حوار| محلل سياسي بـ"سبوتنيك": زيارة "بوتين" ستتناول عودة السياحة لمصر

11:42 م | الأحد 10 ديسمبر 2017

قال الدكتور عماد الطفيلي، المحلل السياسي بوكالة سبوتنيك الروسية، إن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المرتقبة إلى القاهرة، اليوم الإثنين، ستتناول مسألة عودة الرحلات الجوية لمصر بالدرجة الأولى، ومن الطبيعي أن تكون الملفات الرئيسية التي سيتطرق إليها لقاء الرئيسين بوتين والسيسي، مسائل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والعسكرية وقطاع الطاقة والمجال الإنساني.

وأضاف "الطفيلي"، خلال حواره لـ"الوطن"، أنه في ظل هذه التطورات تحاول روسيا إلى جانب مصر العمل على تجنيب المنطقة الفوضى والاضطراب، والمساهمة في حل مشكلات وأزمات المنطقة، وهناك تنسيق مشترك ومساهمة مصرية في إخماد وتخفيض مناطق التوتر في سوريا.

وإلى نص الحوار:

- هل ترى أن زيارة بوتين إلى القاهرة ستشهد الاتفاق على عودة الرحلات الجوية الروسية لمصر؟

بالطبع زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المرتقبة إلى القاهرة، اليوم الإثنين، ستتناول مسألة عودة الرحلات الجوية لمصر بالدرجة الأولى، وهذا ما صرح به السيد ديميتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي حيث أعلن لوسائل الإعلام الروسية أنه ستناقش هذه المسألة في عداد المسائل التي سيتم بحثها خلال المحادثات مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والتي توقفت بمبادرة من الجانب الروسي بعد الحادث الإرهابي الذي أدى إلى سقوط الطائرة الروسية في 31 أكتوبر 2015، والتي أدت إلى مقتل 217 شخصا بالإضافة إلى سبعة من أفراد الطاقم.

كما أفاد مصدر مقرب من الخارجية الروسية لوسائل إعلام روسية بأن الجانبين الروسي والمصري من الممكن أن يتوصلا إلى اتفاق، بشأن عودة الرحلات الجوية بين البلدين خلال هذه الزيارة، وبهذا السياق أعلن مصدر في وزارة النقل الروسية إلى قناة "أر بي كا" الروسية، بأنه يتوقع أن يتم حل مسألة إعادة الرحلات الجوية بين البلدين.

أود أن أشير إلى مسألة مهمة يمكن أن تؤكد هذه التوقعات باتفاق عودة الرحلات الجوية بين مصر وروسيا خلال هذه الزيارة ، حيث أن الرئيس "بوتين" قال أثناء لقاءه الرئيس عبدالفتاح السيسي في سبتمبر الماضي في قمة "البريكس" في الصين من الممكن أن تعود الرحلات الجوية بين البلدين في أقرب وقت، برأيي كل الأجواء والمعطيات تشير إلى أن هذه المسألة ستكون محلولة في لقاء الغد، لإن هذا القرار ينتظره الملايين من المواطنين الروس الذين يعشقون الاستراحة والإستجمام في المنتجعات المصرية.

- ما هي أبرز الملفات التي سيتطرق إليها بوتين والسيسي؟

من الطبيعي أن تكون الملفات الرئيسية التي سيتطرق إليها لقاء الرئيسين بوتين والسيسي، مسائل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والعسكرية وقطاع الطاقة والمجال الإنساني، بالإضافة إلى عودة الرحلات الجوية بين البلدين كما أشرت سابقا، بالإضافة إلى بحث الأوضاع في الشرق الأوسط، والعمل على تسوية الأوضاع في المنطقة وضمان الأمن والاستقرار، لما لروسيا من تأثير على مجرى الأحداث وخاصة في سوريا ودور مصر القوي والمساعد في إعادة الاستقرار لسوريا، وكذلك المساهمة في تسوية الأزمة اليمنية، وهنا يمكن أن تلعب روسيا ومصر دور فاعلا في هذا السياق، لما للبلدين من علاقات جيدة مع بعض أطراف الأزمة اليمينة، لأن إهمال هذه المسألة يمكن أن تشكل خطرا كبيرا على استقرار المنطقة.

وقد أعلن مؤخرا المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بغدانوف، بعد لقاءه القادة اليمنيين ومبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن في الرياض، الخميس الماضي، من أن يجب وقف العنف في اليمن والجلوس إلى طاولة المفاوضات، بالإضافة إلى بحث ملف مكافحة الإرهاب في المنطقة وفي شمال أفريقيا.

- هل قرار "ترامب" بنقل السفارة الأمريكية للقدس سيتصدر اللقاء؟

من الطبيعي أن تكون الأوضاع المتوترة التي تمر بها المنطقة، وخاصة في المناطق الفلسطينية بعد قرار الرئيس الأمريكي ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ضاربا بعرض الحائط بردود الفعل المنددة من كافة دول العالم.

كما أن موسكو تنظر بقلق جدي إلى القرارات التي أعلنتها واشنطن بشأن القدس، وتشاطر مصر وكافة البلدان العربية الموقف الروسي معتبرين أن الموقف الأمريكي الجديد بشأن القدس من شأنه أن يعقد الوضع فيما يخص العلاقات "الفلسطينية- الإسرائيلية" وفي المنطقة بالكامل.

وبالتالي تقوض مفاوضات حل الدولتين، الموقف الروسي والمصري متطابق في هذه القضية، يدعو إلى إعادة إطلاق عملية سياسية مدروسة تهدف إلى تحقيق تسوية ثابتة ونهائية بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس "حل الدولتين".

- ما دلالة توقيت الزيارة في ظل الأوضاع التي تمر بها المنطقة؟

لا شك أن زيارة الرئيس الروسي إلى مصر تأتي في وقت هام جدا سواء لمصر ولروسيا وللمنطقة عموما، حيث أن المنطقة تمر بظروف عصيبة فيما يتعلق بالوضع في القدس، والأحداث الأخيرة في اليمن.

في ظل هذه التطورات تحاول روسيا إلى جانب مصر العمل على تجنيب المنطقة الفوضى والاضطراب، والمساهمة في حل مشكلات وأزمات المنطقة، وهناك تنسيق مشترك ومساهمة مصرية في إخماد وتخفيض مناطق التوتر في سوريا.

كما أن الوضع في اليمن ومنطقة الخليج تتطلب المساهمة في التسوية السياسية بين الأطراف اليمنية ودول التحالف، وإلا فإن نار الحرب سوف تشعل المنطقة بأسرها وتهدد الاستقرار الإقليمي والدولي.

- إلى أي مدى تعزز هذه الزيارة العلاقات المصرية الروسية؟

بدون شك، فإن هذه الزيارة للرئيس "بوتين" إلى مصر تساهم بشكل كبير في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وإعطاءها زخما جديدا، خاصة أنه لوحظ في أعقاب العامين الماضيين جفاف في العلاقات المصرية الروسية عقب سقوط الطائرة الروسية في أوكتوبر 2015، لكن كان هناك تواصل بين البلدين على مختلف الأصعدة، بيد أن هناك حاليا توجه لدى الجانبين الروسي والمصري لتعزيز العلاقات بكافة جوانبها، الاقتصادية والسياسية والعسكرية.

وباعتقادي لو لم يكن هناك أشياء وأحداث مهمة ومفاجآت ستحصل غدا خلال الزيارة، لما تمت الزيارة في هذا الوقت بالذات.