مجددة عالمية فى «الإعلام»: يجب تدريس نماذج شبكات التواصل الاجتماعى الناجحة للطلاب

كتب: خالد البرماوى

مجددة عالمية فى «الإعلام»: يجب تدريس نماذج شبكات التواصل الاجتماعى الناجحة للطلاب

مجددة عالمية فى «الإعلام»: يجب تدريس نماذج شبكات التواصل الاجتماعى الناجحة للطلاب

قالت سندى رويال، إحدى أعظم المجددين فى مناهج الإعلام فى العالم، إن منح طلاب الإعلام خلفية تقنية أمر مهم، موضحة أنه تم تشجيع الأكاديميين فى مختلف تخصصات الإعلام الأساسية لدراسة الموضوعات الرقمية الحالية فى مقرراتهم الدراسية.

وأضافت «سندى»، فى حوار لـ«الوطن»، أنه يجب تدريس نماذج عمل الشركات الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعى، لأنها ربما تكون مكاناً مناسباً يعمل به طلابنا فى المستقبل، وإلى نص الحوار:

كيف ترين مدى تطور مناهج تدريس الإعلام، ومناسبتها مع التطورات التقنية العديدة فى العالم؟

- يمكننى فقط الحديث عما فعلناه فى جامعة ولاية تكساس، والأمر بدأ قبل سنوات بهدف تعديل المنهج الدراسى، وتكوين مقررات تعليمية جديدة، مثل تصميم صفحات الويب، وصحافة الوسائط المتعددة.

وبشكل شخصى أنشأت صفاً لاستخدام منصات التواصل الاجتماعى فى العمل الصحفى منذ عدة سنوات، وكان الهدف منه منح الطلاب الخلفية التقنية للتعامل مع وسائل الإعلام، وبدأ هذا الصف بصورة اختيارية، ولكن بعد عدة فصول دراسية تبين أنه لا بد لكل الطلبة أن يدرسوا هذه المواد.

{long_qoute_1}

ولكن ما فائدة ذلك فى ظل تراجع المعرفة التقنية للقائمين على التدريس؟

- بدأنا بتشجيع جميع المعلمين الأكاديميين فى التخصصات الأساسية لدينا، وهى الصحافة، والإعلام الإلكترونى، والدعاية الإعلانية، والعلاقات العامة، لدمج دراسة الموضوعات الرقمية الحالية فى مقرراتهم الدراسية، وفى نفس الوقت طورنا مقرراً من 9 ساعات مكثفة، يمكن لطلاب التخصصات الرئيسية الالتحاق به، ويتضمن تصميم صفحات الويب بالإضافة لمقررين آخرين فى مجالات البرمجة والوسائط المرئية واستخدامات وتطبيقات الهواتف الذكية.

وهل تعتقدين أن هذا كافٍ فى واحدة من أفضل عشر مدارس للصحافة فى العالم؟

- نحن لا نتوقف، ونفكر ونطور، ونجحنا فى التركيز على التقنيات الرقمية فى برنامج دراسات الماجستير، فالعديد من طلابنا انتقلوا لوظائف ذات علاقة بتلك التقنيات.

قلتِ مسبقاً إن الصحفيين يجب أن يدرسوا برمجة «Coding»، إلى أى مدى ترين أن هذا حيوى فى العمل الصحفى؟

- هناك أسباب متعددة تبرز أهمية البرمجة كمهارة مهمة للجميع، وبخاصة دارسى الإعلام؛ فنحن حالياً نتواصل ونبث المحتوى عبر منصات رقمية متعددة، وفهم هذه البيئة يساعد على رؤية الصورة الكاملة للإمكانات المتاحة؛ ففهم «البرمجة» أو «التكويد» من منظور عملى، سيسمح للطلاب بالتحكم فى بيئتهم عبر تطويع حلول وتقنيات ونظام إدارى إذا لزم الأمر، وكذلك تعلم طرق جديدة للعمل مع البيانات ودعم القصة الإخبارية عن طريق تصور وتحليل البيانات، والعمل على تطوير واجهة التطبيقات (APIs).

وهل الهدف أن يتم تخريج «صحفيين مبرمجين»؟

- لا أتوقع أن يصبح جميع الطلاب خبراء برمجة، ولكنهم سيكتسبون تلك المهارة بدرجات متفاوتة، بعضهم سيتحول لمحترف بينما سيكتسب الآخرون مستوى جيداً من المهارات تساعدهم على العمل فى أى من مجالات الإعلام الرقمى.

وبالفعل يعمل العديد من خريجينا، وأكثرهم من الإناث، فى مجالات تطوير صفحات الويب، والأكثر أهمية هو تعودهم على العمل فى فريق يضم مبرمجين ومطورين، مما يُسهل التواصل بين أفراد الفريق.

هل فرضت التحديات المتعلقة بالأخبار المفبركة تحديثاً على مناهج الدراسة لديكم؟

- هناك جهود بدأت منذ فترة، وأظن أننا سنواصل النقاش حول المعلومات المغلوطة فى الإعلام بكثرة فى الفترة المقبلة، وبحث الدور الذى تلعبه شركات مثل «فيس بوك وتويتر وجوجل» فى انتشارها. وأظن أنه علينا محو الأمية الإعلامية فى مناهجنا الدراسية بشكل عام، بما فيها الفهم العميق للحجم والنطاق الذى يحكم علاقتنا بوسائل التواصل الاجتماعى.

هل تعتقدين أن طلبة الإعلام يجب أن يدرسوا نماذج عمل وربحية شركات، مثل «جوجل وفيس بوك»؟

- أعتقد أننا يجب أن نقوم بتدريس نماذج عمل الشركات الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعى، لأنها فى النهاية شركات ناجحة، وربما تكون مكاناً مناسباً يعمل به طلابنا فى المستقبل، لذا نحن بحاجة لفهم الآلية التى بنوا بها عملهم الرقمى، وتأثيرها على طريقة تواصل البشر ومشاركتهم الأفكار والمعلومات.

وفى الحقيقة، أتمنى أن يعمل بعض طلابى لدى تلك الشركات، لكنى أتمنى أيضاً أن يفهم جميع طلابى المعايير والفرص الجديدة التى خلقت مثل هذه الشركات، وكذلك المنافسة داخل البيئة الرقمية.

وأعتقد أننا وصلنا لمرحلة أن كل المعلمين الأكاديميين بحاجة لتدريس «التكويد» فى سياق مجالاتهم، فجميعهم لديهم مشكلات يمكن للتقنية حلها. فأنا أؤمن بأن القدرة على تفعيل المفاهيم التقنية فى مجالات محددة، مع السياق والدعم المناسبين، ستصبح جزءاً من التعلم.


مواضيع متعلقة