«لافتة القدس» التى بكيناها!!
- الحكومة الإسرائيلية
- الرئيس الأمريكى
- الرئيس اليمنى
- الضفة الغربية
- العالم العربى
- العهد السعودى
- الفلسطينيين والإسرائيليين
- القدس الشرقية
- آل سعود
- أجر
- الحكومة الإسرائيلية
- الرئيس الأمريكى
- الرئيس اليمنى
- الضفة الغربية
- العالم العربى
- العهد السعودى
- الفلسطينيين والإسرائيليين
- القدس الشرقية
- آل سعود
- أجر
بكينا وشجبنا واستنكرنا وأعربنا عن غضبنا ككل مرة فعلنا فيها ذلك فى أعقاب كل خطوة خطاها من احتل أرضنا منذ سنوات. تناسينا أن الأرض سُرقت منذ زمن بعيد لا بفعل وعد واتفاقية وحسب، ولكن بفعل دعم من بيننا لمن أعلناهم أعداء! نعم، فى البدء كانت المصلحة ولا تزال إلى يومنا هذا، بينما لا يجد العرب، كل العرب، ومن يؤيدهم، بتضليل أو بتغييب، سوى بلادى ليحمّلوها عبء الضياع.
فى التاريخ مواقف وعبر وأيام تتجاوز التغييب العمدى لها ببقاء متحد فى سجلات الزمن. فإذا كان من الطبيعى وجود المحتل والمتآمر، فمن الطبيعى وجود الخائن والمتهاون والمتساهل، وقد كان حاضراً فى كل مرة ضاعت فيها خُطانا يا عرب. فإذا كانت بريطانيا وفرنسا منحتا خريطة عالمنا العربى التقسيم بالحدود فيما عُرف باسم «سايكس بيكو»، وإذا كانت بريطانيا منحت وطناً قومياً لليهود فى فلسطين العربية بوعد نسبوه لمن أعلنه فكان «بلفور». فقد كانت المستوطنات اليهودية تقام فى فلسطين تحت سمع العثمانيين وبصرهم منذ نهايات القرن التاسع عشر. وقد كانت «تل أبيب» مدينة قائمة فى فلسطين منذ العام 1909 أى قبل وعد بلفور بثمانى سنوات. وقد كان اتفاق فيصل بن الحسين، شريف مكة، مع حاييم وايزمان، رئيس المنظمة الصهيونية العالمية، فى يناير من عام 1919! معلناً فيه الحسين دعم وعد بلفور وتيسير إنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين! كل هذا مقابل اعتراف بريطانيا وفرنسا بحسن صنيع عرب شبه الجزيرة فى الحرب ضد العثمانيين، وتنصيب فيصل ملكاً على الحجاز والشام، ولكنه لم يحصل سوى على العراق حتى مات فى العام 1933 وقيل وقتها بسُم بريطانى!
ضاعت فلسطين لا القدس وحدها وتضاءلت أمام مصالح البعض وصمت البعض. هل تابعتم الخطاب المنشور من قبَل على عبدالله صالح، الرئيس اليمنى، يوم 29 نوفمبر الماضى على موقع حزبه المؤتمر الشعبى اليمنى قبل قتله ببضعة أيام؟ الخطاب وثيقة من الملك فيصل آل سعود موجهاً إلى الرئيس الأمريكى جونسون فى العام 1966 يخبره أن مصر صارت خطراً على عروش الخليج بخطابها الملهب للحماسة والوطنية وجيشها الموجود فى اليمن، وأن الخوف عنده يتزايد من تكرار ما فعله محمد على فى العام 1818 حينما قضى على الدولة السعودية الأولى والوهابية، ويذكّره بأن السعودية هى حليف واشنطن وراعية مصالحها فى المنطقة وأنه لا سبيل للتخلص من هذا سوى بتوجيه ضربة عسكرية إسرائيلية لمصر لتنشغل بإسرائيل عن العالم العربى، ولا مانع من فعل الشىء نفسه مع الأردن! لتكون هزيمة يونيو 1967! نعم بعنا وما زلنا نبيع ونعلن على الملأ رفضنا وشجبنا واستنكارنا ونتفق وراء الكواليس لننقذ المصالح المؤمّنة للعروش.
هل تابعتم تقرير صحيفة «نيويورك تايمز» يوم الاثنين 4 ديسمبر الذى تضمّن خطة «ترامب» لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟ والذى ذكر أنه بموجب الخطة الأمريكية التى تناقش فيها «كوشنر»، صهر «ترامب»، مع ولى العهد السعودى فى زيارته للرياض منذ شهر، ونقلها الأخير للرئيس الفلسطينى محمود عباس، فإن الفلسطينيين سيحصلون على دولة غير متواصلة فى الضفة الغربية وقطاع غزة ومن دون سيادة كاملة على الأراضى، ومن دون القدس الشرقية كعاصمة لهم، كما لن يُسمح للاجئين الذين يفوق عددهم الخمسة ملايين نسمة بالعودة للديار. ونفت السعودية وكذلك الفلسطينيون، إلا أن «كوشنر» صرح فى ندوة يوم الأحد 3 ديسمبر الحالى بمعهد «بروكينجز» نصاً: «نحن نعرف ما فى الخطة، والفلسطينيون يعرفون ما أُجرى معهم من مناقشات، كما أن الإسرائيليين يعرفون أيضاً ما أجريناه معهم من مناقشات»، ولم ينف أحد تصريحات «كوشنر» تلك المرة وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز.
الواقع يقول إن مؤسسات الحكومة الإسرائيلية فى القدس القابعة تحت السيطرة الإسرائيلية كلها، واليوم نغضب حينما قررت إسرائيل رفع لافتة باسمها على المدينة؟! لو أردتم إنقاذ القدس فأفيقوا من غيبوبتكم وأخلصوا ضمائركم وإلا كفاكم مزايدة، فما زلنا فى انتظار وعد الله بالثانية.