بعد إعلان روسيا سحب قواتها.. كيف يكون المشهد على الأراضي السورية؟

بعد إعلان روسيا سحب قواتها.. كيف يكون المشهد على الأراضي السورية؟
أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس الاثنين، سحب قوات بلاده من سوريا، خلال زيارة خاطفة لقاعدة "حميميم" الروسية.
وأضاف بوتين أثناء زيارته "خلال أكثر من عامين قامت القوات المسلحة الروسية، مع الجيش السوري بدحر أقوى الجماعات الإرهابية الدولية، ونظرا لذلك اتخذت قرارا بعودة جزء كبير من القوة العسكرية الروسية الموجودة في الجمهورية العربية السورية إلى روسيا".
وعن مستقبل المشهد السوري بعد هذه الإعلان، قال أنور المشرف، محلل سياسي سوري، إن القرار الأخير لبوتين يمثل تنفيذا لتصريحاته السابقة التي أكد فيها أنه سيسيحب قواته من سوريا في حالة لإقضاء على تنظيم داعش، مشيرا إلى أنه قد اتخذ قرارا مماثلا في الفترة الماضية بسحب جزء من القوات الجوية.
وأضاف المشرف، أن الوجود العسكري الروسي في البلاد لن ينتهي بشكل كامل، حيث ستعود إلى وضعها الطبيعي قبل الأحداث التي دخلت فيها سوريا في السنوات الأخيرة، من خلال عودة التمركز في القواعد العسكرية في منطقة تادروس.
وعن تأثير تلك الخطوة على العملية السياسية، توقع أن ذلك لن يؤثر على مسار المفاوضات سواء في جنيف 6، أو محادثات سوتشي، حيث أن الخلافات بين الأطراف المتنازعة أكبر من أن تحل بهذا القرار.
ومن جانبه أكد ياسر الحلاق، محلل سوري، أن الإعلان الروسي لا يعني تهدئة الصراع العسكري في سوريا بشكل قاطع، معللا ذلك بأن الغارات الروسية استمرت بشكل كبير في الفترة الماضية رغم انسحاب عدد من القوات الجوية، مشيرا إلى أن الوضع هناك معرض للاشتعال في أي لحظة.
وأضاف أن روسيا لم تحتاج نفس العدد من القوات للفوز في العملية القتالية، خاصة بعد انحسار سيطرة المعارضة السورية، والقضاء على البؤر الخاضعة لتنظيم داعش، وتحوله لمجرد كيان بلا مخالب.
وعن دلالة ذلك بالنسبة للمعارضة الروسية، أوضح "الحلاق" أن القرار قد يمثل "الجزرة" للمعارضة للجلوس على طاولة المفاوضات في محادثات سوتشي، مستبعدا أن يمثل ذلك حافزا قويا للمعارضة يدفعها إلى إبداء مزيد من المرونة في عماليات التسوية.
وأرجع ذلك إلى أن هذه المحادثات تتسم بالغموض على مستوى القيادات السياسية ولارأي الجماهيري كذلك، حيث لم تعلن عن أهداف ومحاور واضحة، خلافا مفاوضات جنيف كانت تسعى إلى الوصول إلى مناطق خفض التوتر، والأستانة تناولت المستقبل السياسي والمرحلة الانتقالية والانتخابات الرئاسية.
ورجح "الحلاق" أن يمثل هذا القرار ضغطا على إيران بسحب القوات التابعة لها في البلاد خاصة حزب الله، في ظل تردد أنباء مؤخرا عن وجود خلافات بين الجانبين، وكذلك الضغط على تركيا لإخراج قواتها، خاصة أنها تمتلك رؤيا مغايرة لرروسيا تجاه مصير بشار الأسد، وتوفض وجوده في المشهد السياسي المستقبلي.
وعن احتمالية أن تأخذ أطراف أخرى نفس الخطوة، استبعد المحلل السوري أن يتخذ التحالف الدولي هذا القرار على سبيل المثال، حيث أن أمريكا لنتخرج من سوريا إلا بعد التأكد من التوصل لحل سياسي يرضي مصالحها، كما أنها تدعم أطراف لها ثقل عسكري في الصراع مازالت تسيطر على ربع مساحة سوريا، والتي تتميز بوجود حقول للنفط.