشديد إلى الفوضى الشديدة، كيف انعكس ذلك على وزارة الثقافة؟

- هذا الأمر لم يحدث فى وزارة الثقافة وحدها، وإنما حدث فى جميع الوزارات بسبب ظروف البلد، ومن حسن الحظ أن مصر دولة مؤسسات، بمعنى أنه ممكن يتغير وزير كل شهر، ولكن توجد مؤسسات راسخة وموجودة، وهذا حفظ هذا البلد، وعندما ننظر لقضية فلسطين نجد أن الصهاينة اشتغلوا على مصر قبل فلسطين، وكان نفسهم يدشنوا موطنهم القومى فى مصر، ولكنهم فشلوا، وعملوا «مستوطنة» فى أوائل القرن العشرين فى «كوم امبو»، وفشلوا رغم أنه كان هناك احتلال إنجليزى، وذلك لأننا دولة مؤسسات عميقة جداً وقوية جداً وراسخة جداً ووطنية جداً، وبالتالى تغيير الوزراء السريع لم يؤثر على تلك المؤسسات وإنما نتج عنه شىء آخر، خاصة بعد ثورة 25 يناير، وأنا أراها ثورة حقيقية جداً وعظيمة، لكن ما حدث بعد الثورة من تغيير الوزراء وملاحقتهم بتهم فساد أضعف بعض الوزارات، وأعطى ما أسميه «الفساد الصغير» قوة، وعلى سبيل المثال لو تطرقنا لموضوع الغش فى الثانوية العامة، نجد أنه كل سنة كان يتم تغيير وزير بسبب تسريب الامتحانات، إلى أن جاء وزير أراه من وجهة نظرى وزيراً جريئاً اسمه الدكتور الهلال الشربينى، قال أنا وحدى لن أقدر على مواجهة هذا الأمر إلا بمساعدة أجهزة الدولة، وبالفعل امتدت أيدى الأجهزة وضبطوا صاحب المطبعة وزوجته المتهمين الأساسيين فى تسريب امتحانات الثانوية وهما فى السجن الآن، وكانت النتيجة أن امتحانات الثانوية العامة فى 2017 لم تر الغش مثل السنوات السابقة.

هل الوزير أصبحت يده مغلولة بسبب خوفه من اتخاذ إجراءات أو قرارات ربما تقوده للسجن؟

- الوزراء الذين ذهبوا للسجن لم يذهبوا فى أخطاء إدارية، وإنما ذهبوا فى فساد مالى، لكن الوزير مسئول سياسى من الوارد أن يقدر أمراً ويكون التقدير غير صحيح، ممكن يدخل فى خطأ سياسى ولا يحاسب عليه، لأنه فى النهاية مسئول سياسى أمام البرلمان والدستور ورئيس الجمهورية.

معنى هذا أنه ليس صحيحاً أن كثيراً من الوزراء تتأخر الأوراق لديهم، وينفقون أغلب أوقاتهم فى قراءة «بوسطة» وأوراق للدرجة التى يغرقون معها فى التفاصيل؟

- واحدة من السوءات التى حصلت بعد ثورة 25 يناير أن الوزير عومل فى ميليشيات «الفيس بوك» ليس كمسئول سياسى، وإنما باعتباره كبير الموظفين، وعلى سبيل المثال عندما تذهب لشراء كتاب من مكتبة فى قصر ثقافة أسوان، فالموظف يسىء التعامل معك «واجب إنه يتاخد إجراء ضده» ولكن هذه ليست مسئولية الوزير، الوزير عليه مسئولية سياسية، ولكن هذه مسئولية إدارية يجب أن يتم وضعها فى نطاقها، وطبعاً هذا لا يقلل من حجم المشكلات التى يجب أن تُحل فى الإطار الإدارى.

لماذا تغضب عندما يحدثك أحد عن قصور الثقافة «الثقافة الجماهيرية»؟

- لا أطلاقاً أنا لا أغضب.

إذن هل ترى أنه لا يوجد تقصير فى «الثقافة الجماهيرية» فى الريف والقرى والمناطق الحدودية؟

- دعنا نضع النقاط فوق الحروف، أولاً هل يوجد تقصير؟ نعم يوجد تقصير، ثانياً نحن لم نصل فى كل القطاعات للمستوى الثقافى المطلوب، أعرف هذا جيداً، لكن هذا أمر وإشاعة بعض الأساطير أمر آخر، بمعنى عندما يأتى زميل صحفى بصورة لقصر ثقافة فى 2005، وينشرها اليوم هذا معناه تدليس، وعندما تلجأ لرئيسه المباشر يكون رده بلا مبالاة، ويخبرك بأن الأمر عادى ولا يستحق الزعل وأنه سيقوم بتكذيبه فى اليوم التالى، والجميع يتناسى أننى زميل صحفى قبل أن أكون وزيراً للثقافة، وبالتالى الترويج لمعلومات كاذبة أمر مستفز.

{long_qoute_2}

ما رؤية الوزير حلمى النمنم للثقافة الجماهيرية الفترة المقبلة؟

- أنا شخصياً من مواليد ميت غمر، ولم يكن لدينا قصر ثقافة، وأول كتب طالعتها كانت فى المكتبة التابعة للمجلس المحلى، ومكتبة المدرسة، وأنا فى حياتى لم أدخل قصر ثقافة إلا بعد ما أصبحت صحفياً، وأكثر ما يغضبنى مقولة إن الثقافة الجماهيرية هى التى كانت «شايلة» الثقافة فى البلد، وللأسف هذا لم يحدث وأتمنى ألا يحدث.

لماذا؟

- لأن الثقافة الجماهيرية لها دور محدد، وتأسست فى مصر فى الأربعينات عندما كان السنهورى باشا وزيراً للمعارف فى حكومة النقراشى باشا الذى اغتاله الإخوان، وكانت توجد خارج مصر باسم الجامعة الشعبية، وكان دورها أن تساهم فى محو الأمية وتتيح بعض القراءة للجمهور، ثم بعد ثورة 52 «الجامعة الشعبية» تغير اسمها لـ«الثقافة الشعبية» وتبعت وزارة الإرشاد القومى، فى زمن فتحى رضوان، وتغير اسمها لقصور الثقافة فى عهد الدكتور محمد عبدالقادر حاتم، وزير الثقافة والإعلام، وكان هدفها هو تطوير المهن الثقافية «الحرف التراثية»، ويوم وفاة الرئيس جمال عبدالناصر مصر كان يوجد بها 6 قصور ثقافة يعمل منها 4 فقط، لذلك من يدعى أو يقول إن الثقافة الجماهيرية فى الستينات كانت «شايلة» الثقافة فى مصر هذا كذب وافتراء، ويبقى السؤال لماذا نصر على قول أشياء غير حقيقية؟ وفى عهد الرئيس السادات تم اعتبار قصور الثقافة «نتوء ناصرى» وتركها لسعد الدين وهبة ولم يطلب منها أى شىء، ثم فى الثمانينات تم التركيز على المبانى والإنشاءات وأن يدخلها أكبر عدد ممكن من الأشخاص، ولما يكون عندى نحو نصف العاملين فى الثقافة الجماهيرية بلا مؤهلات، ويكتب أمامه دون المؤهل المتوسط، وكذلك يصبح لديك اثنان من مديرى القصور يحملان شهادات إعدادية، هل نتوقع أن قصور الثقافة يكون لها دور فى نشر الفكر الثقافى؟! {left_qoute_2}

أنت كوزير مطالب بما يسمى العدالة الثقافية، فكيف ستحقق ذلك؟

- العدالة الثقافية لحسن الحظ منصوص عليها فى دستور 2014، وأنا من وقت تعيينى وزيراً للثقافة أشتغل على هذا المبدأ، وللأسف أننا وصلنا لمرحلة أن الأوبرا أصبحت للقاهرة ووسط البلد، ومعرض الكتاب أصبح للقاهرة، ويكفى الأقاليم «الثقافة الجماهيرية»، وهذا ما أقف ضده، فمن حق المحافظات الأخرى أن يوجد بها أوبرا، والمجلس الأعلى للثقافة تكون له فروع فى المحافظات أيضاً، والقانون يمنح له هذا الحق، وكذلك دار الكتب والوثائق لا بد أن تكون لها عدة مقرات فى الأقاليم لأن الباحث فى جنوب الوادى وسيناء قد لا تمكنه الظروف من الذهاب إلى القاهرة والاطلاع على الكتب والوثائق.

لماذا دائماً النخبة لا تشارك فى دعم الأنشطة الثقافية؟

- أنا أختلف معك فى هذا الأمر لأنه بداية من القرن التاسع عشر حتى الثلاثينات من القرن الماضى، الأثرياء فى هذا البلد قدموا الكثير إلى الثقافة، على سبيل المثال أول طبعة من مقدمة ابن خلدون، وأول طبعة من الفتوحات المكية، تم طبعها على نفقة أحد التجار الكبار، وقائمة المتبرعين لجامعة القاهرة كانت أغلبها من الأثرياء، لكن عندما نتحدث عن الطبقة المتوسطة فيمكننا القول بأن هذه الطبقة هى التى حملت العبء الثقافى فى مصر، وعندما تأتى فى حالة الدكتور طه حسين وتجد أن علوى باشا، وكان رئيس مجلس إدارة الجامعة، كان يدفع من جيبه الخاص طوال سنوات، نصف تكلفة البعثة، وهذه نماذج لا بد أن نحترمها، وهم بالمناسبة الذين قدموا أم كلثوم.

مصر ولادة ولكنها فى حاجة إلى تقليب تربة، ما الدور الذى تقوم به الوزارة فى هذا الشأن؟

- كنت فى قرية «المعابدة»، فى أسيوط، الخميس الماضى، هناك سمعت 5 أطفال يغنون وطفلين يلقيان شعراً، هذا البلد ملىء بالمواهب، منذ قدومى وزيراً للثقافة ونحن نقيم سنوياً مسابقة الصوت الذهبى، عندما ترى المواهب القادمة من المحافظات شىء مبهر، هم محتاجون منا عدة أشياء أولاً أنك تمنحهم فرصة، وثانياً تعترف بهم وتساعدهم معنوياً، وتوسع لهم هامش الحرية، وتساعدهم مادياً قدر الإمكان.

{long_qoute_3}

بمناسبة الحديث عن مسابقة «الصوت الذهبى» التى ينظمها صندوق التنمية الثقافية، كيف يتم تعويض قيمة الـ10% التى كانت مخصصة للصندوق من دخل الأماكن السياحية؟

- الـ10% متوقفة من سنة 2011، لأن الـ10% كانت من عائد السياحة، ودخل الآثار من السياحة بعد الثورة كان منعدماً، كما أنه تم فصل الآثار عن الثقافة، فضلاً عن أن موظفى الآثار يأخذون رواتبهم من عائد السياحة، والعائد أقل كثيراً من المرتبات، ولذلك يوجد توجيه من مجلس الوزراء للمالية والتخطيط لتغطية احتياجات الصندوق.

الهيئة العامة لقصور الثقافة تركت موضوعها الأساسى وبدأت تقوم بعمل غير تخصصها وهى طباعة الكتب فى الوقت الذى توجد فيه الهيئة العامة للكتاب ودار الكتب والوثائق.. لماذا هذا التداخل بين القطاعات؟

- كلامك صحيح جداً، وأنا لاحظته قبل مجيئى لوزارة الثقافة، وأذكر أنه فى سنة من السنوات صدر كتاب «مستقبل الثقافة فى مصر» للأديب طه حسين من 3 قطاعات فى الوزارة فى وقت واحد، وكان هذا السبب فى أن نعيد النظر فى مثل هذه الأمور، والآن توجد لجنة مشكلة من خبراء من وزارة التخطيط والجهاز المركزى للتنظيم والإدارة وعدد من قيادات وزارة الثقافة لإعادة هيكلة وزارة الثقافة. وعندنا الهيئة العامة للكتاب، مؤسسة نشر، ودار الكتب تقوم بالنشر، وصندوق التنمية الثقافية يقوم أيضاً بالنشر، وكذلك الجهاز القومى للترجمة، والمجلس الأعلى للثقافة يقوم بالنشر، والحرف التراثية توجد فى صندوق التنمية الثقافية، وقطاع الحرف التراثية فى الفنون التشكيلية، وجزء فى قصور الثقافة، لذلك قمنا بتشكيل اللجنة لإعادة الهيكلة، لأن هذا قد يؤدى لترهل إدارى وتشتيت الجهد بين القطاعات، وسوف نخرج بنتائج قريباً جداً. والتخصص داخل الوزارات موجود فى كل العالم، وعلى سبيل المثال عندما شاركنا فى العام الثقافى الصينى وأردنا إرسال شعراء وأدباء رفضوا، وقالوا هذا ليس تخصصنا، وإنما نريد مشاركة الحرف التراثية، وعندما أرسلنا فنانى خط عربى ذهب 6 وزراء صينيين لمشاهدة هذا الفن، ولاقى إقبالاً شديداً جداً من الجمهور، وتم إرسال خطاب شكر لنا من خلال السفارة. {left_qoute_3}

لماذا لا يتم التركيز على هذه الجوانب، خاصة أنها بمثابة عملاق اقتصادى نائم يمكن الاستفادة منه خلال الفترة المقبلة؟

- قمنا بتوسيع النشاط فى مدينة الحرف التراثية فى الفسطاط، ويتم التنسيق حالياً مع وزارة الصناعة والتجارة فى هذا الشأن، لأنها فعلاً تعد «عملاقاً اقتصادياً».

كيف يفكر وزير الثقافة فى أكاديمية الفنون؟

- كنا نتحدث منذ قليل عن العدالة الثقافية، وأنا خصصت جزءاً أكبر عن الفنون السمعية والبصرية، لأننا لدينا نسبة كبيرة من الأميين، وطريقة تثقيفهم تكون عن طريق السمع والمشاهدة، ناهيك عن أن معدلات القراءة أصبحت قليلة، ونحن كشعب ثقافتنا شعبية، وشريط الأطلال لأم كلثوم وزع المليون فى مدة زمنية قصيرة، لكن رواية لنجيب محفوظ فى وقت إصدارها لم تتخطَّ الـ10 آلاف، ومن هنا يجب الاهتمام بأكاديمية الفنون. وأحد أشكال مواجهة موجة التشدد والتطرف التى تجتاح المنطقة والعالم، هو مقاومتها بنشر الفنون، وفى السبعينات لما بدأ الإخوان ينتشرون أطلقوا الشيخ كشك من جامع «عين الحياة» للتشهير بأم كلثوم وعبدالحليم حافظ. وأنا حلمى أن أكاديمية الفنون تنتقل من مكانها، لأن هذا المكان لم يعد يليق بها، وأصبح زحمة جداً، ونحتاج أن نأخذ مكاناً ضخماً فى أكتوبر، القانون يعطينا الحق أن نعمل لها فروعاً فى المحافظات، وهى لها فرع صغير فى الإسكندرية، ونحن نبحث مع محافظتى بورسعيد والإسماعيلية لإقامة فرع للأكاديمية فى مدن القناة، ويجب أن تكون للأكاديمية فروع فى كافة المحافظات، وهذا يدخل ضمن إطار العدالة الثقافية التى تحدثنا عنها من قبل.

ما المشاكل التى واجهتك خلال متابعتك لأكاديمية الفنون؟

- فى البداية كان يتم التحقيق مع عمداء المعاهد التابعة للأكاديمية والأساتذة فى النيابة الإدارية، ولكن أوقفنا هذا الأمر، لأنهم كادر هيئة التدريس، ولا بد أن يتم التعامل معهم مثل أعضاء هيئة التدريس بجامعتى القاهرة وعين شمس، وكان لا يليق التعامل مع أساتذة الجامعة بهذا الأسلوب. ومن بين المشاكل كان الاعتقاد السائد بأن وزير الثقافة له حق استثناء طلاب من شرط المجموع للالتحاق بأكاديمية الفنون، وبعض الناس تيجى تشتكى وتقول أنا ابنى موهوب ولازم يدخل الأكاديمية، والموهبة تقررها لجان الأكاديمية، والمشكلة الأكبر أن عدداً كبيراً جداً من الناس تنظر إلى أكاديمية الفنون باعتبارها الباب الخلفى للطلاب الذين تخلفوا عن تنسيق الثانوية العامة وهذا أمر خاطئ تماماً، فالأكاديمية جامعة محترمة لها قواعد يحددها مجلس الأكاديمية وبها شروط للقبول.

من أين جاء هذا التصور عن الأكاديمية؟

- للأسف لا أعرف من أين جاء.

هل أنت راضٍ عما وصلت إليه أبنية وأجهزة أكاديمية الفنون؟

- نحن حالياً نعمل على تجديد بلاتوهات السينما، كما أننا عملنا توسعات فى معهد السينما.

من الذى يعين عمداء الأكاديمية؟

- هناك شروط يجب أن تنطبق على المرشحين، وفى النهاية الأكاديمية ترفع لى 3 مرشحين لاختيار واحد منهم.

توجد شكاوى من أصحاب سور الأزبكية من عمليات الحفر الخاصة بمترو الأنفاق، هل توجد نية لإعادة تطوير المنطقة؟

- بمنتهى الصراحة أنا عندى تصور أن ميدان العتبة يعود كما كان من قبل، والحقيقة أنه فى حكومة المهندس إبراهيم محلب، تم إنجاز ضخم جداً حيث أخليت الشوارع من الباعة الجائلين، ولكى تعود العتبة لما كانت عليه يجب أن يأتى اليوم الذى نتخلص فيه من جراج الأوبرا، لأن إنشاءه فى هذا المكان خطأ وقبح، ولا يصح أن الميدان الذى كان يضم الأوبرا الملكية وتمثال إبراهيم باشا، وعراقة القاهرة الحديثة، أن يكون فيه جراج قبيح بهذا الشكل، وهذا الموضوع أثرته فى إحدى جلسات مجلس الوزراء، وفى هذه المنطقة يوجد المسرح القومى ومسرح الطليعة ومسرح الطفل ومسرح العرائس، وأنا عندما أذهب لمسرح العرائس لا أستطيع دخوله من كثرة الباعة الجائلين الواقفين أمامه، فكيف للآباء أن يأمنوا على أطفالهم فى هذا المكان. كما لدينا مشروع لتطوير ميدان العتبة بحيث تعود إلى «العتبة الخضراء» كما كانت من قبل، وعندنا مشروع لتطوير مداخل بورسعيد من ناحية بورفؤاد، وحالياً طلبت من التنسيق الحضارى إننا نشتغل على تطوير حدائق القناطر الخيرية.

هل يوجد أمل فى عودة إنتاج الدولة للأفلام؟

- نحن الآن نسترد مؤسسة السينما من هيئة الاستثمار حيث تم ضمها لوزارة الاستثمار أيام الدكتور عاطف عبيد، ونحن حالياً نجرى الإجراءات النهائية لإعادتها واسترداد أصولها من الاستديوهات والبلاتوهات الموجودة فى مدينة الفنون، وجارٍ حالياً تشكيل مجلس إدارة مؤسسة السينما، وسيتم الإعلان عنه خلال شهر أو شهرين على أكثر تقدير. والمشكلة أننا أصبحنا لا ننتج الأفلام التاريخية والوثائقية، حتى الأفلام الدينية، ولا بد أن تُقدم الرؤية الدينية المستنيرة من خلال الأفلام.

ما الجديد هذا العام خلال فعاليات معرض الكتاب؟

- معرض الكتاب هذا العام سيكون آخر يناير وأول فبراير، وشخصية المعرض هذا العام ستكون الأديب الكبير عبدالرحمن الشرقاوى، ونحن كوزارة نتواصل الآن مع دار الشروق لأن لها حق نشر أعمال الكاتب، لتطبع أعماله وتكون متاحة فى المعرض، وأظن أن هناك تفهماً لهذا الموضوع من دار الشروق.

هل هناك اتجاه لإلغاء سلسلة مكتبة الأسرة بسبب غلاء أسعار الورق والنشر؟

- هذا الكلام غير حقيقى والكتب متاحة، ولا توجد بها مشكلة، أو نية لإلغائها.

لماذا لا تقوم وزارة الثقافة بإعادة طبع روايات نجيب محفوظ بأسعار مخفضة، خاصة أنك من الداعين لأن تقوم الأجيال الجديدة بالاطلاع على روايات الأديب العالمى؟

- لأن هناك حقوق ملكية فكرية لا يمكن لوزارة الثقافة الاعتداء عليها، فالكثير من أعمال الأدباء اشترى حق نشرها دور نشر كثيرة، وهى الجهة الوحيدة التى لها حق نشر هذه الروايات.


مواضيع متعلقة