محافظ المنيا.. واقعية التشخيص وأدب التحفيز
- أفضل فريق
- الأداء الحكومى
- الأراضى الزراعية
- الجهاز المركزى للتعبئة
- المنظومة الإدارية
- النماذج المشرفة
- ست الكل
- آلام
- آلية
- آن الأوان
- أفضل فريق
- الأداء الحكومى
- الأراضى الزراعية
- الجهاز المركزى للتعبئة
- المنظومة الإدارية
- النماذج المشرفة
- ست الكل
- آلام
- آلية
- آن الأوان
الاعتراف بالمشكلة نصف الحل، والتشخيص الدقيق للمرض وليس للعرض هو سبيل الشفاء، وفى وهَج همومنا الكثيرة وآلامنا التى تأبى أن تندمل داخلياً وعربياً وعلى غير موعد، يطل علينا عبر شاشة التلفاز مسئول لم أحظَ بمعرفته ولم ألتقه يوماً، ليحدّثنا عن هموم وطموحات مواطنى محافظة المنيا. استرعى حديثه المنطقى انتباهى، ووجدتنى منصتاً لما يقول، حيث بدأ بالتحديات التنموية لمحافظة تتجاوز أوجاعها مساحتها البالغة 32 ألف كم2 بطول 135 كلم وتضم فى رحمها 9 مدن و57 وحدة محلية و346 قرية ونحو (4) ملايين نسمة يعانى كثير منهم شظف العيش، رغم امتلاكهم لمساحة زراعية تمثّل ما نسبته 6.5% من إجمالى مساحة الأراضى الزراعية فى مصر.
إنها محافظة المنيا عروس الصعيد، وكان اللقاء مع محافظها اللواء صلاح البديوى، والحديث كان نبضاً واقعياً لآلام وآمال المواطن المنياوى بلسان المحافظ الذى «رأى» الحال والأحوال وليس فحسب «سمع»، بعد أن تم تكليفه بحقيبة المحافظة المثقلة بنسبة بطالة بلغت 12.5% وفقاً لتقارير الجهاز المركزى للتعبئة. ولأن الخطب جلل والمواطن يبحث عن بصيص أمل، ولأن أصحاب البطولات اللسانية والمسكنّات وترحيل المشكلات إلى أجل غير مسمى كثيرون ويملأون الفضائيات والصحف بوعود وهمية، أصبح فرضاً على القلم الكتابة عن هذه النماذج المشرفة ومشاركة القراء ثلاثية النجاح من واقع هذا اللقاء مع المحافظ الطموح، وإليكم ما رصدته من معين النبالة القيادية.
أول الشواهد الثلاثية هو أبسط أدوات القائد المعرفى، فقد حضر المحافظ إلى اللقاء وفى جعبته أرقام وإحصائيات وليس كلاماً وانطباعات، وبدأ بتدوين ما طرحه المحاور من تساؤلات، فكان الرد ليس بلغة الوعود والتنظير، ولكن بموضوعية الوقائع وعقلانية التفكير، وتلك سمة القادة المتميزين: الإدارة المعرفية وليست الكلامية.
ثانياً: حين سأله المحاور: ما تقييمك لأدائك كمحافظ خلال فترة عام من توليك زمام المحافظة فى سبتمبر 2016؟ أتى رده فى ثوانٍ بواقعية شديدة بعيدة عن الغرور المؤسسى أو التكبر الوظيفى: 30%؛ مما يعنى أن الفجوة بين ما يحتاجه المواطن المنياوى وما تمكّن المحافظ من تلبيته وتوفيره من تلك الاحتياجات هى 70%، بهذا يضعنا المحافظ أمام إحدى أهم معادلات التميز القيادى: اللهم اجعلنى صادقاً فى أعين المواطنين، متواضعاً أمام نفسى مهما أنجزت، تلك هى الخصلة الثانية فى بستان القيادات المتميزة: التواضع المؤسسى والتحسين المستمر.
ثالثاً: القائد المتميز، أياً كان موقعه فى المنظومة الإدارية، هو من يرى نفسه ضمن دائرة «نحن» وليس من يرى «نحن» ضمن ذاته المتضخمة، فقد كرر المحافظ الثناء والتقدير للعديد من العاملين وشركاء النجاح معه فى المحافظة مع ذكر أسمائهم مشيداً بجهودهم، ولنا أن نتخيل «قوة التحفيز» و«سحر التمكين» على مستوى «الأداء» لهؤلاء، على عكس من يتحدثون ليل نهار بـ«أنا»، فكم من «أنا» هدمت إدارات ومحافظات ومجتمعات ودول، وهذه أهم مرتكزات القائد: التحفيز والإلهام والتمكين.
ختاماً، وجود نماذج قيادية متميزة مثل محافظ المنيا يدعونا أن نُذكّر الحكومة بأنه آن الأوان لإطلاق آلية تحفيزية تنافسية ومستدامة مثل «جائزة الأداء الحكومى المتميز للمحافظات» لتكريم أفضل محافظ، وأفضل رئيس مركز/ مدينة، وأفضل عمدة لقرية، وأفضل فريق عمل، وأفضل قيادة شبابية ونسائية، وغيرها من الفئات العاملة بالمحافظات، كثيرون هم من ينجزون فى صمت ويتقلبون على جمر آلام عدم التقدير والاعتراف بإنجازاتهم فى زمن تكاثر فيه راكبو الأمواج ومتسلقو الأكتاف، بينما لا يُمنح المتميزون الصامتون أصحاب القيم والنزاهة والمواطنة الإيجابية ما يستحقون، فطوبى لهؤلاء!