حيثيات "داعش ليبيا": المتهمون استحلوا دماء المسلمين والمسيحيين

كتب: هيثم البرعي وعلاء يوسف

حيثيات "داعش ليبيا": المتهمون استحلوا دماء المسلمين والمسيحيين

حيثيات "داعش ليبيا": المتهمون استحلوا دماء المسلمين والمسيحيين

أودعت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار حسن فريد، حيثيات حكمها في القضية المعرفة إعلاميا بـ"داعش ليبيا" الإرهابي، والذي قضت فيه بالإعدام شنقا لـ7 متهمين والمؤبد لـ10 متهمين والسجن المشدد 15 عاما لـ3 متهمين آخرين.

وذكرت المحكمة في حيثياتها، أنه بعد تلاوة أمر الإحالة وسماع طلبات النيابة العامة والمرافعة الشفوية، والاطلاع على الأوراق والمداولة قانونا، وحيث إن المتهمين الرابع والثامن والعاشر والتاسع عشر والعشرون لم يحضروا جلسة المحاكمة رغم إعلانهم قانونا، ومن ثم يجوز الحكم في غيبتهم عملا بنص المادة 384/1 من قانون الإجراءات الجنائية.

وحيث إن الواقعة حسبما استقرت في يقين المحكمة واطمأن إليها ضميرها وارتاح لها وجدانها مستخلصة من أوراق الدعوى، وما تم فيها من تحقيقات وما دار بشأنها بجلسات المحاكمة، تتحصل في أنه وبخروج السيد المسيح عليه السلام والعائلة المقدسة من أرض فلسطين والدخول إلى أرض مصر، وأنهم مكثوا بها 4 سنوات تقريبا، عندما كان عمر (السيد المسيح) عليه السلام نحو عامين تقريبا، هربا من الملك هيرودس الذي اعتقد أن المسيح عليه السلام سينازعه ملكه، فأراد التخلص منه بذبح جميع أطفال بيت لحم من سن سنتين فأقل.

وتعتبر الكنيسة المصرية أن مجيء السيد المسيح عليه السلام والعائلة المقدسة إلى مصر من أهم الأحداث التي جرت على أرضها في تاريخها الطويل، إذ عاشت العائلة المقدسة 4 سنوات تقريبا تشرب مياه النيل، وتبارك أرض الكنانة طولا وعرضا.

ومرت العائلة المقدسة إلى مصر من مدينة رفح ثم العريش، ومرت بكنيسة أبوسرجة في مجمع الأديان ثم مدينة الآلهة بجوار مدينة الزقازيق، ثم إلى بلبيس ثم إلى مسطرد، ثم مرورا بكنيسة العذراء في المعادي، ثم شرقا إلى سمنود وغربا إلى البرلس، ثم عبرت للفرع الغربي للنيل حتى وصلوا إلى وادي النطرون، وهو الآن يضم 4 أديرة، وهي تقع غربي الدلتا جنوبي محافظة البحيرة.

وفي معظم المدن التي مرت فيها العائلة المقدسة تم بناء أديرة للعبادة فيها، ومكثت العائلة المقدسة في موقعها في رحلتي الذهاب والعودة حيث يوجد موقع التعميد بالكنيسة والبئر الذي شربت منه العائلة المقدسة واتجهت الرحلة إلى مجمع الأديار بالقاهرة الذي يشمل الكنيسة المعلقة لتتجه بعد ذلك إلى كنيسة المعادي وصولا إلى كنيسة جبل الطير الأثرية التي يوجد بها المغارة المقدسة، واتجهت بعد ذلك إلى دير جبل درنكة حيث أقامت به العائلة المقدسة في طريق العودة.

وأن العائلة المقدسة سلكت نفس الطريق السابق في العودة حيث نزلت على الشاطئ الغربي عند كنيسة العذراء بالمعادي ثم مرت على مصر القديمة ثم أخذت طريقها إلى المطرية عين شمس القديمة ومنها إلى مسطرد ومن هناك توجهت إلى مدينة (لينتوبوليس) وموقعها حالياً خرائب تل اليهودية قرب شبين القناطر ومنها توجهت إلى بلبيس وبسطا وفاقوس والفرما والعريش ثم إلى غزة ومنها إلى الناصرة حيث استقرت هناك سنوات طويلة . وبدخول الإسلام مصر علي يد الفاتح الصحابي عمرو بن العاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب سنة 19 هجري640 م وفقدان الإمبراطورية البيزنطية مصر من يد الروم في الدولة الرومية ومنذ الفتح الإسلامي لمصر يتعايش فيها الأقباط والمسلمين وحدة وطنية واحدة لا فرق بين مسلم وقبطي فهم نسيج واحد 0 فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم ( اذا فتحت مصر فاستوصوا بالقبط خيرا) هكذا قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم عن أقباط مصر لذلك فهم لديهم شأن خاص ومنزلة متميزة يعيها عقل كل مسلم ويضعها في قلبة0 ولو نظرنا لأقباط مصر فنجد في كتب الحديث أن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها قالت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصي عند وفاته فقال ( الله الله في قبط مصر فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة وأعوانا في سبيل الله) رواه الطبراني.

والأحاديث التي أوصي فيها الرسول- صلى الله عليه وسلم كثيرة منها (انكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا باهلها خيرا فان لهم ذمة ورحما)، (من آذى ذِمِّياً فأنا خصمه، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة )، (من آذى ذميًا فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله) . وعن عمر بن العاص أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم يقول (إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً، فذلك الجند خير أجناد الأرض) قال أبو بكر: ولم ذاك يا رسول الله- صلى الله عليه وسلم ؟ قال: (إنهم في رباط إلى يوم القيامة). وأن الإسلام هو دين التسامح والمحبة والمودة والسلام.

وأن الأصل في الإسلام هو حظر وحقن الدماء ، وثبت ذلك علي مدار تاريخ مصر بعد دخول الإسلام فقد دافع المسلمين والمسيحيين عن مصر ضد العديد من الطامعين في مصر حتي رفعوا الصليب في الحملات الصليبية التي جاءت من اوروبا ووقف المصريون جميعا ضد الاحتلال الأجنبي في ثورة 1919 ثم ضد الصهيونية التي احتلت سيناء وحررها المصريون جميعا (المسلمين والمسيحيين) في اكتوبر 1973.

إلا أنه ظهر في الآونة الأخيرة في هذا العصر بعد سقوط دولة الرافدين (العراق) بعد أن أجهز عليها الطامعين في ثرواتها جماعة أطلقت على نفسها على حد زعمهم تنظيم الدولة الإسلامية (تنظيم داعش) و هو تنظيم إرهابي مُوطِنٌة في سوريا والعراق في الوقت الراهن ويسعى إلى نشر نظامه وفكرة إلى ما وراء المشرق العربي (إلى ليبيا ومصر وأفغانستان وغيرهم من البلدان الأخرى).

وانبثق هذا التنظيم من الفرع العراقي لتنظيم القاعدة الذي أسسه وبناه أبو مصعب الزرقاني في عام 2004 في أعقاب غزو العراق 2003 وابتداء من عام 2004 تولى قيادته أبو بكر البغدادي والذى انتشر بشكل كبير ويحارب كل من يخالف أرائه وتفسيراته الشاذة وأنه انتشر في بعض البلدان العربية عن طريق البيعة أو السفر للالتحاق بصفوفه، وازدهر في العراق بشكل كبير اعتبارا من عام 2006، ثم في سوريا بفعل حالة الفوضى منذ عام 2011 وانتشر في ليبيا ونشط في العديد من المناطق في ليبيا مستغلة الفوضى والفراغ الأمني في البلاد، ويضم التنظيم سالف الذكر في صفوفه السوريين والعراقيين والمقاتلين الإرهابيين العرب و الأجانب المنحدّر معظمهم من شمال أفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط وآسيا الجنوبية ومنطقة القوقاز وغيرها من البلدان الأخرى.

وأن هـذا التنظيم "داعش" الإرهابي، وهو لا يمت للإسلام بصلة، وهو تنظيم مسلح يتبع الأفكار السلفية الجهادية ويهدف أعضائه حسب اعتقادهم وزعمهم إلى إعادة الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية في وجهة نظرهم فأتي علي الأخضر واليابس واستباحوا لأنفسهم واستحلوا دماء المسلمين والمسيحيين، واستباحوا سلب النساء وبيعهم سبايا ورقيق، وتبنوا النزعة الدينية المتشددة حيث تبنوا الأفكار الجهادية والتكفيرية وذلك بتكفير العاملين بالقوات المسلحة والشرطة واستهدافهم بالعمليات العدائية واستهدافهم المواطنين المسيحيين واستحلال ممتلكاتهم ودمائهم ودور عبادتهم واستهداف المنشآت الهامة والحيوية.

وعن القتلِ وسفكِ الدمِ الحرام فقال الله تعالي" مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاس جَمِيعًا " ( البقرة 190) ونصلي ونسلمُ على رسولِه الأمين المبعوثُ رحمةً للعالمين خصَهُ ربُهُ إتمامِ مكارمِ الأخلاق فنهاهُ عن إكراهِ الناسِ حتى يكونوا مؤمنين بل نهاهُ عن أي إكراهٍ في الدين.


مواضيع متعلقة