القدس: الاحتلال يلجأ لـ«الرصاص والغاز» لمواجهة الفلسطينيين

القدس: الاحتلال يلجأ لـ«الرصاص والغاز» لمواجهة الفلسطينيين
تواصلت لليوم الثالث على التوالى الاحتجاجات والاشتباكات بين قوات الجيش الإسرائيلى والفلسطينيين الذين خرجوا فى مسيرات للتنديد باعتراف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بأن القدس عاصمة لإسرائيل بدلاً من تل أبيب ونقل سفارة بلاده إلى هناك، ما أسفر عن إصابة طالب وفتاة فلسطينيين بالرصاص فى قطاع غزة والضفة الغربية، إلى جانب إصابة عدد من طلبة المدارس بحالات اختناق، جراء قمع القوات للمسيرات الطلابية ببيت لحم.
وفى بيت لحم، خرج مئات الطلبة الفلسطينيين فى مسيرات احتجاجية تمركزت عند السياج الفاصل شرق خزاعة، ما أدى إلى إلقاء القوات الإسرائيلية بقنابل الغاز المسيل للدموع وأطلقت الرصاص الحى والمطاطى صوبهم، ما أسفر عن إصابة اثنين من الطلبة بالرصاص المطاطى، و10 آخرين بحالات اختناق، جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، حسبما ذكر شهود عيان.
واستشهد فلسطينيان فى سلسلة الغارات التى شنتها مقاتلات حربية إسرائيلية، فجر أمس، على أهداف مختلفة فى قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة أشرف القدرة، إن «الطواقم الطبية انتشلت جثمان شهيدين من داخل المواقع التى تعرضت للقصف الإسرائيلى».
{long_qoute_1}
وكانت الطائرات الإسرائيلية قد أغارت على موقع «القادسية» جنوب قطاع غزة بصاروخين على الأقل، وقصفت موقع بدر وسط قطاع غزة بثلاثة صواريخ، فيما استهدفت موقع الإدارة المدنية شرق جباليا شمال القطاع بصاروخين، ما أسفر عن وقوع أضرار مادية فى المواقع واشتعال النيران فيها.
وبدوره، أكد المتحدث الرسمى لجيش الاحتلال الإسرائيلى أن طائرات سلاح الجو استهدفت موقعين لإنتاج الوسائل القتالية وموقعاً عسكرياً ومخزناً للذخيرة، وتابع: «الجيش الإسرائيلى ينظر بخطورة إلى إطلاق الصواريخ باتجاه البلدات الإسرائيلية، وجيشنا يرى أن حركة (حماس) المسئول الوحيد عما يحدث فى قطاع غزة». ومن جانبها، أعلنت «كتائب القسام»، فى بيان اليوم، أن الفلسطينيين الذين استشهدوا فى الغارات من أعضائها، وشيعت جثامين الضحايا فى جنازة عسكرية شارك فيها مئات من المسلحين بغزة.
وأعلن وزير الصحة الفلسطينى جواد عواد، حالة الطوارئ داخل المستشفيات والمراكز الطبية والصحية الحكومية، نظراً لعدد الإصابات التى نتجت خلال الاشتباكات بين الجنود الإسرائيليين والفلسطينيين فى الضفة وقطاع غزة، فيما قال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة إن «الإحصائية الإجمالية منذ أمس وحتى صباح اليوم فى قطاع غزة بلغت 4 شهداء و1100 مصاب، بينهم 4 فى حالة خطرة».
وفى السياق ذاته، تجمع آلاف المتظاهرين، مساء أمس، فى ميدان «التايمز» بمدينة نيويورك، تنديداً بقرار «ترامب»، حيث شارك فى المظاهرة فلسطينيون ومسلمون مقيمون بـ«واشنطن»، والتى انطلقت عند تقاطع الجادة السابعة مع الشارع 42 فى ميدان التايمز. وردد المتظاهرون شعارات من قبيل «القدس خط أحمر»، و«المقاومة حق لكل إنسان تحت الاحتلال»، وفقاً لما ذكرته وكالة «الأناضول» التركية للأنباء.
فى المقابل، احتشدت مجموعة صغيرة من مؤيدى إسرائيل فى الطرف المقابل للمظاهرة، مطلقين صافرات وسباباً باتجاه المتظاهرين، ورافعين علم إسرائيل.
وتعقيباً على إطلاق المقاومة الفلسطينية عدة قذائف صاروخية على البلدات الإسرائيلية فى غزة، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن مسئول أمنى إسرائيلى، أن «حركة حماس تلعب لعبة خطيرة جداً، إذا كانت ستستمر فى النهج الحالى الذى لا تعمل بموجبه على منع إطلاق النار من قطاع غزة.. ربما تتعمد السماح بهذا النهج».
وكان مئات المسلمين قد أدوا صلاة الجمعة أمام البيت الأبيض فى واشنطن احتجاجاً على الاعتراف الأمريكى بالقدس عاصمة لإسرائيل، بدعوة أقامها عدد من المنظمات الأمريكية المسلمة، حيث احتشد المصلون فى منتزه «لافاييت سكوير» الصغير الواقع قبالة البيت الأبيض، ومدوا سجادات الصلاة.
من جانبه، أكد مستشار الرئيس الفلسطينى للشئون الدبلوماسية مجدى الخالدى أن الرئيس محمود عباس (أبومازن) لن يستقبل نائب الرئيس الأمريكى مايك بنس، الذى يزور المنطقة فى النصف الثانى من الشهر الحالى.
ورفض «الخالدى»، فى تصريح لإذاعة (صوت فلسطين) صباح اليوم، التحذيرات الأمريكية من تبعات إلغاء هذا اللقاء، مشدداً على أن «الشعب الفلسطينى وقيادته يرفضان أى تهديد من أى مصدر كان»، فيما قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح روحى فتوح، لـ«الوطن»، إن «قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ما هو إلا استكمال لوعد بلفور الذى منح الصهاينة وطناً لفلسطين».
وأضاف «فتوح» أن «القرار الأمريكى مخالف لكل أحكام القانون الدولى، ويخالف صحيح قرارات مجلس الأمن الدولى والتى كان آخرها ديسمبر الماضى بالدعوة لوضع حد لبناء المستوطنات فى القدس»، مشيراً إلى أن «هذه الخطوة أفقدت الولايات المتحدة نزاهتها كوسيط وتحولت إلى شريك للاحتلال فى إفشال حل الدولتين وعملية السلام».
وأكد القيادى الفلسطينى الفتحاوى أنه «فى ضوء الوضع الحالى، فلا مكان لأى مفاوضات وسنقطع جميع الاتصالات مع الولايات المتحدة الأمريكية».
وأرسلت الخارجية الأمريكية، مساء أمس، رسائل تحذيرية لرعاياها فى 32 دولة، بينهم مصر تطالبهم بتوخى الحذر من المظاهرات المناهضة لقرار الرئيس دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأدانت كوريا الشمالية، اليوم، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ووصفت القرار الأمريكى بأنه «تحدٍ للشرعية الدولية، ويكشف عن الوجه الحقيقى للولايات المتحدة».
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فى «بيونج يانج»، إن «قرار ترامب يستحق إدانة دولية ورفضاً، لأنه تحدٍ صريح وإهانة للشرعية الدولية»، وفقاً لما ذكرته وكالة «يونهاب» الرسمية فى كوريا الجنوبية.