بروفايل| ماجدة الرومي.. سفيرة الحب والخير

كتب: إيمان مرجان

بروفايل| ماجدة الرومي.. سفيرة الحب والخير

بروفايل| ماجدة الرومي.. سفيرة الحب والخير

ترفع يديها للسماء، تغمض جفنيها وتشبك أصابع يديها، تصلي لله، تطلب منه العون والتوفيق، يبدأ الحفل.. تصعد السيدة إلى المسرح، تقف بخجل، تمسك بمكبر الصوت وتبدأ الموسيقى، تغني من قلبها فيصل غنائها لقلوب العشاق، يحمل الهواء صوتها إليهم تتمايل أجسادهم وتصفق أيديهم، يندمجون مع غنائها حد الثمالة. تنتهي السيدة فيصفق عشاقها بحرارة أكبر. يتمنون لو ألا تنتهي من الغناء أبدا.

من «ربة الحكمة» أتت ماجدة الرومي، وهو الاسم اليوناني لـ«كفر شيما»، التابع لقرية بقضاء بعبدا في محافظة جبل لبنان، ولدت في 13 ديسمبر بالعام 1956، في بيت موسيقي نشأت، والدها واحد من أشهر ملحني عصره «حليم الرومي»، الذي رفض دخولها الفن، ثم قبّل بعد عناء، وبعد أن أثبتت الصبيّة موهبتها بتفوقها في برنامج «استديو الفن»، تراجع حليم، تركها تغني لتسعدنا، «صوت الكريستال» الذي يطوّع الصعب إن لم يكن المستحيل، كما وصفتها الصحافة الفرنسية.

قبل 16 عاما، تحققت نبوءة الشاعر السوري الراحل نزار قباني لها، قال إنّها تشعر بالكلمة، وأنّه يتخيل موقعها سفيرة للبنانيين ولكل العرب، بعد أن اختارتها منظمة الأغذية والزراعة FAO سفيرة لها، لمحاربة الجوع والفقر.

اختارت ماجدة الحب طريقا لها، قالت إنها ستسير على دربه ما حيّت، وأنّ المحبة تحيي، أما الكراهية فتقتل، محظوظون هؤلاء الذين لم يفقدوا إحساسهم بالحب، ومن الحب للخير، كانت ماجدة خير سفيرة لمحاربة الجوع والفقر، زارت مخيمات للاجئين، وأحيت حفلات خصصت ريعها بالكامل للخير ودون أجر، آخرها حفل أحيّته تحت سفح الأهرامات في مايو 2016 لصالح مستشفى الحروق.

نالت ماجدة تكريمات عدّة، على فنها وعلى جهودها في عمل الخير، بينها الدكتوراه الفخرية في العلوم الإنسانية من الجامعة الأمريكية في بيروت بالعام 2009، ومنحتها الرابطة اللبنانية في العالم، باليز براءة الشرف والعرفان اللبناني العالمي في العام 2009 أيضا، تقديرا لجهودها في خدمة الإنسان ولبنان والسلام العالمي، هي تؤمن أنّ كل عمل خير هو حاجة ملّحة، موقنة أنها تحتاج للخير أكثر مما يحتاجها، وأنّ الخير يعود لها أضعافا مضاعفة.


مواضيع متعلقة